الحديث أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم . قوله : ( يسأل ) أي الرحمة . قوله : ( تعوذ ) أي من العذاب وشر العقاب . قال ابن رسلان : ولا بآية تسبيح إلا سبح وكبر ، ولا بآية دعاء واستغفار إلا دعا واستغفر ، وإن مر بمرجو سأل ، يفعل ذلك بلسانه أو بقلبه . والحديث يدل على مشروعية هذا التسبيح في الركوع والسجود ، وقد ذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وجمهور العلماء من أئمة العترة وغيرهم إلى أنه سنة وليس بواجب وقال nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه : التسبيح واجب فإن تركه عمدا بطلت صلاته ، وإن نسيه لم تبطل . وقال الظاهري : واجب مطلقا وأشار nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في معالم السنن إلى اختياره
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : التسبيح في الركوع والسجود وقول : سمع الله لمن حمده ، وربنا لك الحمد ، والذكر بين [ ص: 284 ] السجدتين ، وجميع التكبيرات واجب ، فإن ترك منه شيئا عمدا بطلت صلاته ، وإن نسيه لم تبطل ويسجد للسهو ، هذا هو الصحيح عنه ، وعنه رواية أنه سنة كقول الجمهور ، وقد روي القول بوجوب تسبيح الركوع والسجود عن ابن خزيمة . احتج الموجبون بحديث nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر الآتي وبقوله صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=20870صلوا كما رأيتموني أصلي } وبقول الله تعالى { وسبحوه } ولا وجوب في غير الصلاة فتعين أن يكون فيها ، وبالقياس على القراءة واحتج الجمهور بحديث المسيء صلاته فإن النبي صلى الله عليه وسلم علمه واجبات الصلاة ولم يعلمه هذه الأذكار ، مع أنه علمه تكبيرة الإحرام والقراءة فلو كانت هذه الأذكار واجبة لعلمه إياها ، لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز ، فيكون تركه لتعليمه دالا على أن الأوامر الواردة بما زاد على ما علمه للاستحباب لا للوجوب
والحديث يدل على أن التسبيح في الركوع والسجود يكون بهذا اللفظ فيكون مفسرا لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عقبة : { nindex.php?page=hadith&LINKID=13174اجعلوها في ركوعكم ، اجعلوها في سجودكم } وإلى ذلك ذهب الجمهور من أهل البيت ، وبه قال جميع من عداهم . وقال الهادي والقاسم والصادق : إنه سبحان الله العظيم وبحمده في الركوع . وسبحان الله الأعلى وبحمده في السجود . واستدلوا بظاهر قوله تعالى: { فسبح باسم ربك العظيم } و { سبح اسم ربك الأعلى } وقد أمر صلى الله عليه وسلم بجعل الأولى في الركوع والثانية في السجود كما سيأتي في حديث عقبة ، ولكنه لا يتم إلا على فرض أنه ليس لله جل جلاله إلا اسم واحد ، وقد تقرر أن له تسعة وتسعين اسما بالأحاديث الصحيحة ، وأن له أسماء متعددة بصريح القرآن { ولله الأسماء الحسنى } فامتثال ما في الآيتين يحصل بالمجيء بأي اسم منها ، مثل سبحان ربي ، وسبحان الله ، وسبحان الأحد وغير ذلك ، لكنه قد ورد من فعله صلى الله عليه وسلم ما يدل على بيان المراد من ذلك كحديث الباب وغيره ، وكذلك ورد من قوله ما يدل على ذلك كحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود الآتي فتعين أن لفظ الرب هو المراد
وبهذا يندفع ما ألزم به صاحب البحر من تلاوة لفظ الآيتين في الركوع والسجود ، وأما زيادة وبحمده فهي عند أبي داود من حديث عقبة الآتي وعند nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود الآتي أيضا . وعنده أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة . وعند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث أبي مالك الأشعري . وعند nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث أبي جحيفة ، ولكنه قال أبو داود بعد إخراجه لها من حديث عقبة : إنه يخاف أن لا تكون محفوظة .
وفي حديث ابن مسعود السري بن إسماعيل وهو ضعيف .
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة : محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف .
وفي حديث أبي مالك شهر بن حوشب ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني أيضا من طريق ابن السعدي عن أبيه بدونها وحديث أبي جحيفة . قال الحافظ : إسناده ضعيف ، وقد أنكر هذه الزيادة ابن الصلاح وغيره ، ولكن هذه [ ص: 285 ] الطرق تتعاضد فيرد بها هذا الإنكار . وسئل nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عنها فقال : أما أنا فلا أقول وبحمده انتهى .
