باب ما جاء لا يقتل مسلم بكافر والتشديد في قتل الذمي وما جاء في الحر بالعبد 3000 - ( عن أبي جحيفة قال : قلت nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي : هل عندكم شيء من الوحي ما ليس [ ص: 14 ] في القرآن ؟ فقال : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن وما في هذه الصحيفة قلت : وما في هذه الصحيفة ؟ قال : العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وأبو داود والترمذي )
3002 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن { nindex.php?page=hadith&LINKID=31875لا يقتل مسلم بكافر } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه والترمذي وفي لفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=31873لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبو داود حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي الآخر أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وصححه .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب سكت عنه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=16383والمنذري وصاحب التلخيص ، ورجاله رجال الصحيح إلا nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب .
وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عند nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه وأشار إليه الترمذي وحسنه .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه . وروى nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد والحسن مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح : { nindex.php?page=hadith&LINKID=31874لا يقتل مؤمن بكافر } وروى nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين نحو ما في الباب . وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار من حديثه . وروى أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة نحوه . وقال الحافظ في الفتح بعد أن ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي الآخر وحديث nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب وحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس : إن طرقها كلها ضعيفة إلا الطريق الأولى والثانية ، فإن سند كل منهما حسن انتهى .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه " أن مسلما قتل رجلا من أهل الذمة فرفع إلى nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان فلم يقتله وغلظ عليه الدية " . قال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم : هذا في غاية الصحة فلا يصح عن أحد من الصحابة شيء غير هذا إلا ما رويناه عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أنه كتب في مثل ذلك أن يقاد به ثم ألحقه كتابا فقال : لا تقتلوه ولكن اعتقلوه . قوله : ( هل عندكم ) الخطاب nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي ولكنه غلبه على غيره من أهل البيت لحضوره وغيبتهم أو للتعظيم . قال الحافظ : وإنما سأله أبو جحيفة عن ذلك لأن جماعة من الشيعة كانوا يزعمون أن لأهل البيت لا سيما [ ص: 15 ] nindex.php?page=showalam&ids=8علي اختصاصا بشيء من الوحي لم يطلع عليه غيرهم ، وقد سأل nindex.php?page=showalam&ids=8عليا عن هذه المسألة قيس بن عبادة nindex.php?page=showalam&ids=13707والأشتر النخعي . قال : والظاهر أن المسئول عنه هنا ما يتعلق بالأحكام الشرعية من الوحي الشامل للكتاب والسنة ، فإن الله سبحانه وتعالى سماها وحيا ، إذ فسر قوله تعالى: { وما ينطق عن الهوى } بما هو أعم من القرآن . ويدل على ذلك قوله " وما في هذه الصحيفة " فإن المذكور فيها ليس من القرآن بل من أحكام السنة .
وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا كان يأمر بالأمر فيقال : قد فعلناه ، فيقول : صدق الله ورسوله فلا يلزم منه نفي ما ينسب إلى nindex.php?page=showalam&ids=8علي من علم الجفر ونحوه ، أو يقال هو مندرج تحت قوله : " إلا فهما يعطيه الله تعالى رجلا في القرآن " فإنه ينسب إلى كثير ممن فتح الله عليه بأنواع العلوم أنه يستنبط ذلك من القرآن . ومما يدل على اختصاص nindex.php?page=showalam&ids=8علي بشيء من الأسرار دون غيره ، حديث المخدج المقتول من الخوارج يوم النهروان كما في صحيح مسلم وسنن أبي داود ، فإنه قال يومئذ " التمسوا فيهم المخدج " يعني في القتلى فلم يجدوه ، فقام الإمام nindex.php?page=showalam&ids=8علي بنفسه حتى أتى أناسا قد قتل بعضهم على بعض ، فقال : أخرجوهم ، فوجدوه مما يلي الأرض ، فكبر وقال : صدق الله وبلغ رسوله ، فقام إليه عبيدة السلماني فقال : يا أمير المؤمنين والله الذي لا إله إلا هو لقد سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إي والله الذي لا إله إلا هو ، حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف " والمخدج المذكور هو ذو الثدية ، وكان في يده مثل ثدي المرأة على رأسه حلمة مثل حلمة الثدي عليه شعرات مثل سبالة السنور .
