[ ص: 492 ] ( قل رب إما تريني ما يوعدون ( 93 )
رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ( 94 )
وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ( 95 )
ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون ( 96 )
وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ( 97 )
وأعوذ بك رب أن يحضرون ( 98 ) ) .
يقول تعالى آمرا [ نبيه
محمدا صلى الله عليه وسلم ] أن يدعو هذا الدعاء عند حلول النقم : (
رب إما تريني ما يوعدون ) أي : إن عاقبتهم وإني شاهد ذلك فلا تجعلني فيهم ، كما جاء في الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وصححه : " وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون " .
وقوله : (
وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ) أي : لو شئنا لأريناك ما نحل بهم من النقم والبلاء والمحن .
ثم قال مرشدا له إلى الترياق النافع في مخالطة الناس ، وهو الإحسان إلى من يسيء ، ليستجلب خاطره ، فتعود عداوته صداقة وبغضه محبة ، فقال :
( ادفع بالتي هي أحسن السيئة ) ، وهذا كما قال في الآية الأخرى : (
ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) [ فصلت : 34 ، 35 ] : أي ما يلهم هذه الوصية أو الخصلة أو الصفة (
إلا الذين صبروا ) أي : على أذى الناس ، فعاملوهم بالجميل مع إسدائهم إليهم القبيح ، (
وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) أي : في الدنيا والآخرة .
وقوله : (
وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ) : أمره أن يستعيذ من الشياطين ، لأنهم لا تنفع معهم الحيل ، ولا ينقادون بالمعروف .
وقد قدمنا عند الاستعاذة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822170 " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، من همزه ونفخه ونفثه " .
وقوله : (
وأعوذ بك رب أن يحضرون ) أي : في شيء من أمري; ولهذا أمر بذكر الله في ابتداء الأمور وذلك مطردة للشياطين عند الأكل والجماع والذبح ، وغير ذلك من الأمور; ولهذا روى
أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822171 " اللهم إني أعوذ بك من الهرم ، وأعوذ بك من الهدم ومن الغرق ، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
يزيد ، أخبرنا
محمد بن إسحاق ، عن
عمرو بن شعيب ، عن أبيه ،
[ ص: 493 ] عن جده قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822172كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات يقولهن عند النوم ، من الفزع : " بسم الله ، أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون " قال : فكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه ، ومن كان منهم صغيرا لا يعقل أن يحفظها ، كتبها له ، فعلقها في عنقه .
ورواه
أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، من حديث
محمد بن إسحاق ، وقال
الترمذي : حسن غريب .