الحديث رجال إسناده رجال الصحيح . وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس [ ص: 316 ] مطولا ، وقد ذكره الحافظ في الفتح ولم يتكلم عليه . وهو يدل على وجوب التستر حال الاغتسال ، وقد ذهب إلى ذلك nindex.php?page=showalam&ids=16330ابن أبي ليلى ، وذهب أكثر العلماء إلى أنه أفضل وتركه مكروه وليس بواجب . واستدلوا على ذلك بما سيأتي . وقد ذهب بعض الشافعية أيضا إلى تحريمه .
قوله : ( يحثي ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري يحتثي ، والحثية هي الأخذ باليد . قوله : ( لا غنى بي ) بالقصر بلا تنوين . قال الحافظ : ورويناه بالتنوين أيضا على أن " لا " بمعنى ليس .
قال ابن بطال : ووجه الدلالة من الحديث أن الله تعالى عاتبه على جمع الجراد ولم يعاتبه على الاغتسال عريانا ، فدل على جوازه . وقال أيضا : ووجه الاستدلال بهذا الحديث وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي سيأتي أنهما : يعني أيوب وموسى ممن أمرا بالاقتداء به . قال الحافظ : وهذا إنما يأتي على رأي من يقول : شرع من قبلنا شرع لنا ، والذي يظهر أن وجه الدلالة منه أن النبي صلى الله عليه وسلم قص القصتين ولم يتعقب شيئا منهما فدل على موافقتهما لشرعنا ، وإلا فلو كان فيهما شيء غير موافق لبينه ، فيجمع بين الأحاديث بحمل الأحاديث التي فيها الإرشاد إلى التستر على الأفضل [ ص: 317 ]
قوله : ( يغتسلون عراة ) ظاهره أن ذلك كان جائزا في شرعهم وإلا لما أقرهم موسى على ذلك ، وكان هو عليه السلام يغتسل وحده أخذا بالأفضل . قال الحافظ : وأغرب ابن بطال فقال : هذا يدل على أنهم كانوا عصاة له وتبعه على ذلك nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي فأطال في ذلك . قوله : ( آدر ) هو بالمد وفتح الدال المهملة وتخفيف الراء . قال nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري : الأدرة نفخة في الخصية .
قوله : ( فجمح ) بالجيم ثم الميم ثم الحاء المهملة أي جرى مسرعا ، وفي رواية ( فخرج ) . قوله : ( ثوبي حجر ) إنما خاطبه ; لأنه أجراه مجرى من يعقل لكونه فر بثوبه فانتقل من حكم الجماد إلى حكم الحيوان فناداه ، فلما لم يرد عليه ثوبه ضربه . وقيل : يحتمل أن يكون المراد أراد بضربه إظهار المعجزة بتأثير ضربه فيه ، ويحتمل أن يكون عن وحي قوله : ( حتى نظرت ) ظاهره أنهم رأوا جسده ، وبه يتم الاستدلال على جواز النظر عند الضرورة . وأبدى ابن الجوزي احتمال أن يكون كان عليه مئزر ; لأنه يظهر ما تحته بعد البلل ، واستحسن ذلك ناقلا له عن بعض مشايخه . قال الحافظ : وفيه نظر . والحديث قد تقدم الكلام على وجه دلالته في الذي قبله .