المسألة الأولى : قوله تعالى {
كتب عليكم } : وقد تقدم .
المسألة الثانية قوله تعالى : {
الصيام } : وهو في اللغة عبارة عن الإمساك المطلق لا خلاف فيه ولا معنى له غيره ، ولو كان القول هكذا خاصة لكان فيه كلام في العموم والإجمال ، كما سبق ذكره في الصلاة ، فلما قال تعالى : {
كما كتب على الذين من قبلكم } كان تفسيرا له وتمثيلا به .
المسألة الثالثة
قوله تعالى : { كما كتب على الذين من قبلكم } : فيه ثلاثة أقوال : قيل : هم
أهل الكتاب وقيل : هم
النصارى . وقيل : هم جميع الناس .
وهذا القول الأخير ساقط ; لأنه قد كان الصوم على من قبلنا بإمساك اللسان عن الكلام ، ولم يكن في شرعنا ; فصار ظاهر القول راجعا إلى
النصارى لأمرين : أحدهما : أنهم الأدنون إلينا .
الثاني : أن الصوم في صدر الإسلام كان إذا نام الرجل لم يفطر ، وهو الأشبه بصومهم .