3355 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت قال : { خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدت معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله العدو ، فانطلقت طائفة في أثرهم يهزمون ويقتلون ، وأكبت طائفة على الغنائم يحوونه ويجمعونه ، وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب العدو منه غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض ، قال الذين جمعوا الغنائم ، نحن حويناها وجمعناها ، فليس لأحد فيها نصيب ، وقال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق بها منا نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم ، وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم لستم بأحق منا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة [ ص: 319 ] فاشتغلنا به ، فنزلت : { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } . فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على فواق بين المسلمين ، وفي لفظ مختصر فينا - أصحاب بدر - نزلت حين اختلفنا في النفل وساءت فيه أخلاقنا فنزعه الله من أيدينا فجعله في رسوله صلى الله عليه وسلم فقسمه فينا على بواء يقول على السواء } . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ) .
3357 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=17092مصعب بن سعد قال : رأى nindex.php?page=showalam&ids=37سعد أن له فضلا على من دونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=38898هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم } ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ) .
حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس سكت عنه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=16383والمنذري . وأخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم وصححه أبو الفتح في الاقتراح على شرط nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة قال في مجمع الزوائد : رجال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ثقات انتهى .
وأخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، وأخرج نحوه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عنه .
وحديث سعد بن مالك في إسناده محمد بن راشد المكحولي . قال في التقريب : صدوق يهم .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء سكت عنه أبو داود ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه nindex.php?page=showalam&ids=15397 . وللنسائي زيادة تبين المراد من الحديث ولفظها : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم " إنما نصر هذه الأمة بضعفائها ; بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم " .
قوله : ( من النفل ) بفتح النون والفاء زيادة يزادها الغازي على نصيبه من الغنيمة ، ومنه نفل الصلاة وهو ما عدا الفرض . وقال في القاموس : النفل محركة الغنيمة والهبة ، والجمع أنفال ونفال . قوله : ( ولزم المشيخة ) بفتح الميم كما في شمس العلوم هو جمع شيخ ، ويجمع أيضا على شيوخ وأشياخ وشيخة وشيخان ومشايخ . قوله : ( ردءا ) بكسر الراء وسكون الدال بعده همزة : هو العون والمادة على ما في القاموس . والمراد بقوله : " لفئتم " : أي رجعتم إلينا . [ ص: 320 ] قوله : ( فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسواء ) فيه دليل على أنها إذا انفردت منه قطعة فغنمت شيئا كانت الغنيمة للجميع . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : لا يختلف الفقهاء في ذلك : أي إذا خرج الجيش جميعه ثم انفردت منه قطعة انتهى . وليس المراد الجيش القاعد في بلاد الإسلام ، فإنه لا يشارك الجيش الخارج إلى بلاد العدو ، بل قال ابن دقيق العيد : إن المنقطع من الجيش عن الجيش الذي فيه الإمام ينفرد بما يغنمه ، قال : وإنما قالوا : هو بمشاركة الجيش لهم إذا كانوا قريبا منهم يلحقهم عونه وغوثه لو احتاجوا انتهى .
قوله : ( فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على فواق ) أي قسمها بسرعة في قدر ما بين الحلبتين . وقيل : المراد فضل في القسمة ، فجعل بعضهم أفوق من بعض على قدر عنايته . قوله : ( على بواء ) بفتح الموحدة والواو بعدها همزة ممدودة وهو السواء كما فسره المصنف رحمه الله.
قوله : ( حامية القوم ) بالحاء المهملة ، قال في القاموس : والحامية : الرجل يحمي أصحابه والجماعة أيضا حامية ، وهو على حامية القوم : أي آخر من يحميهم في مضيهم انتهى . قوله : ( رأى nindex.php?page=showalam&ids=37سعد ) أي ابن أبي وقاص وهو والد مصعب الراوي عنه . قال في الفتح : وصورة هذا السياق مرسلة لأن مصعبا لم يدرك زمان هذا القول ، لكنه محمول على أنه سمع ذلك من أبيه . وقد وقع التصريح عن مصعب بالرواية له عن أبيه عند الإسماعيلي ، فأخرج من طريق معاذ بن هانئ حديث محمد بن طلحة ، فقال فيه : عن nindex.php?page=showalam&ids=17092مصعب بن سعد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر المرفوع دون ما في أوله ، وكذا أخرجه هو nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17074مسعر عن nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف عن مصعب عن أبيه ولفظه : { nindex.php?page=hadith&LINKID=7767أنه ظن أن له فضلا على من دونه } الحديث .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة عن nindex.php?page=showalam&ids=17092مصعب بن سعد عن أبيه مرفوعا أيضا لكنه اختصره ، ولفظه : { nindex.php?page=hadith&LINKID=44329ينصر المسلمون بدعاء المستضعفين } أخرجه أبو نعيم في ترجمته في الحلية من رواية عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني عن nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة وقال : غريب من حديث عمرو تفرد به عبد السلام ، والمراد بقوله : " رأى nindex.php?page=showalam&ids=37سعد " : أي ظن كما هو رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي . قوله : ( على من دونه ) أي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما هو مصرح به في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا ، وسبب ذلك ما له من الشجاعة والإقدام في ذلك الموطن . قوله : ( هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم ) قال ابن بطال : تأويل الحديث أن الضعفاء أشد إخلاصا في الدعاء وأكثر خشوعا في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا . وقال المهلب : أراد صلى الله عليه وسلم بذلك حض nindex.php?page=showalam&ids=37سعد على التواضع ونفي الزهو على غيره وترك احتقار المسلم في كل حالة . وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق من طريق مكحول في قصة nindex.php?page=showalam&ids=37سعد هذه زيادة مع إرسالها ، فقال : " قال nindex.php?page=showalam&ids=37سعد : يا رسول الله أرأيت رجلا يكون حامية القوم ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره ؟ " فذكر [ ص: 321 ] الحديث ، وعلى هذا فالمراد بالفضل إرادة الزيادة من الغنيمة ، فأعلمه صلى الله عليه وسلم أن سهام المقاتلة سواء ، فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته ، فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه .
قوله : ( أبغوني ضعفاءكم ) أي اطلبوا لي ضعفاءكم . قال في القاموس : بغيته أبغيه بغاء وبغى وبغية بضمهن وبغية بالكسر طلبته كابتغيته وتبغيته واستبغيته ، والبغية ما ابتغي كالبغية . قال : وأبغاه الشيء : طلبه له كبغاه إياه : كرماه أو أعانه على طلبه انتهى . .