قوله : ( إلا فهما ) هكذا في رواية بالنصب على الاستثناء .
وفي رواية بالرفع على البدل ، والفهم بمعنى المفهوم من لفظ القرآن أو معناه قوله : ( وما في هذه الصحيفة ) أي الورقة المكتوبة ، والعقل : الدية ، وسميت بذلك لأنهم كانوا يعطون الإبل ويربطونها بفناء دار المقتول بالعقال وهو الحبل .
وفي رواية " الديات " أي تفصيل أحكامها قوله : ( وفكاك الأسير ) بكسر الفاء وفتحها : أي أحكام تخليص الأسير من يد العدو والترغيب فيه قوله : ( وأن لا يقتل مسلم بكافر ) فيه دليل على أن المسلم لا يقاد بالكافر ، أما الكافر الحربي فذلك إجماع كما حكاه صاحب البحر ، وأما الذمي فذهب إليه الجمهور لصدق اسم الكافر عليه . وذهب الشعبي nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وأصحابه إلى أنه يقتل المسلم بالذمي .
واستدلوا بقوله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=16709وعمرو بن شعيب " ولا ذو عهد في عهده " ووجهه أنه معطوف على قوله " مؤمن " فيكون التقدير : ولا ذو عهد في عهده بكافر كما في المعطوف عليه ، والمراد بالكافر المذكور في المعطوف هو الحربي فقط بدليل جعله مقابلا للمعاهد ، لأن المعاهد يقتل بمن كان معاهدا مثله من الذميين إجماعا فيلزم أن يقيد الكافر في المعطوف عليه بالحربي كما قيد في المعطوف ، لأن الصفة بعد متعدد ترجع إلى [ ص: 16 ] الجميع اتفاقا ، فيكون التقدير : لا يقتل مؤمن بكافر حربي ولا ذو عهد في عهده بكافر حربي ، وهو يدل بمفهومه على أن المسلم يقتل بالكافر الذمي . ويجاب أولا بأن هذا مفهوم صفة ، والخلاف في العمل به مشهور بين أئمة الأصول . ومن جملة القائلين بعدم العمل به الحنفية فكيف يصح احتجاجهم به . وثانيا بأن الجملة المعطوفة ، أعني قوله " ولا ذو عهد في عهده " لمجرد النهي عن قتل المعاهد فلا تقدير فيها أصلا . ورد بأن الحديث مسوق لبيان القصاص لا للنهي عن القتل ، فإن تحريم قتل المعاهد معلوم من ضرورة أخلاق الجاهلية فضلا عن الإسلام .
وأجيب عن هذا الرد بأن الأحكام الشرعية إنما تعرف من كلام الشارع ، وكون تحريم قتل المعاهد معلوما من أخلاق الجاهلية لا يستلزم معلوميته في شريعة الإسلام كيف والأحكام الشرعية جاءت بخلاف القواعد الجاهلية ، فلا بد من معرفة أن الشريعة الإسلامية قررته . ويؤيد ذلك أن السبب في خطبته صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بقوله " لا يقتل مسلم بكافر " ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الأم حيث قال : وخطبته يوم الفتح كانت بسبب القتيل الذي قتلته خزاعة وكان له عهد ، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=31873لو قتلت مسلما بكافر لقتلته به وقال : لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده } فأشار بقوله : " لا يقتل مسلم بكافر " إلى تركه الاقتصاص من الخزاعي بالمعاهد الذي قتله ، وبقوله : " ولا ذو عهد في عهده " إلى النهي عن الإقدام على ما فعله القاتل المذكور ، فيكون قوله : " ولا ذو عهد في عهده " كلاما تاما لا يحتاج إلى تقدير ولا سيما وقد تقرر أن التقدير خلاف الأصل فلا يصار إليه إلا لضرورة ولا ضرورة كما قررناه .