734 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=63864لما نزلت { فسبح باسم ربك العظيم } قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت { سبح اسم ربك الأعلى } قال : اجعلوها في سجودكم } . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) . الحديث أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في مستدركه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه . قوله : ( اجعلوها ) قد تبين بالحديث الأول بما سيأتي كيفية هذا الجعل
والحكمة في تخصيص الركوع بالعظيم ، والسجود بالأعلى أن السجود لما كان فيه غاية التواضع لما فيه من وضع الجبهة التي هي أشرف الأعضاء على مواطئ الأقدام كان أفضل من الركوع فحسن تخصيصه بما فيه صيغة أفعل التفضيل ، وهو الأعلى بخلاف العظيم جعلا للأبلغ مع الأبلغ والمطلق مع المطلق . والحديث يصلح متمسكا للقائلين بوجوب تسبيح الركوع والسجود وقد تقدم الجواب عنهم .
735 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة { nindex.php?page=hadith&LINKID=20175أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده : سبوح قدوس رب الملائكة والروح } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ) . قوله : ( سبوح قدوس ) بضم أولهما وبفتحهما ، والضم أكثر وأفصح . قال ثعلب : كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول إلا السبوح والقدوس فإن الضم فيهما أكثر . قال nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري : سبوح من صفات الله . وقال ابن فارس والزبيدي وغيرهما : سبوح هو الله عز وجل والمراد المسبح والمقدس ، فكأنه يقول : مسبح مقدس . ومعنى سبوح : المبرأ من النقائص والشريك وكل ما لا يليق بالإلهية . وقدوس : المطهر من كل ما لا يليق بالخالق وهما خبران مبتدؤهما محذوف تقديره ركوعي وسجودي لمن هو سبوح قدوس . وقال الهروي : قيل القدوس : المبارك قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : وقيل فيه سبوحا قدوسا على تقدير أسبح سبوحا أو أذكر أو أعظم أو أعبد
. قوله : ( رب الملائكة والروح ) هو من عطف الخاص على العام لأن الروح من الملائكة ، وهو ملك عظيم يكون إذا وقف كجميع الملائكة ، وقيل يحتمل أن يكون جبريل وقيل خلق لا تراهم الملائكة كنسبة الملائكة إلينا
قوله : ( وبحمدك ) متعلق بمحذوف دل عليه التسبيح : أي وبحمدك سبحتك ، ومعناه : بتوفيقك لي وهدايتك وفضلك علي سبحتك لا بحولي وقوتي . قال القرطبي : ويظهر وجه آخر وهو إبقاء معنى الحمد على أصله وتكون الباء باء السببية ويكون معناه : بسبب أنك موصوف بصفات الكمال والجلال سبحك المسبحون وعظمك المعظمون ، وقد روي بحذف الواو من قوله وبحمدك وبإثباتها . قوله : ( اللهم اغفر لي ) يؤخذ منه إباحة الدعاء في الركوع .
وفيه رد على من كره فيه nindex.php?page=showalam&ids=16867كمالك . واحتج من قال بالكراهة بحديث nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وأبي داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي بلفظ { nindex.php?page=hadith&LINKID=1846أما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء } الحديث ، وسيأتي ولكنه لا يعارض ما ورد من الأحاديث الدالة على إثبات الدعاء في الركوع ، لأن تعظيم الرب فيه لا ينافي الدعاء ، كما أن الدعاء في السجود لا ينافي التعظيم . قال ابن دقيق العيد : ويمكن أن يحمل حديث الباب على الجواز وذلك على الأولوية ، ويحتمل أنه أمر في السجود بتكثير الدعاء والذي وقع في الركوع من قوله : " اللهم اغفر لي " ليس كثيرا
قوله : ( يتأول القرآن ) يعني قوله تعالى: { فسبح بحمد ربك واستغفره } أي يعمل بما أمر به فيه مكان يقول هذا الكلام البديع في الجزالة ، المستوفي ما أمر به في الآية ، وكان يأتي به في الركوع والسجود ، لأن حالة الصلاة أفضل من غيرها ، فكان يختارها لأداء هذا الواجب الذي أمر به فيكون أكمل
وفي الحديث مع الإرسال إسحاق بن يزيد الهذلي راويه عن عون لم يخرج له في الصحيح . قال ابن سيد الناس : لا نعلمه وثق ولا عرف إلا برواية nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عنه خاصة ، فلم ترتفع عنه الجهالة العينية ولا الحالية . قوله : ( وذلك أدناه في الموضعين ) أي أدنى الكمال وفيه إشعار ، بأنه لا يكون المصلي متسننا بدون الثلاث . وقد قال الماوردي : إن الكمال إحدى عشرة أو تسع وأوسطه خمس ، ولو سبح مرة حصل التسبيح
وروى الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه أنه يستحب خمس تسبيحات للإمام ، وبه قال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري ، ولا دليل على تقييد الكمال بعدد معلوم بل ينبغي الاستكثار من التسبيح على مقدار تطويل الصلاة من غير تقيد بعدد . وأما إيجاب سجود السهو فيما زاد على التسع واستحباب أن يكون عدد التسبيح وترا لا شفعا فيما زاد على الثلاث فمما لا دليل عليه