قوله : ( إذا انصرف ) قال النووي : المراد بالانصراف السلام . قوله : ( استغفر ثلاثا ) فيه مشروعية الاستغفار ثلاثا . وقد استشكل استغفاره صلى الله عليه وسلم مع أنه مغفور له . قال ابن سيد الناس : هو وفاء بحق العبودية وقيام بوظيفة الشكر كما قال : " أفلا أكون عبدا شكورا " وليبين للمؤمنين سنته فعلا كما بينها قولا في الدعاء والضراعة ليقتدى به في ذلك
قوله : ( أنت السلام ومنك السلام ) السلام الأول من أسماء الله تعالى والثاني السلامة . قوله : ( تباركت ) تفاعلت من البركة وهي الكثرة والنماء
ومعناه : تعاظمت إذ كثرت صفات جلالك وكمالك .
804 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=14عبد الله بن الزبير أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم . لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة ، وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=28163وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ) .
قوله ( في دبر كل صلاة ) بضم الدال على المشهور في اللغة والمعروف في الروايات [ ص: 354 ] قاله النووي . وقال أبو عمر المطرز في كتاب اليواقيت : دبر كل شيء بفتح الدال : آخر أوقاته من الصلاة وغيرها ، قال : هذا هو المعروف في اللغة وأما الجارحة فبالضم . وقال الداودي عن nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : دبر الشيء بالضم والفتح : آخر أوقاته والصحيح الضم كما قال النووي ولم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=14042الجوهري وآخرون غيره .
وفي القاموس : الدبر بضمتين : نقيض القبل ومن كل شيء عقبه وبفتحتين الصلاة في آخر وقتها قوله : ( حين يسلم ) فيه أنه ينبغي أن يكون هذا الذكر واليا للسلام مقدما على غيره لتقييد القول به بوقت التسليم
والحديث يدل على مشروعية هذا الذكر بعد الصلاة مرة واحدة لعدم ما يدل على التكرار .
قوله : ( له الملك وله الحمد ) قال الحافظ في الفتح : زاد nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق أخرى عن المغيرة : " يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير إلى قدير " ورواته موثقون وثبت مثله عند nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار من حديث nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف بسند صحيح لكن في القول إذا أصبح وإذا أمسى انتهى . قوله : ( ولا ينفع ذا الجد منك الجد ) قد تقدم ضبط ذلك وتفسيره في باب ما يقول في رفعه من الركوع
والحديث يدل على مشروعية هذا الذكر بعد الصلاة ، وظاهره أنه يقول ذلك مرة ، ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة أنه كان يقول : الذكر المذكور ثلاث مرات . قال الحافظ في الفتح : وقد اشتهر على الألسنة في الذكر المذكور زيادة " ولا راد لما قضيت " وهو في مسند nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد من رواية nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن عبد الملك بهذا الإسناد لكن حذف قوله : " ولا معطي لما منعت " ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني تاما من وجه آخر .
أما التسبيح فورد كونه عشرا كما في حديث الباب وحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=8 . وعلي بن أبي طالب عند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وأم مالك الأنصارية عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، وورد ثلاثا وثلاثين كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وحديث nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند الشيخين ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي . وورد خمسا وعشرين كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا
وورد إحدى عشرة كما في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عند nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار . وورد ستا كما في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس . وورد مرة كما في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أيضا عند nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار . وورد سبعين كما في حديث أبي زميل عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير ، وفي إسناده جهالة . وورد مائة كما في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وفيه يعقوب بن عطاء بن أبي رباح وهو ضعيف .
وأما التكبير فورد كونه أربعا وثلاثين كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=4وأبي الدرداء عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي كما تقدم في التسبيح nindex.php?page=showalam&ids=3، وأبي هريرة عند nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في بعض الروايات ، وأبي ذر عند nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ، وعند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي . ورد ثلاثا وثلاثين من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عند الشيخين . وعن رجل من الصحابة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في عمل اليوم والليلة . وورد خمسا وعشرين . كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت nindex.php?page=showalam&ids=12، وعبد الله بن عمر عند من تقدم في التسبيح خمس وعشرون . وورد إحدى عشرة كما في بعض طرق حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عند nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار كما تقدم في التسبيح ، وعشرا كما في حديث الباب