ويجاب ثالثا بأن الصحيح المعلوم من كلام المحققين من النحاة وهو الذي نص عليه الرضي أنه لا يلزم اشتراك المعطوف والمعطوف عليه إلا في الحكم الذي لأجله وقع العطف وهو هنا النهي عن القتل مطلقا من غير نظر إلى كونه قصاصا أو غير قصاص فلا يستلزم كون إحدى الجملتين في القصاص أن تكون الأخرى مثلها حتى يثبت ذلك التقدير المدعى . وأيضا تخصيص العموم بتقدير ما أضمر في المعطوف ممنوع لو سلمنا صحة التقدير المتنازع فيه كما صرح بذلك صاحب المنهاج وغيره من أهل الأصول . ومن جملة ما احتج به القائلون بأنه يقتل المسلم بالذمي عموم قوله تعالى: { النفس بالنفس } .
ويجاب بأنه مخصص بأحاديث الباب . ومن أدلتهم ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث عبد الرحمن بن البيلماني : { nindex.php?page=hadith&LINKID=6024أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل مسلما بمعاهد وقال : أنا أكرم من وفى بذمته } . وأجيب عنه بأنه مرسل ، ولا تثبت بمثله حجة وبأن ابن البيلماني المذكور ضعيف لا تقوم به حجة إذا وصل الحديث فكيف إذا أرسله كما قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني . قال nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام : هذا حديث ليس بمسند ولا يجعل مثله إماما تسفك به دماء المسلمين ، وأما ما وقع في رواية عمار بن مطر عن [ ص: 17 ] ابن البيلماني عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر فقال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : هو خطأ من وجهين : أحدهما وصله بذكر nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، والآخر أنه رواه عن إبراهيم عن ربيعة ، وإنما رواه إبراهيم عن ابن المنكدر ، والحمل فيه على عمار بن مطر الرهاوي فقد كان يقلب الأسانيد ويسرق الأحاديث حتى كثر ذلك في رواياته وسقط عن حد الاحتجاج به .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي أنه قال : لم يسنده غير ابن أبي يحيى ، يعني إبراهيم المذكور . وقد ذكرنا في غير موضع من هذا الشرح أنه لا يحتج بمثله لكونه ضعيفا جدا . وقد قال nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني : إن هذا الحديث إنما يدور على nindex.php?page=showalam&ids=12357إبراهيم بن أبي يحيى ، وقيل : إن كلام ابن المديني هذا غير مسلم ، فإن أبا داود قد أخرجه في المراسيل ، وكذلك nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال عن ربيعة عن ابن البيلماني ، فلم يكن دائرا على إبراهيم . ويجاب بأن ابن المديني إنما أراد أن الحديث المسند بذكر nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يدور على nindex.php?page=showalam&ids=12357إبراهيم بن أبي يحيى فقط . ولم يرد أن المسند والمرسل يدوران عليه فلا استدراك . وقد أجاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الأم عن حديث ابن البيلماني المذكور بأنه كان في قصة المستأمن الذي قتله nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية ، فلو ثبت لكان منسوخا ، لأن حديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=31876لا يقتل مسلم بكافر } خطب به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح كما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب ، وقصة nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية متقدمة على ذلك بزمان .
واستدلوا بما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني " أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا أتي برجل من المسلمين قتل رجلا من أهل الذمة ، فقامت عليه البينة ، فأمر بقتله ، فجاء أخوه فقال : إني قد عفوت ، قال : فلعلهم هددوك وفرقوك وقرعوك ، قال : لا ، ولكن قتله لا يرد علي أخي وعرضوا لي ورضيت ، قال : أنت أعلم ، من كان له ذمتنا فدمه كدمنا وديته كديتنا " وهذا مع كونه قول صحابي ففي إسناده أبو الجنوب الأسدي وهو ضعيف الحديث كما قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني . وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=31875أنه لا يقتل مسلم بكافر } كما في حديث الباب والحجة إنما هي في روايته .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في هذه القضية أنه قال : ما دلكم أن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ويقول بخلافه ؟ . واستدلوا أيضا بما رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في مسلم قتل معاهدا فقال : إن كانت طيرة في غضب فعلى القاتل أربعة آلاف ، وإن كان القاتل لصا عاديا فيقتل . ويجاب عن هذا أولا : بأنه قول صحابي ولا حجة فيه .
