قوله : ( فليصبر ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري : " فليصبر عليه " . قوله : ( من فارق الجماعة شبرا ) بكسر الشين المعجمة وسكون الموحدة كناية عن معصية السلطان ومحاربته . قال [ ص: 203 ] ابن أبي جمرة : المراد بالمفارقة السعي في حل عقد البيعة التي حصلت لذلك الأمير ولو بأدنى شيء ، فكنى عنها بمقدار الشبر لأن الأخذ في ذلك يئول إلى سفك الدماء بغير حق . قوله : ( فميتته جاهلية ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري " مات ميتة جاهلية " .
ويحتمل أن يكون التشبيه على ظاهره ، ومعناه أنه يموت مثل موت الجاهلي وإن لم يكن جاهليا ، أو أن ذلك ورد مورد الزجر والتنفير فظاهره غير مراد ، ويؤيد أن المراد بالجاهلية التشبيه ما أخرجه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وصححه من حديث الحارث بن الحارث الأشعري من حديث طويل ، وفيه : { nindex.php?page=hadith&LINKID=36877من فارق الجماعة شبرا فكأنما خلع ربقة الإسلام من عنقه } وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وفي سنده جليد بن دعلج وفيه مقال ، وقال : من رأسه بدل من عنقه . قوله : ( فوا ببيعة الأول فالأول ) فيه دليل على أنه يجب على الرعية الوفاء ببيعة الإمام الأول ، ثم الأول ولا يجوز لهم المبايعة للإمام الآخر قبل موت الأول .
قوله : ( ثم أعطوهم حقهم ) أي ادفعوا إلى الأمراء حقهم الذي لهم المطالبة به وقبضه ، سواء كان يختص بهم أو يعم ، وذلك من الحقوق الواجبة في المال كالزكاة ، وفي الأنفس كالخروج إلى الجهاد ، وظاهر الحديث العموم في المخاطبين ، ونقل ابن التين عن الداودي أنه خاص بالأنصار ، وكأنه أخذه من كون المخاطب بذلك الأنصار كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=4804عبد الله بن زيد ولا يلزم من مخاطبتهم بذلك أن يختص بهم فإنه يختص بهم بالنسبة إلى المهاجرين ويختص ببعض المهاجرين دون بعض ، فالمستأثر من يلي الأمر ومن عداه هو الذي يستأثر عليه ، ولما كان الأمر يختص بقريش ولا حظ للأنصار فيه خوطب الأنصار في بعض الأوقات ، وهو خطاب للجميع بالنسبة إلى من لا يلي الأمر وقد ورد ما يدل على التعميم ، ففي حديث يزيد بن سلمة الجعفي عن nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني أنه قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=18041يا رسول الله [ ص: 204 ] إن كان علينا أمراء يأخذونا بالحق ويمنعونا الحق الذي لنا أنقاتلهم ؟ قال : لا ، عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم } .
وفي مسند الإسماعيلي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12150أبي مسلم الخولاني عن nindex.php?page=showalam&ids=5أبي عبيدة بن الجراح عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رفعه قال : { أتاني جبريل فقال : إن أمتك مفتتنة من بعدك ، فقلت : من أين ؟ قال : من قبل أمرائهم وقرائهم ، يمنع الأمراء الناس الحقوق فيبطلون حقوقهم فيفتنون ، ويتبع القراء الأمراء فيفتنون ، قلت : فكيف يسلم من سلم منهم ؟ قال : بالكف والصبر ، إن أعطوا الذي لهم أخذوه وإن منعوه تركوه } .