الحديث صححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ورجاله رجال الصحيح ، لأن أبا داود رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن أبي فزارة وهو راشد بن كيسان الكوفي . وقد أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=17354يزيد بن الأصم هو العامري التابعي ، أخرج له nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس المذكور تعليقا ، وإنما لم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري المرفوع للاختلاف على nindex.php?page=showalam&ids=17354يزيد بن الأصم في وصله وإرساله قاله الحافظ . قوله : ( ما أمرت ) بضم الهمزة وكسر الميم مبني للمفعول . قوله : ( بتشييد المساجد ) قال البغوي في شرح السنة : التشييد رفع البناء وتطويله ، ومنه قوله تعالى: { بروج مشيدة } وهي التي طول بناؤها ، يقال شدت الشيء أشيده مثل بعته أبيعه إذا بنيته بالشيد وهو الجص وشيدته تشييدا [ ص: 175 ] طولته ورفعته . وقيل : المراد بالبروج المشيدة المجصصة . قال ابن رسلان : والمشهور في الحديث أن المراد بتشييد المساجد هنا رفع البناء وتطويله
كما قال البغوي ، وفيه رد على من حمل قوله تعالى: { في بيوت أذن الله أن ترفع } على رفع بنائها وهو الحقيقة بل المراد أن تعظم فلا يذكر فيها الخنى من الأقوال وتطييبها من الأدناس والأنجاس ولا ترفع فيها الأصوات ا هـ .
قوله : ( قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ) هكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان موقوفا وقبله حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا مرفوعا وظن الطيبي في شرح المشكاة أنهما حديث واحد فشرحه على أن اللام في لتزخرفنها مكسورة ، قال : وهي لام التعليل للمنفي قبله ، والمعنى ما أمرت بالتشييد ليجعل ذريعة إلى الزخرفة ، قال : والنون فيه لمجرد التأكيد وفيه نوع تأنيب وتوبيخ ، ثم قال : ويجوز فتح اللام على أنها جواب القسم . قال الحافظ : وهذا يعني فتح اللام هو المعتمد ، والأول لم يثبت به الرواية أصلا ، فلا يغتر به وكلام nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فيه مفصول من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب المشهورة وغيرها انتهى . والزخرفة : الزينة ، قال محيي السنة : إنهم زخرفوا المساجد عندما بدلوا دينهم وحرفوا كتبهم وأنتم تصيرون إلى مثل حالهم ، وسيصير أمركم إلى المراءاة بالمساجد والمباهاة بتشييدها وتزيينها ، قال nindex.php?page=showalam&ids=4أبو الدرداء : إذا حليتم مصاحفكم وزوقتم مساجدكم فالدمار عليكم . قال ابن رسلان : وهذا الحديث فيه معجزة ظاهرة لإخباره صلى الله عليه وسلم عما سيقع بعده ، فإن تزويق المساجد والمباهاة بزخرفتها كثر من الملوك والأمراء في هذا الزمان بالقاهرة والشام وبيت المقدس بأخذهم أموال الناس ظلما وعمارتهم بها المدارس على شكل بديع نسأل الله السلامة والعافية انتهى .
والحديث يدل على أن تشييد المساجد بدعة ، وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة الترخيص في ذلك .
وروي عن أبي طالب أنه لا كراهة في تزيين المحراب . وقال المنصور بالله : إنه يجوز في جميع المسجد . وقال البدر بن المنير : لما شيد الناس بيوتهم وزخرفوها ناسب أن يصنع ذلك بالمساجد صونا لها عن الاستهانة ، وتعقب بأن المنع إن كان للحث على اتباع السلف في ترك الرفاهية فهو كما قال وإن كان لخشية شغل بال المصلي بالزخرفة فلا لبقاء العلة
ومن جملة ما عول عليه المجوزون للتزيين بأن السلف لم يحصل منهم الإنكار على من فعل ذلك ، وبأنه بدعة مستحسنة وبأنه مرغب إلى المسجد ، وهذه حجج لا يعول عليها من له حظ من التوفيق لا سيما مع مقابلتها للأحاديث الدالة على أن التزيين ليس من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه نوع من المباهاة المحرمة وأنه من علامات الساعة كما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي عليه السلام ، وأنه من صنع اليهود والنصارى ، وقد كان صلى الله عليه وسلم يحب مخالفتهم ويرشد إليها عموما وخصوصا . ودعوى ترك إنكار السلف ممنوعة لأن التزيين بدعة أحدثها أهل الدول الجائرة من غير مؤاذنة لأهل العلم والفضل ، وأحدثوا من البدع ما لا يأتي [ ص: 176 ] عليه الحصر ولا ينكره أحد ، وسكت العلماء عنه تقية لا رضا ، بل قام في وجه باطلهم جماعة من علماء الآخرة ، وصرخوا بين أظهرهم بنعي ذلك عليهم ، ودعوى أنه بدعة مستحسنة باطلة .
