قوله : ( فغسل بها وجهه ) الفاء تفصيلية ، لأنها داخلة بين المجمل والمفصل . قوله [ ص: 188 ] فأخذ غرفة ) هو بيان لقوله : ( فغسل ) قال الحافظ : وظاهره أن المضمضة والاستنشاق من جملة غسل الوجه ، لكن المراد بالوجه أولا ما هو أعم من المفروض والمسنون بدليل أنه أعاد ذكره ثانيا بعد ذكر المضمضة والاستنشاق بغرفة مستقلة ، وفيه دليل الجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة ، وغسل الوجه باليدين جميعا إذا كان بغرفة واحدة لأن اليد الواحدة قد لا تستوعبه . قوله : ( أضافها ) بيان لقوله فجعل بها هكذا .
قوله : ( فغسل بها ) أي الغرفة ، وفي رواية بهما أي اليدين . قوله : ( ثم مسح برأسه ) لم يذكر له غرفة مستقلة قال الحافظ : قد يتمسك به من يقول بطهورية الماء المستعمل ، لكن في رواية أبي داود { nindex.php?page=hadith&LINKID=62829ثم قبض قبضة من الماء ثم نفض يده ثم مسح رأسه } زاد nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ( وأذنيه مرة واحدة ) .
قوله : ( فرش ) أي سكب الماء قليلا قليلا إلى أن صدق عليه مسمى الغسل بدليل قوله : ( حتى غسلها ) ، وفي رواية لأبي داود nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ( فرش على رجله اليمنى وفيها النعل ثم مسحها بيديه ، يد فوق القدم ويد تحت النعل ) فالمراد بالمسح تسييل الماء حتى يستوعب العضو ، وأما قوله : ( تحت النعل ) فإن لم يحمل على التجوز عن القدم فهي رواية شاذة وراويها nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد لا يحتج بما تفرد به فكيف إذا خالف ؟ ، قاله الحافظ .
والحديث ساقه nindex.php?page=showalam&ids=13028المصنف للاستدلال به على عدم وجوب إيصال الماء إلى باطن اللحية ، فقال : وقد علم أنه صلى الله عليه وسلم كان كث اللحية ، وأن الغرفة الواحدة وإن عظمت لا تكفي غسل باطن اللحية الكثة مع غسل جميع الوجه ، فعلم أنه لا يجب ، وفيه أنه مضمض واستنشق بماء واحد انتهى .
وأما الكلام على وجوب إيصال الماء إلى باطن اللحية فسيأتي في الباب الذي بعد هذا ، وأما أنه صلى الله عليه وسلم كان كث اللحية فقد ذكر القاضي عياض ، ورود ذلك في أحاديث جماعة من الصحابة بأسانيد صحيحة ، كذا قال ، وفي nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر { nindex.php?page=hadith&LINKID=27712كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر اللحية } ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في الدلائل من حديث علي { nindex.php?page=hadith&LINKID=27712كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم اللحية } وفي رواية ( كث اللحية ) وفيها من حديث هند بن أبي هالة ، مثله ، ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة مثله ، وفي حديث أم معبد المشهور ( في لحيته كثافة ) ، قاله الحافظ في التلخيص .