[ ص: 44 ] قوله : ( من الثنية العليا ) الثنية كل عقبة في طريق أو جبل فإنها تسمى ثنية وهذه الثنية المعروفة بالثنية العليا هي التي ينزل منها إلى باب المعلى مقبرة أهل مكة وهي التي يقال لها الحجون بفتح المهملة وضم الجيم وكانت صعبة المرتقى فسهلها nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ثم عبد الملك ثم المهدي على ما ذكره الأزرقي ثم سهلها كلها سلطان مصر الملك المؤيد قوله : ( من الثنية السفلى ) هي عند باب الشبيكة بقرب شعب الشاميين من ناحية قعيقعان وعليها باب بني في القرن السابع قوله : ( من كداء ) بفتح الكاف والمد قال أبو عبيدة لا تصرف وهي الثنية العليا المتقدم ذكرها .
قوله : ( ودخل في العمرة من كدى ) بضم الكاف والقصر وهي الثنية السفلى المتقدم ذكرها قال عياض والقرطبي وغيرهما : اختلف في ضبط كداء وكدى فالأكثر على أن العليا بالفتح والمد والسفلى بالقصر والضم وقيل : العكس قال النووي : وهو غلط قالوا : واختلف في المعنى الذي لأجله خالف صلى الله عليه وسلم بين طريقيه فقيل : ليتبرك به وذكروا شيئا مما تقدم في العيد وقد تقدم بسطه هنالك وبعضه لا يتأتى اعتباره هنا وقيل : الحكمة في ذلك المناسبة بجهة العلو عند الدخول لما فيه من تعظيم المكان وعكسه الإشارة إلى فراقه .
وقيل ; لأن إبراهيم لما دخل مكة دخل منها وقيل : لأنه صلى الله عليه وسلم خرج منها مختفيا في الهجرة ، فأراد أن يدخلها ظافرا غالبا وقيل ; لأن من جاء من تلك الجهة كان مستقبلا للبيت ويحتمل أن يكون ذلك لكونه دخل منها يوم الفتح فاستمر على ذلك