وقد عرفناك وجه بطلانها في شرح حديث : { nindex.php?page=hadith&LINKID=36820من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد } في باب الصلاة في ثوب الحرير والغصب ودعوى أنه مرغب إلى المسجد فاسدة لأن كونه داعيا إلى المسجد ومرغبا إليه لا يكون إلا لمن كان غرضه وغاية قصده النظر إلى تلك النقوش والزخرفة ، فأما من كان غرضه قصد المساجد لعبادة الله التي لا تكون عبادة على الحقيقة إلا مع خشوع ، وإلا كانت كجسم بلا روح ، فليست إلا شاغلة عن ذلك كما فعله صلى الله عليه وسلم في الأنبجانية التي بعث بها إلى nindex.php?page=showalam&ids=9489أبي جهم . وكما تقدم من هتكه للستور التي فيها نقوش . وكما سيأتي في باب تنزيه قبلة المصلي عما يلهي وتقويم البدع المعوجة التي يحدثها الملوك توقع أهل العلم في المسالك الضيقة فيتكلفون لذلك من الحجج الواهية ما لا ينفق إلا على بهيمة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قال nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد : كان سقف المساجد من جريد النخل وأمر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ببناء المسجد ، وقال : أكن الناس وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس ) . الحديث صححه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة ، وأورده nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس تعليقا بلفظ { nindex.php?page=hadith&LINKID=11819يتباهون بها ثم لا يعمرونها إلا قليلا } ووصله أبو يعلى الموصلي في مسنده . وروى الحديث أبو نعيم في كتاب المساجد من الوجه الذي عند nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة بلفظ : { nindex.php?page=hadith&LINKID=43597يتباهون بكثرة المساجد } . قوله : { nindex.php?page=hadith&LINKID=17865حتى يتباهى الناس في المساجد } أي يتفاخرون في بناء المساجد ، والمباهاة بها كما في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أن يتفاخروا بها بالنقش والكثرة
وروى في شرح السنة بسنده عن nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة قال : غدونا مع nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك إلى الزاوية فحضرت صلاة الصبح فمررنا بمسجد فقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : أي مسجد هذا ؟ قالوا : مسجد أحدث الآن ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=43597سيأتي على الناس زمان يتباهون في المساجد ثم لا يعمرونها إلا قليلا } . قوله : ( وقال أكن الناس ) قال الحافظ : وقع في روايتنا أكن الناس بضم الهمزة وكسر الكاف وتشديد النون المضمومة بلفظ المضارع من أكن الرباعي ، يقال : أكننت الشيء إكنانا أي صنته وسترته ، وحكى أبو زيد كننته من الثلاثي بمعنى أكننته ، وفرق nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي بينهما ، فقال : كننته أي سترته وأكننته في نفسي أي أسررته ، ووقع في رواية الأصيلي بفتح الهمزة والنون فعل أمر من الإكنان أيضا . ويرجحه
قوله قبله " وأمر nindex.php?page=showalam&ids=2عمر " وقوله بعده " وإياك " وتوجه الأولى بأنه خاطب القوم بما أراد ثم التفت إلى الصانع فقال له : وإياك ، [ ص: 177 ] أو يحمل قوله وإياك على التجريد كأنه خاطب نفسه بذلك ، قال عياض : وفي رواية غير الأصيلي كن الناس بحذف الهمزة وكسر الكاف وهو صحيح أيضا ، وجوز ابن مالك بضم الكاف على أنه من كن فهو مكنون انتهى قال الحافظ : وهو متجه لكن الرواية لا تساعده . قوله : ( فتفتن الناس ) بفتح المثناة من فتن وضبطه الأصيلي بالضم من أفتن وذكر أن nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي أنكره وأن أبا عبيدة أجازه ، فقال فتن وأفتن بمعنى ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12997ابن بطال : كأن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فهم من ذلك رد الشارع الخميصة إلى nindex.php?page=showalam&ids=9489أبي جهم من أجل الأعلام التي فيها ، وقال : " إنها ألهتني عن صلاتي " . قال الحافظ : ويحتمل أن يكون عند nindex.php?page=showalam&ids=2عمر من ذلك علم خاص بهذه المسألة ، فقد روى ابن ماجه من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16723عمرو بن ميمون عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر مرفوعا { nindex.php?page=hadith&LINKID=34441ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم } ورجاله ثقات إلا شيخ nindex.php?page=showalam&ids=15618جبارة بن المغلس ففيه مقال .