(
وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ( 26 )
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ( 27 )
وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ( 28 ) )
لما ذكر تعالى بر الوالدين عطف بذكر الإحسان إلى القرابة وصلة الأرحام كما تقدم في الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501210أمك وأباك ثم أدناك أدناك وفي رواية ثم الأقرب فالأقرب
وفي الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501211من أحب أن يبسط له رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه "
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13863الحافظ أبو بكر البزار حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14392عباد بن يعقوب حدثنا
أبو يحيى التيمي حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16796فضيل بن مرزوق عن
عطية عن
أبي سعيد قال لما نزلت هذه الآية (
وآت ذا القربى حقه )
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501212دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك ثم قال لا نعلم حدث به عن
nindex.php?page=showalam&ids=16796فضيل بن مرزوق إلا
أبو يحيى التيمي وحميد بن حماد بن أبي الخوار [ ص: 69 ]
وهذا الحديث مشكل لو صح إسناده لأن الآية مكية ،
و فدك إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة فكيف يلتئم هذا مع هذا
وقد تقدم الكلام على المساكين وابن السبيل في سورة براءة بما أغنى عن إعادته هاهنا
قوله تعالى ] (
ولا تبذر تبذيرا ) لما أمر بالإنفاق نهى عن الإسراف فيه بل يكون وسطا كما قال في الآية الأخرى (
والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ) [ الفرقان 67 .
ثم قال منفرا عن التبذير والسرف : (
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) أي أشباههم في ذلك
وقال
ابن مسعود التبذير الإنفاق في غير حق وكذا قال
ابن عباس وقال
مجاهد لو أنفق إنسان ماله كله في الحق لم يكن مبذرا ولو أنفق مدا في غير حقه كان تبذيرا
وقال
قتادة التبذير النفقة في معصية الله تعالى وفي غير الحق وفي الفساد
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11920هاشم بن القاسم حدثنا
ليث عن
خالد بن يزيد عن
سعيد بن أبى هلال عن
أنس بن مالك أنه قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501213أتى رجل من بني تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل وولد وحاضرة فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك وتصل أقرباءك وتعرف حق السائل والجار والمسكين " . فقال يا رسول الله أقلل لي فقال : ( وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا ) فقال : : حسبي يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله وإلى رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها فلك أجرها وإثمها على من بدلها "
وقوله تعالى ] (
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) أي في التبذير والسفه وترك طاعة الله وارتكاب معصيته ولهذا قال : (
وكان الشيطان لربه كفورا ) أي جحودا لأنه أنكر نعمة الله عليه ولم يعمل بطاعته بل أقبل على معصيته ومخالفته
وقوله تعالى ] (
وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ) أي وإذا سألك أقاربك ومن أمرنا بإعطائهم وليس عندك شيء وأعرضت عنهم لفقد النفقة (
فقل لهم قولا ميسورا ) أي عدهم وعدا بسهولة ولين : إذا جاء رزق الله فسنصلكم إن شاء الله هكذا فسر قوله (
فقل لهم قولا ميسورا ) بالوعد
مجاهد وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وغير واحد