المسألة العاشرة : قوله تعالى : {
إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما } : المعنى
لا تميلوا بالهوى مع الفقير لضعفه ، ولا على الغني لاستغنائه ، وكونوا مع الحق ; فالله الذي أغنى هذا وأفقر هذا أولى بالفقير أن يغنيه بفضله بالحق لا بالهوى والباطل ، والله أولى بالغني أن يأخذ ما في يده بالعدل والحق ، لا بالتحامل عليه ، فإنما جعل الله سبحانه الحق والعدل عيارا لما يظهر من الخبث وميزانا لما يتبين من الميل ، عليه تجري الأحكام الدنياوية ، وهو سبحانه يجري المقادير بحكمته ، ويقضي بينهم يوم القيامة بحكمه .
المسألة الحادية عشرة : قال جماعة : قوله تعالى : {
ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين } فسوى بين
الأقربين والأبوين في الأمر بالحق والوصية بالعدل ، وإن تفاضلوا في الدرجة ; كما سوى بين الخلق أجمعين ، وإن تفاضلوا أيضا في الدرجة ، وكأنه سبحانه يقول : لا تلتفتوا في الرحم قربت أو بعدت في الحق كونوا معه عليها ، ولولا خوف العدل عنه لها لما خصوا بالوصية بها ، وذلك قوله سبحانه وهي :
المسألة الثانية عشرة : {
فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا } : معناه
لا تتبعوا أهواءكم في طلب العدل برحمة الفقير والتحامل على الغني ، بل ابتغوا الحق فيهما ، وهذا بيان شاف .