المسألة السابعة :
وهم بعض المفسرين في هذه الآية في ثلاثة فصول :
الأول : قال : إن قوله : {
لا تسألوا } إلى قوله : {
تسؤكم } سؤال عما لا يعني ، وليس كذلك ; بل هو سؤال عما يضر ويسوء ، ففرق بين أن يكون النهي عن شيء يضر . وبين أن يكون عما لا يعني . وهذا بين .
[ ص: 216 ] الثاني : قال : قوله : {
وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم } يعني : وإن تسألوا عن غيرها ; لأنه نهاهم فكيف ينهاهم ويقول : إنه يبين لهم إن سألوه عنها .
وهذا استبعاد محض عار عن البرهان ; وأي فرق أو أي استحالة في أن يقال : لا تسأل ، فإنك إن سألت يبين لك ما يسوءك ، فالسكوت عنه أولى بك ، وإن الله تعالى قد عفا عنها لك . الثالث : قوله : {
قد سألها قوم من قبلكم } : قال : فهذا السؤال لغير الشيء ، والأول والثاني هو سؤال عن غير الشيء ، وهذا كلام فاتر ، مع أنه قد تقدم ضده حين قال : إن السؤال الثاني هو سؤال عن الشيء ، وفيما قدمناه بلاغ في الآية ، والله عز وجل أعلم ، وبه التوفيق .