والحديث استدل به على وجوب الأذان والإقامة لأن الترك الذي هو نوع من استحواذ الشيطان يجب تجنبه . وإلى وجوبهما ذهب أكثر العترة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك والإصطخري كذا في البحر nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد [ ص: 39 ] والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=15858وداود كذا في شرح الترمذي ، وقد حكى الماوردي عنهم تفصيلا في ذلك فحكى عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد أن الأذان والإقامة واجبان معا لا ينوب أحدهما عن الآخر فإن تركهما أو أحدهما فسدت صلاته
وقال الأوزاعي : يعيد إن كان وقت الصلاة باقيا ، وإلا لم يعد ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : الإقامة واجبة دون الأذان فإن تركها لعذر أجزأه ولغير عذر قضى .
وفي البحر أن القائل بوجوب الإقامة دون الأذان الأوزاعي وروي عن أبي طالب أن الأذان واجب دون الإقامة .
وعند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة أنهما سنة . واختلف أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على ثلاثة أقوال ، الأول : أنهما سنة .
الثاني : فرض كفاية .
الثالث : سنة في غير الجمعة وفرض كفاية فيها وروى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وأصحابه أنهما سنة مؤكدة واجبة على الكفاية . وقال آخرون : الأذان فرض على الكفاية
على أنه قد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود { nindex.php?page=hadith&LINKID=72504أنه صلى الله عليه وسلم صلاها في جمع بأذانين وإقامتين } وبهذا الترك على ما فيه من الخلاف احتج من قال بعدم الوجوب ، وخص بعض القائلين بالوجوب الرجال بوجوبهما ولم يوجبهما على النساء استدلالا بحديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=33861ليس على النساء أذان ولا إقامة } عند nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر بإسناد صحيح إلا أنه قال ابن الجوزي : لا يعرف مرفوعا . وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي وابن عدي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء مرفوعا ، وفي إسناده الحكم بن عبد الله الأيلي وفيه ضعف جدا . وبحديث { النساء عي وعورات فاستروا عيهن بالسكوت وعوراتهن بالبيوت } .
وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري . { nindex.php?page=hadith&LINKID=39453فإذا أنتما خرجتما فأذنا } . ولا تعارض بينه وبين ما في حديث الباب لأن المراد بقوله : " أذنا " أي من أحب منكما أن يؤذن فليؤذن وذلك لاستوائهما في الفضل . والحديث استدل به من قال : بوجوب الأذان لما فيه من صيغة الأمر وقد تقدم الخلاف في ذلك .
487 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=98978إن المؤذنين أطول الناس أعناقا يوم القيامة } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) . وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=14وابن الزبير بألفاظ مختلفة
قوله : ( أطول الناس أعناقا ) هو بفتح الهمزة جمع عنق . واختلف السلف والخلف في معناه فقيل : معناه أكثر الناس تشوفا إلى رحمة الله لأن المتشوف يطيل عنقه لما يتطلع إليه فمعناه كثرة ما يرونه من الثواب ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=15409النضر بن شميل : إذا ألجم الناس العرق يوم القيامة طالت أعناقهم لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق . وقيل : معناه أنهم سادة ورؤساء ، والعرب تصف السادة بطول العنق . وقيل : معناه أكثر أتباعا ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : أكثر الناس أعمالا ، قال القاضي عياض وغيره : وروى بعضهم إعناقا بكسر الهمزة أي إسراعا إلى الجنة وهو من سير العنق ، قال ابن أبي داود : سمعت أبي يقول : معناه أن الناس يعطشون يوم القيامة فإذا عطش الإنسان انطوت عنقه ، والمؤذنون لا يعطشون فأعناقهم قائمة
وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : { nindex.php?page=hadith&LINKID=72570يعرفون بطول أعناقهم يوم القيامة . } زاد السراج " لقولهم : لا إله إلا الله " وظاهره الطول الحقيقي فلا يجوز المصير إلى التفسير بغيره إلا لملجئ . والحديث يدل على فضيلة الأذان وأن صاحبه يوم القيامة يمتاز عن غيره ولكن إذا كان فاعله غير متخذ أجرا عليه ، وإلا كان فعله لذلك من طلب الدنيا والسعي للمعاش ، وليس من أعمال الآخرة . وقد استدل بهذا الحديث من قال : إن الأذان أفضل من الإمامة ، وهو نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الأم وقول أكثر أصحابه .
