قوله : ( واديا أو شعبا ) الوادي : هو المكان المنخفض ، وقيل الذي فيه ماء ، والمراد هنا بلدهم ، والشعب بكسر الشين المعجمة : اسم لما انفرج بين جبلين . وقيل الطريق [ ص: 341 ] في الجبل ، وأراد صلى الله عليه وسلم بهذا وما بعده التنبيه على جزيل ما حصل لهم من ثواب النصرة والقناعة بالله ورسوله عن الدنيا ومن هذا وصفه فحقه أن يسلك طريقه ويتبع حاله . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : لما كانت العادة أن المرء يكون في نزوله وارتحاله مع قومه ، وأرض الحجاز كثيرة الأودية والشعاب ، فإذا تفرقت في السفر سلك كل قوم منهم واديا وشعبا فأراد أنه مع الأنصار قال : ويحتمل أن يريد بالوادي المذهب ، كما يقال : فلان في واد وأنا في واد انتهى .
وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الأنصار في هذه الوقعة ومدحهم ، فمن جملة ما قاله لهم { nindex.php?page=hadith&LINKID=33749لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار } وقال { nindex.php?page=hadith&LINKID=13817الأنصار شعار ، والناس دثار } كما في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره قوله : ( حين أفاء الله على رسوله ما أفاء من أموال هوازن ) أي أعطاه غنائم الذين قاتلهم منهم يوم حنين . وأصل الفيء الرد والرجوع ومنه سمي الظل بعد الزوال فيئا لأنه رجع من جانب ، فكأن أموال الكفار سميت فيئا لأنها كانت في الأصل للمؤمنين ، إذ الإيمان هو الأصل والكفر طارئ ، فإذا غلب الكفار على شيء من المال فهو طريق التعدي ، فإذا غنمه المسلمون منهم فكأنه رجع إليهم ما كان لهم قوله : ( فطفق يعطي رجالا ) هم المؤلفة قلوبهم ، والمراد بهم ناس من قريش أسلموا يوم الفتح إسلاما ضعيفا . وقيل كان فيهم من لم يسلم بعد nindex.php?page=showalam&ids=90كصفوان بن أمية .
وقد اختلف في المراد بالمؤلفة الذين هم أحد المستحقين للزكاة فقيل كفار يعطون ترغيبا في الإسلام . وقيل مسلمون لهم أتباع كفار يتألفونهم . وقيل مسلمون أول ما دخلوا في الإسلام ليتمكن الإسلام من قلوبهم ، والمراد بالرجال الذين أعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ههنا هم جماعة قد سرد أبو الفضل بن طاهر في المبهمات له أسماءهم فقال : هم أبو سفيان بن حرب nindex.php?page=showalam&ids=3795وسهيل بن عمرو nindex.php?page=showalam&ids=2207وحويطب بن عبد العزى nindex.php?page=showalam&ids=137وحكيم بن حزام وأبو السنابل بن بعكك nindex.php?page=showalam&ids=90وصفوان بن أمية وعبد الرحمن بن يربوع وهؤلاء من قريش . وعيينة بن حصن الفزاري والأقرع بن حابس التميمي وعمرو بن الأهتم التميمي وعباس بن مرداس السلمي ومالك بن عوف النصري والعلاء بن حارثة الثقفي .
قال الحافظ في الفتح : وفي ذكر الأخيرين نظر . وقيل : إنما جاءا طائعين من الطائف إلى الجعرانة . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي في المؤلفة nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية nindex.php?page=showalam&ids=293ويزيد بن أبي سفيان وأسيد بن حارثة nindex.php?page=showalam&ids=7839ومخرمة بن نوفل وسعيد بن يربوع وقيس بن عدي وعمرو بن وهب وهشام بن عمر . وزاد nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق النضر بن الحارث بن هشام nindex.php?page=showalam&ids=67وجبير بن مطعم وممن ذكره أبو عمر سفيان بن عبد الأسد والسائب بن أبي السائب ومطيع بن الأسود وأبو جهم بن حذيفة وذكر ابن الجوزي فيهم زيد الخيل وعلقمة بن علاثة وحكيم بن طليق بن سفيان بن أمية وخالد بن قيس السهمي وعمير بن مرداس ، وذكر غيرهم فيهم قيس بن مخرمة وأحيحة بن ألية بن خلف وأبي بن شريق وحرملة بن هوذة وخالد بن هوذة [ ص: 342 ] وعكرمة بن عامر العبدري nindex.php?page=showalam&ids=4137وشيبة بن عثمان وعمرو بن ورقة ولبيد بن ربيعة والمغيرة بن الحارث وهشام بن الوليد المخزومي ، قوله : ( أن يذهب الناس بالأموال ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري بالشاة والبعير .
قوله : ( إلى رحالكم ) بالحاء المهملة : أي بيوتكم . قوله : ( لما آثر النبي صلى الله عليه وسلم أناسا ) هم من تقدم ذكرهم . قوله : ( قال رجل ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش " فقال رجل من الأنصار " وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي أن اسمه معتب بن قشير من بني عمرو بن عوف وكان من المنافقين ، وفيه رد على مغلطاي حيث قال : لم أر أحدا قال إنه من الأنصار إلا ما وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، وجزم بأنه حرقوص بن زهير السعدي المتقدم ذكره في باب ذكر الخوارج ، وتبعه ابن الملقن وأخطأ في ذلك ، فإن قصة حرقوص غير هذه كما تقدم . قوله ( ما أريد فيها وجه الله ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري " ما أراد بهذا " . قوله : ( رحم الله موسى . . . إلخ ) فيه الإعراض عن الجاهل والصفح عن الأذى والتأسي بمن مضى من النظراء .