قوله : ( بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ظاهره أنه لم يبلغهم شأن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد [ ص: 338 ] الهجرة بمدة طويلة ، وهذا إذا أراد بالمخرج البعثة ، وإن أراد الهجرة فيحتمل أن يكون بلغتهم الدعوة فأسلموا وأقاموا ببلادهم إلى أن عرفوا فعزموا بالهجرة عليها ، وإنما تأخروا هذه المدة لعدم بلوغ الخبر إليهم بذلك ، وأما لعلمهم بما كان المسلمون فيه من المحاربة مع الكفار ، فلما بلغتهم المهادنة أمنوا وطلبوا الوصول إليه . وقد روى ابن منده من وجه آخر عن nindex.php?page=showalam&ids=177أبي بردة عن أبيه : { خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جئنا إلى مكة أنا وأخوك وأبو عامر بن قيس وأبو رهم ومحمد بن قيس nindex.php?page=showalam&ids=177وأبو بردة وخمسون من الأشعريين وستة من عك ثم خرجنا في البحر حتى أتينا المدينة } وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من هذا الوجه .
ويجمع بينه وبين ما في الصحيح أنهم مروا بمكة في حال مجيئهم إلى المدينة ، ويجوز أن يكونوا دخلوا مكة ، لأن ذلك كان حال الهدنة . قوله : ( أنا وأخوان لي ) زاد nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : " أنا أصغرهم " واسم أبي بردة عامر ، وأبو رهم بضم الراء وسكون الهاء اسمه مجدي بفتح الميم وسكون الجيم وكسر المهملة وتشديد التحتانية ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر ، وجزم nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الصحابة بأن اسمه محمد .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13433ابن قانع أن جماعة من الأشعريين أخبروه وحققوا وكتبوا خطوطهم أن اسم أبي رهم مجيلة بكسر الجيم بعدها تحتانية خفيفة ثم لام ثم هاء . قوله : ( إما قال في بضعة . . . إلخ ) . قد بين في الرواية المتقدمة أنهم كانوا خمسين من الأشعريين وهم قومه ، فلعل الزائد على ذلك هو أبو موسى وإخوته ، فمن قال اثنين أراد من ذكرهما في حديث الباب وهما nindex.php?page=showalam&ids=177أبو بردة وأبو رهم ، ومن قال ثلاثة أو أكثر فعلى الخلاف في عدد من كان معه من إخوته .
وأخرجه البلاذري بسند له عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنهم كانوا أربعين ، والجمع بينه وبين ما قبله بالحمل على الأصول والأتباع . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : كانوا ستة عشر رجلا ، وقيل أقل . قوله : ( فوافقنا جعفر بن أبي طالب ) أي بأرض الحبشة . قد سمى nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق من قدم مع جعفر فسرد أسماءهم وهم ستة عشر رجلا . قوله : ( وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر . . . إلخ ) فيه دليل على أنه يجوز للإمام أن يجتهد في الغنيمة ويعطي بعض من حضر من المدد دون بعض ، فإنه صلى الله عليه وسلم أعطى من قدم مع جعفر ولم يعط غيرهم .
وقد استدل به nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة على قوله المتقدم أنه يسهم للمدد . وقال ابن التين : يحتمل أن يكون أعطاهم برضا بقية الجيش ، وبهذا جزم nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة في مغازيه ، ويحتمل أن يكون أعطاهم من الخمس . وبهذا جزم أبو عبيد في كتاب الأموال . ويحتمل أن يكون أعطاهم من جميع الغنيمة لكونهم وصلوا قبل القسمة وبعد حوزها ، وهو أحد الأقوال nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي . قد احتج nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة بإسهامه صلى الله عليه وسلم لعثمان يوم بدر كما تقدم في باب الإسهام لمن غيبه الأمير في مصلحة . وأجيب عن ذلك بأجوبة منها أن ذلك خاص به وبمن كان مثله . ومنها أن ذلك كان حيث كانت الغنيمة كلها للنبي صلى الله عليه وسلم عند نزول قوله تعالى: [ ص: 339 ] { يسألونك عن الأنفال } ومنها أنه أعطاه من الخمس على فرض أن يكون ذلك بعد فرض الخمس . ومنها التفرقة بين من كان في حاجة تتعلق بمنفعة الجيش أو بإذن الإمام فيسهم له بخلاف غيره ، وهذا مشهور مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . وقال ابن بطال : لم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم في غير من شهد الوقعة إلا في خيبر ، فهي مستثناة من ذلك فلا تجعل أصلا يقاس عليه فإنه قسم لأصحاب السفينة لشدة حاجتهم ، وكذلك أعطىالأنصار عوض ما كانوا أعطوا المهاجرين عند قدومهم عليهم .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : يحتمل أن يكون استطاب أنفس أهل الغنيمة بما أعطى الأشعريين وغيرهم ، ومما يؤيد أنه لا نصيب لمن جاء بعد الفراغ من القتال ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق بإسناد صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قال " الغنيمة لمن شهد الوقعة " وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي مرفوعا وموقوفا . وقال الصحيح موقوف . وأخرجه ابن عدي من طريق أخرى عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي موقوفا . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي من قول nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر وفيه انقطاع قوله : ( وإن حزم ) بمهملة وزاي مضمومتين . وقوله ( ليف ) بكسر اللام وسكون التحتية بعدها فاء وهو معروف .
قوله : ( يا وبر ) بفتح الواو وسكون الموحدة دابة صغيرة كالسنور وحشية . ونقل أبو علي عن أبي حاتم أن بعض العرب يسمي كل دابة من حشرات الجبال وبرا . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : أراد أبان تحقير nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وأنه ليس في قدر من يشير بعطاء ولا بمنع ، وأنه قليل القدرة على القتال ، ومعنى قوله : " وأنت بها " أي وأنت بهذا المكان والمنزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كونك لست من أهله ولا من قومه ولا من بلاده . ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري " وأنت بهذا " . قوله : ( تحدر ) بالحاء المهملة وتشديد الدال المهملة أيضا .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري " تدلى " وهو بمعناه .
وفي رواية له أيضا " تدأدأ " بمهملتين بينهما همزة ساكنة ، قيل أصله تدهده ، فأبدلت الهاء همزة ، وقيل الدأدأة : صوت الحجارة في المسيل قوله : ( من رأس ضال ) فسر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الضال بالسدر كما في رواية المستملي ، وكذا قال أهل اللغة : إنه السدر البري .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري من رأس ضأن بالنون ، قيل هو رأس الجبل لأنه في الغالب موضع مرعى الغنم ، وقيل هو جبل دوس وهم قوم nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .