المسألة السادسة : قال علماؤنا : أكثر المسلمين على أن
السلام سنة ورده فرض لهذه الآية . وقال
عبد الوهاب منهم : السلام ورده فرض على الكفاية إن كانت جماعة ، وإن كان واحدا كفى واحد . فالسلام فرض مع المعرفة ، سنة مع الجهالة ; لأن المعرفة إن لم تسلم عليه تغيرت
[ ص: 593 ] نفسه ، ثم يترتب السلام على حسب ما بيناه في كتب الحديث : من قائم على قاعد ، ومار على جالس ، وقليل على كثير ، وصغير على كبير ، إلى غير ذلك من شروطه .
المسألة السابعة : إذا كان الرد فرضا بلا خلاف فقد استدل علماؤنا على أن هذه الآية دليل على وجوب الثواب في الهبة للعين ، وكما يلزمه أن يرد مثل التحية يلزمه أن يرد مثل الهبة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في
هبة الأجنبي ثواب ، وهذا فاسد ; لأن المرء ما أعطى إلا ليعطى ; وهذا هو الأصل فيها ، وإنا لا نعمل عملا لمولانا إلا ليعطينا ، فكيف بعضنا لبعض ، وسيأتي بيان ذلك في موضعه في سورة الروم إن شاء الله تعالى .