وذهب بعض أصحابه إلى أن الإمامة أفضل ، وهو نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي أيضا قاله النووي ، وبعضهم ذهب إلى أنهما سواء ، وبعضهم إلى أنه إن علم من نفسه القيام بحقوق الإمامة وجمع خصالها فهي أفضل ، وإلا فالأذان قاله أبو علي وأبو القاسم بن كج والمسعودي والقاضي حسين من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي
واختلف في الجمع بين الأذان والإمامة فقال جماعة من أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : إنه يستحب أن لا يفعله ، وقال بعضهم : يكره ، وقال محققوهم وأكثرهم : لا بأس به بل يستحب . قال النووي [ ص: 41 ] وهذا أصح ، وفي nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي مرفوعا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر النهي عن ذلك ، قال الحافظ : لكن سنده ضعيف .
488 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=13847الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين } . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ورواه أبو داود والترمذي ) . الحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12357إبراهيم بن أبي يحيى nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة كلهم من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . وأخرجه من ذكر المصنف عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وروي أيضا عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قال أبو زرعة : حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أصح من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة . وقال محمد عكسه ، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني أنه لم يثبت واحد منهما .
وقال أيضا : لم يسمع nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل هذا الحديث من أبيه إنما سمعه من nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ولم يسمعه nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش من أبي صالح بيقين لأنه يقول فيه نبئت عن أبي صالح ، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في المعرفة وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في العلل : رواه سليمان nindex.php?page=showalam&ids=15899وروح بن القاسم nindex.php?page=showalam&ids=16769ومحمد بن جعفر وغيرهم عن nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، قال : وقال أبو بدر عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : حديث عن أبي صالح ، وقال ابن فضيل : عنه عن رجل عن أبي صالح ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : لم يسمع nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش هذا الحديث من أبي صالح ، وصحح حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة جميعا nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان وقال : قد سمع أبو صالح هذين الخبرين من nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة جميعا ، وقال ابن عبد الهادي : أخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم هذا الإسناد يعني nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيلا عن أبيه نحوا من أربعة عشر حديثا .
وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أخرجه أبو العباس السراج وصححه الضياء في المختارة .
وعن أبي أمامة عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد . وعن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر عند ابن الجوزي في العلل ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وزاد فيه بذلك الإسناد ، { nindex.php?page=hadith&LINKID=26323قالوا : يا رسول الله لقد تركتنا نتنافس في الأذان بعدك ، فقال : إنه يكون بعدكم قوم سفلتهم مؤذنهم } قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : هذه الزيادة ليست محفوظة وأشار ابن القطان إلى أن nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار وهو المتفرد بها قال الحافظ : وليس كذلك فقد جزم ابن عدي بأنها من أفراد nindex.php?page=showalam&ids=9أبي حمزة وكذا قال الخليلي nindex.php?page=showalam&ids=13332وابن عبد البر وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من غير طريق nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار فبرئ من عهدتها .
وأخرجها ابن عدي في ترجمة عيسى بن عبد الله عن يحيى بن عيسى الرملي عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، واتهم بها عيسى وقال : إنما تعرف هذه الزيادة nindex.php?page=showalam&ids=9بأبي حمزة قال ابن القطان nindex.php?page=showalam&ids=9 : أبو حمزة ثقة ولا عيب للإسناد إلا ما ذكر من الانقطاع ، ويجاب عنه بأن الواسطة قد عرفت وهو nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش كما تقدم ، فلا يضر هذا الانقطاع ولا تعد علة ، وأما الانقطاع الثاني بين nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش وأبي صالح الذي تقدم فيه قوله عن [ ص: 42 ] رجل فيجاب عنه بأن nindex.php?page=showalam&ids=13608ابن نمير قد قال عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن أبي صالح ولا أراني إلا قد سمعته منه . وقال إبراهيم بن حميد الرؤاسي : قال nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : وقد سمعته من أبي صالح .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=17249هشيم عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : حدثنا أبو صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ذكر ذلك nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني فبينت هذه الطرق أن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش سمعه عن غير أبي صالح ثم سمعه منه . قال اليعمري : والكل صحيح والحديث متصل .
قوله : ( الإمام ضامن ) الضمان في اللغة الكفالة والحفظ والرعاية والمراد أنهم ضمناء على الإسرار بالقراءة والأذكار حكي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الأم . وقيل : المراد ضمان الدعاء أن يعم القوم به ولا يخص نفسه . وقيل : لأنه يتحمل القيام والقراءة عن المسبوق .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه أنه يحفظ على القوم صلاتهم وليس من الضمان الموجب للغرامة
قوله : ( والمؤذن مؤتمن ) قيل : المراد أنه أمين على مواقيت الصلاة . وقيل : أمين على حرم الناس لأنه يشرف على المواضع العالية . والحديث استدل به على فضيلة الأذان وعلى أنه أفضل من الإمامة لأن الأمين أرفع حالا من الضمين ، وقد تقدم الخلاف في ذلك ، ويؤيد قول من قال : إن الإمامة أفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين بعده أموا ولم يؤذنوا وكذا كبار العلماء بعدهم .