المسألة التاسعة عشرة : قوله تعالى : {
أو على سفر } : روي أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابتهم جراحة ففشت فيهم ، ثم ابتلوا بالجنابة فشكوا ذلك ، فنزلت هذه الآية . {
nindex.php?page=hadith&LINKID=41646وقالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : كنت في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنت بذات الجيش ضل عقد لي } الحديث إلى آخره . قال : فنزلت
آية التيمم ، وهي معضلة ما
[ ص: 562 ] وجدت لدائها من دواء عند أحد ، هما آيتان فيهما ذكر التيمم : إحداهما في النساء ، والأخرى في المائدة ، فلا نعلم أية آية عنت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة .
وآية التيمم المذكورة في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة النازلة عند فقد العقد كانت في غزوة
المريسيع قال
nindex.php?page=showalam&ids=15835خليفة بن خياط ، سنة ست من الهجرة . وقال غيره : سنة خمس ، وليس بصحيح . وحديثها يدل على أن التيمم قبل ذلك لم يكن معلوما ولا مفعولا لهم . فالله أعلم كيف كانت حال من عدم الماء ، وحانت عليه الصلاة . فإحدى الآيتين مبينة والأخرى زائدة عليها ، وإحداهما سفرية والأخرى حضرية ، ولما كان أمرا لا يتعلق به حكم خبأه الله ولم يتيسر بيانه على يدي أحد ، ولقد عجبت من
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بوب في كتاب التفسير في سورة النساء على الآية التي ذكر فيها التيمم ، وأدخل حديث
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة فقال : وإن كنتم مرضى أو على سفر . وبوب في سورة المائدة فقال : باب " فلم تجدوا ماء " وأدخل حديث
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بعينه ، وإنما أراد أن يدل على أن الآيتين تحتمل كل واحدة منهما قصة
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وأراد فائدة أشار إليها هي أن قوله : {
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا } إلى هذا الحد نزل في قصة
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وأن ما وراءها قصة أخرى وحكم آخر لم يتعلق بها شيء منه ، فلما نزلت في وقت آخر قرنت بها .
والذي يقتضيه هذا الظاهر عندي أن آية الوضوء يذكر التيمم فيها في المائدة ، وهي النازلة في قصة
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، وكان الوضوء مفعولا غير متلو ، فكمل ذكره وعقب بذكر بدله واستوفيت النواقض فيه ، ثم أعيدت من قوله : {
وإن كنتم مرضى } إلى آخر الآية في سورة النساء مركبة على قوله تعالى : {
ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا } حتى تكمل تلك الآية في سورة النساء جاء بأعيان مسائلها كمال هذه ، ويتكرر البيان ، وليس لها نظير في القرآن . والذي يدل على أن آية
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة هي آية المائدة أن المفسرين
بالمدينة اتفقوا على أن المراد بقوله تعالى : {
إذا قمتم إلى الصلاة } يعني من النوم ، وكان ذلك في قصة
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ; والله أعلم .