(
من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ( 18 )
ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ( 19 ) ) .
يخبر تعالى أنه ما كل من طلب الدنيا وما فيها من النعيم يحصل له ، بل إنما يحصل لمن أراد الله
[ ص: 63 ] ما يشاء .
وهذه مقيدة لإطلاق ما سواها من الآيات فإنه قال : (
عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها ) أي : في الآخرة ) يصلاها ) أي : يدخلها حتى تغمره من جميع جوانبه ) مذموما ) أي : في حال كونه مذموما على سوء تصرفه وصنيعه ؛ إذ اختار الفاني على الباقي ) مدحورا ) : مبعدا مقصيا حقيرا ذليلا مهانا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
حسين ، حدثنا
دويد ، عن
أبي إسحاق ، عن
زرعة ، عن
عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501195الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له " .
وقوله : (
ومن أراد الآخرة ) أي : أراد الدار الآخرة وما فيها من النعيم والسرور (
وسعى لها سعيها ) أي : طلب ذلك من طريقه وهو متابعة الرسول ) وهو مؤمن ) أي : وقلبه مؤمن ، أي : مصدق بالثواب والجزاء (
فأولئك كان سعيهم مشكورا )