المسألة الثانية : قوله تعالى : {
وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } : اختلف العلماء فيه على ستة أقوال :
الأولى : أنها نفخة نفخها
جبريل في جيب درعها ،
وسميت النفخة روحا لأنها تكون عن الريح .
الثاني : أن الروح الحياة ، وقد بينا ذلك في المقسط والمشكلين .
الثالث : أن معنى روح رحمة .
الرابع : أن الروح صورة ; لما خلق الله
آدم أخرج من صلبه ذريته ، وصورهم ، ثم أشهدهم على أنفسهم ، ألست بربكم ؟ قالوا : بلى . ثم أنشأهم كرة أطوارا ، أو جعل لهم الدنيا قرارا ;
فعيسى من تلك الأرواح أدخله في
مريم . واختار هذا
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب .
وقيل في الخامس : روح صورة صورها الله تعالى ابتداء وجهها في
مريم .
وقيل في السادس : سر روح منه يعني
جبريل ، وهو معنى الكلام ألقاها إليه روح منه أي إلقاء الكلمة كان من الله ثم من
جبريل .
[ ص: 651 ]
قال
الطبري : وهذه الأحكام كلها محتملة غير بعيدة من الصواب . قال
القاضي وفقه الله : وبعضها أقوى من بعض ، وقد بيناها في المشكلين ، لكن يتعلق بها الآن من الأحكام مسألة ; وهي : .