صفحة جزء
المسألة الثانية : في سبب نزولها : وفيها خمسة أقوال : [ ص: 92 ]

الأول : أنها نزلت في أهل الكتاب ; نقضوا العهد ، وأخافوا السبيل ، وأفسدوا في الأرض ، فخير الله نبيه فيهم .

الثاني : نزلت في المشركين ; قاله الحسن .

الثالث : { نزلت في عكل أو عرينة ، قدم منهم نفر على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وتكلموا بالإسلام ، فقالوا : يا نبي الله ; إنا كنا أهل ضرع ، ولم نكن أهل ريف ، واستوخموا المدينة ، فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراع ، وأمرهم أن يخرجوا فيه ، فيشربوا من ألبانها وأبوالها ، فانطلقوا حتى إذا كانوا بناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم ، وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود ; فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب في آثارهم ، فأمر بهم فسملوا أعينهم ، وقطعوا أيديهم ، وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالتهم . } وقال قتادة : فبلغنا { أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كان يحث على الصدقة وينهى عن المثلة } . هذا في الصحيح من قصتهم ، وتمامها على الاستيفاء في صريح الصحيح ، زاد الطبري : وفي ذلك نزلت هذه الآية ، ورواه جماعة .

الرابع : أن هذه الآية نزلت معاتبة للنبي صلى الله عليه وسلم في شأن العرنيين ; قاله الليث .

الخامس : قال قتادة : هي ناسخة لما فعل في العرنيين .

التالي السابق


الخدمات العلمية