[ ص: 328 ] (
ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون ( 55 )
وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون ( 56 )
فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون ( 57 ) )
يخبر تعالى عن جهل الكفار في الدنيا والآخرة ، ففي الدنيا فعلوا ما فعلوا من عبادة الأوثان ، وفي الآخرة يكون منهم جهل عظيم أيضا ، فمنه إقسامهم بالله أنهم ما لبثوا في الدنيا إلا ساعة واحدة ، ومقصودهم هم بذلك عدم قيام الحجة عليهم ، وأنهم لم ينظروا حتى يعذر إليهم . قال الله تعالى : (
كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث ) أي : فيرد عليهم المؤمنون العلماء في الآخرة ، كما أقاموا عليهم حجة الله في الدنيا ، فيقولون لهم حين يحلفون ما لبثوا غير ساعة : (
لقد لبثتم في كتاب الله ) أي : في كتاب الأعمال ، (
إلى يوم البعث ) أي : من يوم خلقتم إلى أن بعثتم ، (
ولكنكم كنتم لا تعلمون ) .
قال الله تعالى : ( فيومئذ ) أي : يوم القيامة ، (
لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ) أي : [ لا ينفعهم ] اعتذارهم عما فعلوا ، (
ولا هم يستعتبون ) أي : ولا هم يرجعون إلى الدنيا ، كما قال تعالى : (
وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين ) [ فصلت : 24 ] .