(
وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ( 60 ) ) .
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم محرضا له على إبلاغ رسالته ومخبرا له بأنه قد عصمه من الناس فإنه القادر عليهم وهم في قبضته وتحت قهره وغلبته
قال
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة بن الزبير والحسن وقتادة وغيرهم في قوله : (
وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس )
[ ص: 92 ] أي عصمك منهم
وقوله : (
وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري حدثنا
علي بن عبد الله حدثنا
سفيان عن
عمرو عن
عكرمة عن
ابن عباس (
وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) قال هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به (
والشجرة الملعونة في القرآن ) شجرة الزقوم .
وكذا رواه
أحمد وعبد الرزاق وغيرهما ، عن
سفيان بن عيينة به ، وكذا رواه
العوفي عن
ابن عباس وهكذا فسر ذلك بليلة الإسراء
مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير والحسن ومسروق وإبراهيم وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=16327وعبد الرحمن بن زيد وغير واحد وقد تقدمت أحاديث الإسراء في أول السورة مستقصاة ولله الحمد والمنة وتقدم أن ناسا رجعوا عن دينهم بعدما كانوا على الحق لأنه لم تحمل قلوبهم وعقولهم ذلك فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه وجعل الله ذلك ثباتا ويقينا لآخرين ولهذا قال : (
إلا فتنة ) أي اختبارا وامتحانا وأما الشجرة الملعونة فهي شجرة الزقوم كما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار ورأى شجرة الزقوم فكذبوا بذلك حتى قال
أبو جهل لعنه الله [ بقوله هاتوا لنا تمرا وزبدا وجعل يأكل هذا بهذا ويقول تزقموا فلا نعلم الزقوم غير هذا
حكى ذلك
ابن عباس ومسروق وأبو مالك والحسن البصري وغير واحد وكل من قال إنها ليلة الإسراء فسره كذلك بشجرة الزقوم
وقد قيل المراد بالشجرة الملعونة بنو أمية وهو غريب ضعيف
قال
ابن جرير حدثت عن
محمد بن الحسن بن زبالة حدثنا
عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد حدثني أبي عن جدي قال
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القرود فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات قال وأنزل الله في ذلك ) وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) الآية .
وهذا السند ضعيف جدا فإن
محمد بن الحسن بن زبالة متروك وشيخه أيضا ضعيف بالكلية ولهذا اختار
ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء وأن
الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم ، قال لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك أي في الرؤيا والشجرة
وقوله : (
ونخوفهم ) أي الكفار بالوعيد والعذاب والنكال (
فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) أي تماديا فيما هم فيه من الكفر والضلال وذلك من خذلان الله لهم