قوله تعالى
إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون لما ذكر أهل الشقاء ذكر أنه لم يظلمهم ، وأن تقدير الشقاء عليهم وسلب سمع القلب وبصره ليس ظلما منه ; لأنه تصرف في ملكه بما شاء ، وهو في جميع أفعاله عادل .
ولكن الناس أنفسهم يظلمون بالكفر والمعصية ومخالفة أمر خالقهم . وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " ولكن " مخففا " الناس " رفعا . قال
النحاس : زعم جماعة من النحويين منهم
الفراء أن العرب إذا قالت " ولكن " بالواو آثرت التشديد ، وإذا حذفوا الواو آثرت التخفيف ، واعتل في ذلك فقال : لأنها إذا كانت بغير واو أشبهت بل فخففوها ليكون ما بعدها كما بعد بل ، وإذا
[ ص: 258 ] جاءوا بالواو خالفت بل فشددوها ونصبوا بها ؛ لأنها " إن " زيدت عليها لام وكاف وصيرت حرفا واحدا ; وأنشد :
ولكنني من حبها لعميد
فجاء باللام لأنها " إن " .