وعن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي وأم مالك عند من تقدم [ ص: 356 ] في تسبيح هذا المقدار ومائة كما في حديث من ذكرنا في تسبيح هذا المقدار عند من تقدم . وأما التحميد فورد كونه ثلاثا وثلاثين ، وخمسا وعشرين ، وإحدى عشرة ، وعشرا ومائة كما في الأحاديث المذكورة في أعداد التسبيح وعند من رواها . وكل ما ورد من هذه الأعداد فحسن إلا أنه ينبغي الأخذ بالزائد فالزائد
قوله : ( فتلك خمسون ومائة باللسان ) وذلك لأن بعد كل صلاة من الصلوات الخمس ثلاثين تسبيحة وتحميدة وتكبيرة وبعد جميع الخمس الصلوات مائة وخمسين ، وقد صرح بهذا nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في عمل اليوم والليلة من حديث nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص بلفظ { ما يمنع أحدكم أن يسبح دبر كل صلاة عشرا ويكبر عشرا ويحمد عشرا ، فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة } ثم ساق الحديث بنحو حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر
قوله : ( وألف وخمسمائة في الميزان ) وذلك لأن الحسنة بعشرة أمثالها ، فيحصل من تضعيف المائة والخمسين عشر مرات ألف وخمسمائة . قوله : ( وألف بالميزان ) لمثل ما تقدم والحديث يدل على مشروعية التسبيح والتكبير والتحميد بعد الفراغ من الصلاة المكتوبة وتكريره عشر مرات
قال العراقي في شرح الترمذي : كان بعض مشايخنا يقول : إن هذه الأعداد الواردة عقب الصلاة أو غيرها من الأذكار الواردة في الصباح والمساء وغير ذلك إذا ورد لها عدد مخصوص مع ثواب مخصوص فزاد الآتي بها في أعدادها عمدا لا يحصل ذلك الثواب الوارد على الإتيان بالعدد الناقص فلعل لتلك الأعداد حكمة وخاصية تفوت بمجاوزة تلك الأعداد وتعديها ولذلك نهى عن الاعتداء في الدعاء وفيما قاله نظر لأنه قد أتى بالمقدار الذي رتب على الإتيان به ذلك الثواب ، فلا تكون الزيادة عليه مزيلة له بعد الحصول بذلك العدد الوارد
وأما الأذكار التي يعقب كل عدد منها عدد مخصوص من نوع آخر كالتسبيح والتحميد والتكبير عقب الصلوات فقد يقال إن الزيادة في كل عدد زيادة لم يرد بها نص يقطع التتابع بينه وبين ما بعده من الأذكار وربما كان لتلك الأعداد المتوالية حكمة خاصة فينبغي أن لا يزاد فيها على العدد المشروع
قال [ ص: 357 ] العراقي : وهذا محتمل لا تأباه النصوص الواردة في ذلك وفي التعبد بالألفاظ الواردة في الأذكار والأدعية كقوله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=48للبراء : " قل ونبيك الذي أرسلت " انتهى . وهذا مسلم في التعبد بالألفاظ لأن العدول إلى لفظ آخر لا يتحقق معه الامتثال . وأما الزيادة في العدد فالامتثال متحقق لأن المأمور به قد حصل على الصفة التي وقع الأمر بها وكون الزيادة مغيرة له غير معقول . وقيل : إن نوى عند الانتهاء إليه امتثال الأمر الوارد أتى بالزيادة فقد حصل الامتثال ، وإن زاد بغير نية لم يعد ممتثلا
قوله : ( من البخل ) بضم الباء الموحدة وإسكان الخاء معجمة وبفتحها وبضمها وبفتح الباء وإسكان الخاء ضد الكرم ، ذكر معنى ذلك في القاموس ، وقد قيده بعضهم في الحديث بمنع ما يجب إخراجه من المال شرعا أو عادة ، ولا وجه له لأن البخل بما ليس بواجب من غرائز النقص المضادة للكمال ، فالتعوذ منها حسن بلا شك فالأولى تبقية الحديث على عمومه وترك التعرض لتقييده بما لا دليل عليه
قوله : ( والجبن ) بضم الجيم وسكون الباء وتضم : المهابة للأشياء والتأخر عن فعلها ، وإنما تعوذ منه صلى الله عليه وسلم لأنه يؤدي إلى عدم الوفاء بفرض الجهاد والصدع بالحق وإنكار المنكر ويجر إلى الإخلال بكثير من الواجبات . قوله : ( إلى أرذل العمر ) هو البلوغ إلى حد في الهرم يعود معه كالطفل في سخف العقل وقلة الفهم وضعف القوة
قوله : ( من فتنة الدنيا ) هي الاغترار بشهواتها المفضي إلى ترك القيام بالواجبات ، وقد تقدم الكلام على ذلك في شرح حديث التعوذ من الأربع ، لأن فتنة الدنيا هي فتنة المحيا . قوله : ( من عذاب القبر ) قد تقدم شرحه في شرح حديث التعوذ من الأربع أيضا وإنما خص صلى الله عليه وسلم هذه المذكورات بالتعوذ منها لأنها من أعظم الأسباب المؤدية إلى الهلاك باعتبار ما يتسبب عنها من المعاصي المتنوعة
808 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول { nindex.php?page=hadith&LINKID=10223إذا صلى الصبح حين يسلم : اللهم إني أسألك علما نافعا ، ورزقا طيبا ، وعملا متقبلا } . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) . [ ص: 358 ] الحديث أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=16087شبابة عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=17170موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في سننه عن nindex.php?page=showalam&ids=12508أبي بكر بن أبي شيبة بهذا الإسناد ورجاله ثقات لولا جهالة مولى أم سلمة ، وإنما قيد العلم بالنافع والرزق بالطيب والعمل بالمتقبل لأن كل علم لا ينفع فليس من عمل الآخرة وربما كان من ذرائع الشقاوة ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من علم لا ينفع وكل رزق غير طيب موقع في ورطة العقاب وكل عمل غير متقبل إتعاب للنفس في غير طائل . اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ورزق لا يطيب وعمل لا يتقبل
وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { nindex.php?page=hadith&LINKID=11980إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه ، وذلك كل ليلة } فيمكن أن يقيد مطلق جوف الليل المذكور في حديث الباب بساعة من ساعاته كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر . وقد وردت أذكار عقب الصلوات غير ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13028المصنف . منها حديث أبي أمامة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان قال :