. قوله : ( ولا اللقمة واللقمتان ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : " الأكلة والأكلتان " . قوله : ( يغنيه ) هذه صفة زائدة على الغنى المنهي إذ لا يلزم من حصول اليسار للمرء أن يغنى به بحيث لا يحتاج إلى شيء آخر . وكأن المعنى نفي اليسار المقيد بأنه يغنيه مع وجود أصل اليسار . وفي الحديث دليل على أن المسكين هو الجامع بين عدم الغنى وعدم تفطن الناس له ما يظن به لأجل تعففه وتظهره بصورة الغني من عدم الحاجة ، ومع هذا فهو المستعفف عن السؤال
وقد استدل به من يقول : إن الفقير أسوأ حالا من المسكين ، وإن المسكين الذي له شيء لكنه لا يكفيه ، والفقير الذي لا شيء له ، ويؤيده قوله تعالى: { أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر } فسماهم مساكين مع أن لهم سفينة يعملون فيها ، وإلى هذا ذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي والجمهور كما قال في الفتح . وذهب nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة والعترة إلى أن المسكين دون الفقير ، واستدلوا بقوله تعالى : { أو مسكينا ذا متربة } ، قالوا : لأن المراد أنه يلصق التراب بالعرى . وقال ابن القاسم وأصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : إنهما سواء .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف ورجحه الجلال قال : لأن المسكنة لازمة للفقر ، إذ ليس معناها الذل والهوان ، فإنه ربما كان بغنى النفس أعز من الملوك الأكابر ، بل معناها : العجز عن إدراك المطالب الدنيوية ، والعاجز ساكن عن الانتهاض إلى مطالبه انتهى . وقيل : الفقير الذي يسأل ، والمسكين الذي لا يسأل ، حكاه ابن بطال . وظاهره أيضا أن المسكين من اتصف بالتعفف وعدم الإلحاف في السؤال ، لكن قال ابن بطال بمعناه : المسكين الكامل ، وليس المراد نفي أصل المسكنة بل هو كقوله : " أتدرون من المفلس " الحديث ، وقوله تعالى: { ليس البر } ، الآية ، وكذا قرره nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي وغير واحد . ومن جملة حجج القول الأول قوله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=14807اللهم أحيني مسكينا } مع تعوذه من الفقر
والذي ينبغي أن يعول عليه أن يقال : المسكين من اجتمعت له الأوصاف المذكورة في الحديث ، والفقير من كان ضد الغني كما في الصحاح والقاموس وغيرهما من كتب اللغة ، وسيأتي تحقيق الغنى فيقال لمن عدم الغنى : فقير ، ولمن عدمه مع التعفف عن السؤال وعدم تفطن الناس له : مسكين . وقيل : إن الفقير من يجد القوت ، والمسكين من لا شيء له
وقيل : الفقير : المحتاج ، والمسكين : من أذله الفقر ، حكى هذين صاحب القاموس .