قوله تعالى :
والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما .
قوله تعالى :
والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم أي هم مع طاعتهم مشفقون خائفون وجلون من عذاب الله . ابن
عباس : يقولون ذلك في سجودهم وقيامهم .
إن عذابها كان غراما أي لازما دائما غير مفارق . ومنه سمي الغريم لملازمته . ويقال : فلان
[ ص: 70 ] مغرم بكذا أي لازم له مولع به . وهذا معناه في كلام العرب فيما ذكر
ابن الأعرابي وابن عرفة وغيرهما . وقال
الأعشى :
إن يعاقب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالي
وقال
الحسن : قد علموا أن كل غريم يفارق غريمه إلا غريم جهنم . وقال
الزجاج : الغرام أشد العذاب . وقال
ابن زيد : الغرام الشر . وقال
أبو عبيدة : الهلاك . والمعنى واحد . وقال
محمد بن كعب : طالبهم الله تعالى بثمن النعيم في الدنيا فلم يأتوا به ، فأغرمهم ثمنها بإدخالهم النار .
إنها ساءت مستقرا ومقاما أي بئس المستقر وبئس المقام . أي إنهم يقولون ذلك عن علم ، وإذا قالوه عن علم كانوا أعرف بعظم قدر ما يطلبون ، فيكون ذلك أقرب إلى النجح .