(
نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ( 47 )
انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ( 48 ) ) .
يخبر تعالى نبيه صلوات الله وسلامه ] عليه بما تناجى به رؤساء كفار قريش حين جاءوا يستمعون قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم سرا من قومهم بما قالوا من أنه رجل مسحور ، من السحر على المشهور أو من السحر وهو الرئة أي إن تتبعون إن اتبعتم
محمدا - (
إلا بشرا ) يأكل [ ويشرب ، كما قال الشاعر :
فإن تسألينا فيم نحن فإننا عصافير من هذا الأنام المسحر
وقال الراجز
ونسحر بالطعام وبالشراب
أي : نغذى وقد صوب هذا القول
ابن جرير وفيه نظر لأنهم إنما أرادوا هاهنا أنه مسحور له رئى يأتيه بما استمعوه من الكلام الذي يتلوه ومنهم من قال شاعر ومنهم من قال كاهن ومنهم من قال مجنون ومنهم من قال ساحر ولهذا قال تعالى : (
انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ) أي فلا يهتدون إلى الحق ولا يجدون إليه مخلصا
قال
محمد بن إسحاق في السيرة : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم بن شهاب الزهري أنه حدث أن
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي حليف ابن زهرة خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالليل في بيته فأخذ كل واحد
[ ص: 84 ] منهم مجلسا يستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا حتى إذا جمعتهم الطريق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض لا تعودوا فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا حتى إذا جمعتهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قال أول مرة ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا
فلما أصبح
الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج حتى أتى
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبا سفيان بن حرب في بيته فقال أخبرني يا
أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من
محمد قال : يا
أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها قال
الأخنس وأنا والذي حلفت به . قال ثم خرج من عنده حتى أتى
أبا جهل فدخل عليه بيته فقال يا
أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من
محمد قال ماذا سمعت تنازعنا نحن
وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذه والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه قال فقام عنه
الأخنس وتركه .