وثانيا : بأنه لا دلالة فيه على محل النزاع لأنه رتب القتل على كون القاتل لصا عاديا ، وذلك خارج عن محل النزاع ، وأسقط القصاص عن القاتل في غضب وذلك غير مسقط لو كان القصاص واجبا . وثالثا : بأنه قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في القصص المروية عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر في القتل بالمعاهد إنه لا يعمل بحرف منها ، لأن جميعها منقطعات أو ضعاف أو تجمع الانقطاع والضعف . وقد تمسك بما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر مما ذكرنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=15124والليث فقالا : يقتل المسلم بالذمي إذا قتله غيلة . قال : والغيلة أن يضجعه فيذبحه ، ولا [ ص: 18 ] متمسك لهما في ذلك لما عرفت إذا تقرر هذا علم أن الحق ما ذهب إليه الجمهور ، ويؤيده قوله تعالى: { ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } ولو كان للكافر أن يقتص من المسلم لكان في ذلك أعظم سبيل ، وقد نفى الله تعالى أن يكون له عليه السبيل نفيا مؤكدا .
وقوله تعالى: { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة } ووجهه أن الفعل الواقع في سياق النفي يتضمن النكرة فهو في قوة لا استواء فيعم كل أمر من الأمور إلا ما خص ، ويؤيد ذلك أيضا قصة اليهودي الذي لطمه المسلم لما قال : لا والذي اصطفى موسى على البشر ، فلطمه المسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت له القصاص كما في الصحيح وهو حجة على الكوفيين لأنهم يثبتون القصاص باللطمة . ومن ذلك حديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=13838الإسلام يعلو ولا يعلى عليه } وهو وإن كان فيه مقال لكنه قد علقه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه . قوله : { nindex.php?page=hadith&LINKID=15090المؤمنون تتكافأ دماؤهم } أي تتساوى في القصاص والديات . والكفء : النظير والمساوي ، ومنه الكفاءة في النكاح ، والمراد أنه لا فرق بين الشريف والوضيع في الدم بخلاف ما كان عليه أمر الجاهلية من المفاضلة وعدم المساواة . قوله : { nindex.php?page=hadith&LINKID=69797وهم يد على من سواهم } أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا .
ويدل على ذلك أيضا قوله تعالى: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه } . قوله : ( لم يرح رائحة الجنة ) بفتح الأول من يرح وأصله راح الشيء : أي وجد ريحه ، ولم يرحه : أي لم يجد ريحه ، ورائحة الجنة نسيمها الطيب ، وهذا كناية عن عدم دخول من قتل معاهدا الجنة ، لأنه إذا لم يشم نسيمها وهو يوجد من مسيرة أربعين عاما لم يدخلها . قوله : ( فقد أخفر ذمة الله ) بالخاء والفاء والراء : أي نقض عهده وغدر . والحديثان اشتملا على تشديد الوعيد على قاتل المعاهد لدلالتهما على تخليده في النار وعدم خروجه عنها وتحريم الجنة عليه مع أنه قد وقع الخلاف بين أهل العلم في قاتل المسلم هل يخلد فيها أم يخرج عنها ، فمن قال : إنه يخلد تمسك بقوله تعالى : { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها } الآية ، ومن قال بعدم تخليده على الدوام قال : الخلود في اللغة : اللبث الطويل ولا يدل على الدوام ، وسيأتي الكلام عليه .
وأما قاتل المعاهد فالحديثان مصرحان بأنه لا يجد رائحة الجنة وذلك مستلزم لعدم دخولها أبدا ، وهذان الحديثان وأمثالهما ينبغي أن يخصص بهما عموم الأحاديث القاضية بخروج الموحدين من النار ودخولهم الجنة بعد ذلك . وقال في الفتح : إن المراد بهذا النفي وإن كان عاما التخصيص بزمان ما لتعاضد الأدلة العقلية والنقلية أن من مات مسلما وكان من أهل الكبائر فهو محكوم بإسلامه غير مخلد في النار ومآله إلى الجنة ولو عذب قبل ذلك انتهى . وقد ثبت في الترمذي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ : { nindex.php?page=hadith&LINKID=3000279سبعين خريفا } ومثله روي عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن رجل من الصحابة ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ : { مائة عام } وفي أخرى له عن nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة بلفظ : { خمسمائة عام } ومثله في الموطإ .
وفي رواية في مسند الفردوس من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بلفظ : { ألف عام } وقد جمع صاحب الفتح بين هذه الأحاديث .