المسألة السادسة : لما قال الله سبحانه : {
وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم } تضمن
أهل الكتاب وهم
بنو إسرائيل ، فهل يدخل عليهم من دان بدينهم ، وإن لم يكن منهم ؟ ينبني على أصل من أصول الفقه وهو أن من لم يدعه النبي فاتبعه ، هل يكون له حكم من دعائه أم لا ؟ وقد بينا في موضعه أنه إن لم يكن على شرع دخل في حكمهم ، أو كان على شرع درس عنه .
إذا ثبت هذا فنصارى
بني تغلب من
العرب مما اختلف فيه العلماء ; فروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه تؤكل ذبائحهم ، وألحقهم بالكتابيين ; لقوله تعالى : {
ومن يتولهم منكم فإنه منهم } ، وبه قال
الشعبي nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي . وقرأ
الشعبي : {
وما كان ربك نسيا } . وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب ، وقال : لأنهم يذكرون اسم الله سبحانه إشارة إلى ما قلناه من تعلقهم باللفظ ; وبهذا قال جماعة كثيرة .
وعن علمائنا روايتان : إحداهما ما تقدم . والثانية : لا تؤكل ذبائحهم . وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وعائشة nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي .
وقال : لأنهم لا يحللون ما تحلل
النصارى ولا يحرمون ما يحرمون . وهذا دليل أنه لم يلحقهم بهم ; لأنهم لم يتولوهم ، ولا دانوا بدينهم ، ولو تعلقوا به لوافق
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في حالهم وحكمهم لما قدمناه من الأدلة .