يقول تعالى مخبرا عمن أسلم وجهه لله ، أي : أخلص له العمل وانقاد لأمره واتبع شرعه; ولهذا قال : ( وهو محسن ) أي : في عمله ، باتباع ما به أمر ، وترك ما عنه زجر ، ( فقد استمسك بالعروة الوثقى ) أي : فقد أخذ موثقا من الله متينا أنه لا يعذبه ، ( وإلى الله عاقبة الأمور ومن كفر فلا يحزنك كفره ) أي : لا تحزن يا محمد عليهم في كفرهم بالله وبما جئت به; فإن قدر الله نافذ فيهم ، وإلى الله مرجعهم فينبئهم بما عملوا ، أي : فيجزيهم عليه ، ( إن الله عليم بذات الصدور ) ، فلا تخفى عليه خافية .