[ ص: 249 ] (
وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون ( 60 )
أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين ( 61 ) ) .
يقول تعالى مخبرا عن حقارة الدنيا ، وما فيها من الزينة الدنيئة والزهرة الفانية بالنسبة إلى ما أعده الله لعباده الصالحين في الدار الآخرة من النعيم العظيم المقيم ، كما قال : (
ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) [ النحل : 96 ] ، وقال : (
وما عند الله خير للأبرار ) [ آل عمران : 198 ] ، وقال : (
وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع ) [ الرعد : 26 ] ، وقال : (
بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) [ الأعلى : 16 ، 17 ] ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826823 " والله ما الدنيا في الآخرة ، إلا كما يغمس أحدكم إصبعه في اليم ، فلينظر ماذا يرجع إليه " .
[ وقوله ] : (
أفلا يعقلون ) أي : أفلا يعقل من يقدم الدنيا على الآخرة؟ .
وقوله : (
أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) : يقول : أفمن هو مؤمن مصدق بما وعده الله على صالح أعماله من الثواب الذي هو صائر إليه لا محالة ، كمن هو كافر مكذب بلقاء الله ووعده ووعيده ، فهو ممتع في الحياة الدنيا أياما قلائل ، (
ثم هو يوم القيامة من المحضرين ) قال
مجاهد ،
وقتادة : من المعذبين .
ثم قد قيل : إنها نزلت في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي
أبي جهل . وقيل : في
حمزة وعلي وأبي جهل ، وكلاهما عن
مجاهد . والظاهر أنها عامة ، وهذا كقوله تعالى إخبارا عن ذلك المؤمن حين أشرف على صاحبه ، وهو في الدرجات وذاك في الدركات : (
ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ) [ الصافات : 57 ] ، وقال تعالى : (
ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ) [ الصافات : 158 ] .