الآية الثانية قوله تعالى : {
الحمد لله رب العالمين } اعلموا علمكم الله المشكلات أن البارئ تعالى حمد نفسه ، وافتتح بحمده كتابه ، ولم يأذن في ذلك لأحد من خلقه ، بل نهاهم في محكم كتابه ، فقال : {
فلا تزكوا أنفسكم } ومنع بعض الناس من أن يسمع مدح بعض له ، أو يركن إليه ، وأمرهم برد ذلك ، وقال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13205احثوا في وجوه المداحين التراب } رواه
المقداد وغيره .
[ ص: 9 ] وكأن في
مدح الله لنفسه وحمده لها وجوها منها ثلاث أمهات : الأول : أنه علمنا كيف نحمده ، وكلفنا حمده والثناء عليه ; إذ لم يكن لنا سبيل إليه إلا به .
الثاني : أنه قال بعض الناس معناه : قولوا : الحمد لله ، فيكون فائدة ذلك التكليف لنا ، وعلى هذا تخرج قراءة من قرأ بنصب الدال في الشاذ .
الثالث : أن
مدح النفس إنما نهي عنه لما يدخل عليها من العجب بها ، والتكثر على الخلق من أجلها ، فاقتضى ذلك الاختصاص بمن يلحقه التغير ، ولا يجوز منه التكثر ، وهو المخلوق ، ووجب ذلك للخالق ; لأنه أهل الحمد .
وهذا هو الجواب الصحيح ، والفائدة المقصودة .
الآية الثالثة قوله تعالى : {
إياك نعبد وإياك نستعين } فيها مسألتان :
المسألة الأولى : يقول الله تعالى : فهذه الآية بيني وبين عبدي ، وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأسندنا لكم ، {
nindex.php?page=hadith&LINKID=7850أنه قال : قال الله تعالى : يا ابن آدم ، أنزلت عليك سبعا ، ثلاثا لي وثلاثا لك ، وواحدة بيني وبينك ; فأما الثلاث التي لي : ف { الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين } وأما الثلاث التي لك ف { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } وأما الواحدة التي بيني وبينك ف { إياك نعبد وإياك نستعين } } يعني : من العبد العبادة ، ومن الله سبحانه العون .