حديث فرات بن حيان في إسناده nindex.php?page=showalam&ids=12192أبو همام الدلال محمد بن مجيب ولا يحتج بحديثه ، وهو يرويه عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، ولكنه قد روى الحديث المذكور عن سفيان بشر بن السري البصري ، وهو ممن اتفق nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم على الاحتجاج بحديثه . ورواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري أيضا عباد بن موسى الأزرق العبداني وكان ثقة قوله : ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم أن ذلك كان في غزوة هوازن ، وسمي الجاسوس عينا لأن عمله بعينه أو لشدة اهتمامه بالرؤية واستغراقه فيها كأن جميع بدنه صار عينا .
قوله : ( فنفلني ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فنفله بالالتفات من ضمير المتكلم إلى الغيبة . وسبب قتله أنه اطلع على عورة المسلمين كما وقع عندnindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من رواية عكرمة بلفظ : " فقيد الجمل ثم تقدم يتغدى مع القوم وجعل ينظر وفينا ضعفة ورقة في المظهر إذ خرج يشتد " وفي رواية لأبي نعيم في المستخرج من طريق يحيى الحماني عن nindex.php?page=showalam&ids=11882أبي العميس " أدركوه فإنه عين " وفي الحديث دليل على أنه يجوز قتل الجاسوس . قال النووي : فيه قتل الجاسوس الحربي الكافر وهو باتفاق وأما المعاهد والذمي فقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك والأوزاعي : ينتقض عهده بذلك . وعند الشافعية خلاف . أما لو شرط عليه ذلك في عهده فينتقض اتفاقا .
وحديث فرات المذكور في الباب يدل على جواز قتل الجاسوس الذمي . وذهبت الهادوية إلى أنه يقتل جاسوس الكفار والبغاة إذا كان قد قتل أو حصل القتل بسببه وكانت الحرب قائمة ، وإذا اختل شيء من ذلك حبس فقط قوله : ( وعن فرات ) بضم الفاء وراء مهملة وبعد الألف تاء مثناة فوقية : وهو عجلي [ ص: 12 ] سكن الكوفة وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزل يغزو معه إلى أن قبض فنزل الكوفة قوله : ( روضة خاخ ) بخاءين معجمتين منقوطتين من فوق قوله : ( ظعينة ) بالظاء المعجمة بعدها عين مهملة : وهي المرأة قوله : ( من عقاصها ) جمع عقيصة : وهي الضفيرة من شعر الرأس ، وتجمع أيضا على عقص قوله : ( من nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب ) بحاء مهملة ، وبلتعة بفتح الموحدة وسكون اللام وفتح التاء المثناة من فوق بعدها عين مهملة .
قوله : ( إنه قد شهد بدرا ) ظاهر هذا أن العلة في ترك قتله كونه ممن شهد بدرا ، ولولا ذلك لكان مستحقا للقتل ففيه متمسك لمن قال : إنه يقتل الجاسوس ولو كان من المسلمين . وقد روىnindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة قال : لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة كتب nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش يخبرهم ، ثم أعطاه امرأة من مزينة ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أن اسمها سارة ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي أن اسمها كنود ، وفي رواية له أخرى سارة ، وفي أخرى له أيضا أم سارة . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي أن nindex.php?page=showalam&ids=195حاطبا جعل لها عشرة دنانير على ذلك ، وقيل دينارا واحدا .
وقيل إنها كانت مولاة nindex.php?page=showalam&ids=18العباس . قال السهيلي : كان nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب حليفا لعبد الله بن حميد بن زهير بن أسد بن عبد العزى ، واسم أبي بلتعة عمرو ، وقيل كان أيضا حليفا لقريش . وذكر nindex.php?page=showalam&ids=17317يحيى بن سلام في تفسيره أن لفظ الكتاب " أما بعد ، يا معشر قريش فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءكم بجيش كالليل يسير كالسيل ، فوالله لو جاءكم وحده لنصره الله وأنجز له وعده ، فانظروا لأنفسكم والسلام " كذا حكاه السهيلي . وروى nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي بسند له مرسل أن nindex.php?page=showalam&ids=195حاطبا كتب إلى nindex.php?page=showalam&ids=3795سهيل بن عمرو nindex.php?page=showalam&ids=90وصفوان بن أمية وعكرمة " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في الناس بالغزو ، ولا أراه يريد غيركم ، وقد أحببت أن تكون لي عندكم يد " قوله : ( وما يدريك لعل الله . . . إلخ ) هذه بشارة عظيمة لأهل بدر رضوان الله عليهملم تقع لغيرهم ، والترجي المذكور قد صرح العلماء بأنه في كلام الله وكلام رسوله للوقوع . وقد وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبي داود nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بالجزم ، ولفظه { nindex.php?page=hadith&LINKID=13622إن الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم } وعند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بإسناد على شرط nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر مرفوعا { nindex.php?page=hadith&LINKID=33447لن يدخل النار أحد شهد بدرا } وقد استشكل قوله : " اعملوا ما شئتم " فإن ظاهره أنه للإباحة وهو خلاف عقد الشرع .
وأجيب بأنه إخبار عن الماضي : أي كل عمل كان لكم فهو مغفور ، ويؤيده أنه لو كان لما يستقبلونه من العمل لم يقع بلفظ الماضي ولقال : فسأغفره لكم . وتعقب بأنه لو كان للماضي لما حسن الاستدلال به في قصة nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب ; لأنه صلى الله عليه وسلم خاطب به nindex.php?page=showalam&ids=2عمر منكرا عليه ما قال في أمر nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب ، وهذه القصة كانت بعد بدر بست سنين ، فدل على أن المراد ما سيأتي ، وأورده بلفظ الماضي مبالغة في تحققه .
وقيل إن صيغة الأمر في قوله : " اعملوا " للتشريف [ ص: 13 ] والتكريم ، فالمراد عدم المؤاخذة بما يصدر منهم بعد ذلك وأنهم خصوا بذلك لما حصل لهم من الحال العظيمة التي اقتضت محو ذنوبهم السالفة ، وتأهلوا لأن يغفر الله لهم الذنوب اللاحقة إن وقعت : أي كل ما عملتموه بعد هذه الواقعة من أي عمل كان فهو مغفور . وقيل إن المراد أن ذنوبهم تقع إذا وقعت مغفورة ، وقيل هي بشارة بعدم وقوع الذنوب منهم ، وفيه نظر ظاهر لما وقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره في قصة nindex.php?page=showalam&ids=121قدامة بن مظعون من شربه الخمر في أيام nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وأن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حده ، ويؤيد القول بأن المراد بالحديث أن ذنوبهم إذا وقعت تكون مغفورة ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في باب استتابة المرتدين عن nindex.php?page=showalam&ids=12067أبي عبد الرحمن السلمي التابعي الكبير أنه قال لحبان بن عطية : قد علمت الذي جرأ صاحبك على الدماء ، يعني nindex.php?page=showalam&ids=8عليا كرم الله وجهه . قال في الفتح : واتفقوا على أن البشارة المذكورة فيما يتعلق بأحكام الآخرة لا بأحكام الدنيا من إقامة الحدود وغيرها ا هـ .