الآية الحادية والستون قوله تعالى : {
لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون } . هذا رد على
النصارى الذين يقولون : إن
عيسى ولد الله ، ورد على من يقول : إن الملائكة بنات الله ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
[ ص: 652 ]
يقول الله سبحانه وتعالى لهم : إن من نسبتموه إلى ولادة الله تعالى ، من آدمي وملك ، ليس بممتنع أن يكون عبدا لله ، فكيف تجعلونه ولدا ؟ ولو كان اجتماع العبودية والولادة جائزا ما كان لله سبحانه وتعالى في ذلك حجة ، وذلك قوله سبحانه وتعالى : {
وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا } . فإن قيل : ما
معنى { يستنكف } في اللغة ؟ قلنا : هو يستفعل ، من نكفت كذا إذا نحيته ، وهو مشهور المعنى . التقدير لن يتنحى من ذلك ، ولا يبعد عنه ، ولا يمتنع منه .