[ ص: 302 ] (
وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون ( 72 )
فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ( 73 ) )
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : (
فادارأتم ) اختلفتم . وهكذا قال
مجاهد فيما رواه
ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن
أبي حذيفة ، عن
شبل عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، أنه قال في قوله تعالى : (
وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ) اختلفتم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16566عطاء الخراساني ،
والضحاك : اختصمتم فيها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج (
وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ) قال : قال بعضهم أنتم قتلتموه .
وقال آخرون : بل أنتم قتلتموه . وكذا قال
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم .
(
والله مخرج ما كنتم تكتمون ) قال
مجاهد : ما تغيبون . وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
عمرو بن مسلم البصري ، حدثنا
محمد بن الطفيل العبدي ، حدثنا
صدقة بن رستم ، سمعت
المسيب بن رافع يقول : ما عمل رجل حسنة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله ، وما عمل رجل سيئة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله ، وتصديق ذلك في كلام الله : ( والله مخرج ما كنتم تكتمون فقلنا اضربوه ببعضها ) هذا البعض أي شيء كان من أعضاء هذه البقرة فالمعجزة حاصلة به .
وخرق العادة به كائن ، وقد كان معينا في نفس الأمر ، فلو كان في تعيينه لنا فائدة تعود علينا في أمر الدين أو الدنيا لبينه الله تعالى لنا ، ولكن أبهمه ، ولم يجئ من طريق صحيح عن معصوم بيانه فنحن نبهمه كما أبهمه الله .
ولهذا قال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أحمد بن سنان ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16577عفان بن مسلم ، حدثنا
عبد الواحد بن زياد حدثنا
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس ، قال : إن أصحاب بقرة
بني إسرائيل طلبوها أربعين سنة حتى وجدوها عند رجل في بقر له ، وكانت بقرة تعجبه ، قال : فجعلوا يعطونه بها فيأبى ، حتى أعطوه ملء مسكها دنانير ، فذبحوها ، فضربوه يعني القتيل بعضو منها ، فقام تشخب أوداجه دما [ فسألوه ] فقالوا له : من قتلك ؟ قال : قتلني فلان .
وكذا قال
الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم : إنه ضرب ببعضها .
وفي رواية عن
ابن عباس : إنهم ضربوه بالعظم الذي يلي الغضروف .
وقال
عبد الرزاق : أنبأنا
معمر ، قال : قال
أيوب ، عن
ابن سيرين ، عن
عبيدة : ضربوا القتيل ببعض لحمها . وقال
معمر : قال
قتادة : فضربوه بلحم فخذها فعاش ، فقال : قتلني فلان .
وقال
أبو أسامة ، عن
النضر بن عربي ، عن
عكرمة : (
فقلنا اضربوه ببعضها ) [ قال ] فضرب
[ ص: 303 ] بفخذها فقام ، فقال : قتلني فلان .
قال
ابن أبي حاتم : وروي عن
مجاهد ،
وقتادة ، نحو ذلك .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : فضربوه بالبضعة التي بين الكتفين فعاش ، فسألوه ، فقال : قتلني ابن أخي .
وقال
أبو العالية : أمرهم
موسى ، عليه السلام ، أن يأخذوا عظما من عظامها ، فيضربوا به القتيل ، ففعلوا ، فرجع إليه روحه ، فسمى لهم قاتله ثم عاد ميتا كما كان .
وقال
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : فضربوه ببعض آرابها [ وقيل : بلسانها ، وقيل : بعجب ذنبها ] .
وقوله : (
كذلك يحيي الله الموتى ) أي : فضربوه فحيي . ونبه تعالى على قدرته وإحيائه الموتى بما شاهدوه من أمر القتيل : جعل تبارك وتعالى ذلك الصنع حجة لهم على المعاد ، وفاصلا ما كان بينهم من الخصومة والفساد ، والله تعالى قد ذكر في هذه السورة ما خلقه في إحياء الموتى ، في خمسة مواضع : (
ثم بعثناكم من بعد موتكم ) [ البقرة : 56 ] . وهذه القصة ، وقصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ، وقصة الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ، وقصة
إبراهيم والطيور الأربعة .
ونبه تعالى بإحياء الأرض بعد موتها على
إعادة الأجسام بعد صيرورتها رميما ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي : حدثنا
شعبة ، أخبرني
يعلى بن عطاء ، قال : سمعت
وكيع بن عدس ، يحدث عن
أبي رزين العقيلي ، قال : قلت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820269يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى ؟ قال : " أما مررت بواد ممحل ، ثم مررت به خضرا ؟ " قال : بلى . قال : " كذلك النشور " . أو قال : " كذلك يحيي الله الموتى " . وشاهد هذا قوله تعالى : (
وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون ) [ يس : 35 ] .
مسألة : استدل لمذهب
مالك في كون
قول الجريح : فلان قتلني لوثا بهذه القصة ; لأن القتيل لما حيي سئل عمن قتله فقال : قتلني فلان ، فكان ذلك مقبولا منه ; لأنه لا يخبر حينئذ إلا بالحق ، ولا يتهم والحالة هذه ، ورجحوا ذلك بحديث
أنس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824327أن يهوديا قتل جارية على أوضاح لها ، فرضخ رأسها بين حجرين فقيل : من فعل بك هذا ؟ أفلان ؟ أفلان ؟ حتى ذكر اليهودي ، فأومأت برأسها ، فأخذ اليهودي ، فلم يزل به حتى اعترف ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد رأسه بين حجرين وعند
مالك : إذا كان لوثا حلف أولياء القتيل قسامة ، وخالف الجمهور في ذلك ولم يجعلوا قول القتيل في
[ ص: 304 ] ذلك لوثا .