المسألة الثانية تحقيق النعيم من النعم ، وبناء ( ن ع م ) للموافقة ، وأعظمها موافقة [ ص: 383 ] ما قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك رحمه الله في رواية كادح بن رحمة أنه صحة البدن وطيب النفس ، وقد أخذه الشاعر ، فقال :
إذا القوت يأتي لك والصحة والأمن وأصبحت أخا حزن فلا فارقك الحزن
وقد كان هذا يتأتى قبل اليوم ، فأما في هذا الزمان فإنه عسير التكوين ، وقليل الوجود .
ويرى [ كثير من العلماء ] أن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا أخذه من حكم لقمان ; ففيها أن لقمان الحكيم قال لابنه : ليس غنى كصحة ، ولا نعيم كطيب نفس .
[ ص: 384 ] وقد يكون النعيم في الخادم كما حدث الهجيع بن قيس { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له : ما يكفي ابن آدم من الدنيا ؟ قال : ما أشبع جوعتك ، وستر عورتك ; فمن كان له خادم فهناك النعيم ، فهناك النعيم } .
وقال القاضي رضي الله عنه : فهذا كله يدل على أنه يجوز للمرء أن يتوسع في الطعام ويتلذذ ، ويسمي الله عز وجل ويحمده ، ولا يصرف قوته المستفادة بذلك في معصيته ، فإن سئل وجذبته سعادته فسيوفق للجواب إن شاء الله عز وجل .