(
إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ( 15 )
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ( 16 )
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ( 17 ) ) .
[ ص: 363 ] يقول تعالى : (
إنما يؤمن بآياتنا ) أي : إنما يصدق بها (
الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا ) أي : استمعوا لها وأطاعوها قولا وفعلا (
وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ) [ أي ] عن اتباعها والانقياد لها ، كما يفعله الجهلة من الكفرة الفجرة ، [ وقد ] قال الله تعالى : (
إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) [ غافر : 60 ] .
ثم قال [ تعالى : (
تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) يعني بذلك قيام الليل ، وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة . قال
مجاهد والحسن في قوله تعالى ] : (
تتجافى جنوبهم ) يعني بذلك قيام الليل .
وعن
أنس ، وعكرمة ، nindex.php?page=showalam&ids=16920ومحمد بن المنكدر ،
وأبي حازم ،
وقتادة : هو الصلاة بين العشاءين . وعن
أنس أيضا : هو انتظار صلاة العتمة . رواه
ابن جرير بإسناد جيد .
وقال
الضحاك : هو صلاة العشاء في جماعة ، وصلاة الغداة في جماعة .
(
يدعون ربهم خوفا وطمعا ) أي : خوفا من وبال عقابه ، وطمعا في جزيل ثوابه ، (
ومما رزقناهم ينفقون ) ، فيجمعون بين فعل القربات اللازمة والمتعدية ، ومقدم هؤلاء وسيدهم وفخرهم في الدنيا والآخرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما قال
عبد الله بن رواحة ، رضي الله عنه :
وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا انشق معروف من الصبح ساطع [ أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا
به موقنات أن ما قال واقع ] يبيت يجافي جنبه عن فراشه
إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
روح وعفان قالا حدثنا
حماد بن سلمة ، أخبرنا
عطاء بن السائب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17058مرة الهمداني ، عن
ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822456 " عجب ربنا من رجلين : رجل ثار من وطائه ولحافه ، ومن بين أهله وحيه إلى صلاته ، [ فيقول ربنا : أيا ملائكتي ، انظروا إلى عبدي ، ثار من فراشه ووطائه ، ومن بين حيه وأهله إلى صلاته ] رغبة فيما عندي ، وشفقة مما عندي . ورجل غزا في سبيل الله ، عز وجل ، فانهزموا ، فعلم ما عليه من الفرار ، وما له في [ ص: 364 ] الرجوع ، فرجع حتى أهريق دمه ، رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي . فيقول الله ، عز وجل للملائكة : انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي ، ورهبة مما عندي ، حتى أهريق دمه " .
وهكذا رواه
أبو داود في " الجهاد " ، عن
موسى بن إسماعيل ، عن
حماد بن سلمة ، به بنحوه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرزاق ، أخبرنا
معمر ، عن
عاصم بن أبي النجود ، عن
أبي وائل ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=822457عن معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأصبحت يوما قريبا منه ، ونحن نسير ، فقلت : يا نبي الله ، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار . قال : " لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت " . ثم قال : " ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة ، وصلاة الرجل في جوف الليل " . ثم قرأ : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) ، حتى بلغ ) يعملون ) . ثم قال : " ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ " فقلت : بلى ، يا رسول الله . فقال : " رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله " . ثم قال : " ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ " فقلت : بلى ، يا نبي الله . فأخذ بلسانه ثم قال : " كف عليك هذا " . فقلت : يا رسول الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به . فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال : على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم " .
رواه
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في سننهم ، من طرق عن
معمر ، به . وقال
الترمذي : حسن صحيح . ورواه
ابن جرير من حديث
شعبة ، عن
الحكم قال : سمعت
عروة بن النزال يحدث عن
معاذ بن جبل ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822458 " ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تكفر الخطيئة ، وقيام العبد في جوف الليل " ، وتلا هذه الآية : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) .
ورواه أيضا من حديث
الثوري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور بن المعتمر ، عن
الحكم ، عن
ميمون بن أبي شبيب ، عن
معاذ ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ، ومن حديث
الأعمش ، عن
حبيب بن أبي ثابت ،
والحكم عن
ميمون بن أبي شبيب ، عن
معاذ مرفوعا بنحوه . ومن حديث
حماد بن سلمة ، عن
عاصم بن أبي النجود ، عن
شهر ، عن
معاذ بن جبل ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=822459عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في قوله تعالى : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) [ ص: 365 ] قال : " قيام العبد من الليل " .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12260أحمد بن سنان الواسطي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، حدثنا
فطر بن خليفة ، عن
حبيب بن أبي ثابت ،
والحكم ، وحكيم بن جبير ، عن
ميمون بن أبي شبيب ، عن
معاذ بن جبل قال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة
تبوك فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822460 " إن شئت أنبأتك بأبواب الخير : الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة ، وقيام الرجل في جوف الليل " ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) .
ثم قال : حدثنا أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد ، حدثنا
علي بن مسهر ، عن
عبد الرحمن بن إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ، جاء مناد فنادى بصوت يسمع الخلائق : سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم . ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانت ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) الآية ، فيقومون وهم قليل " .
وقال
البزار : حدثنا
عبد الله بن شبيب ، حدثنا
الوليد بن عطاء بن الأغر ، حدثنا
عبد الحميد بن سليمان ، حدثني
مصعب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : قال
بلال لما نزلت هذه الآية : (
تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) [ الآية ] ، كنا نجلس في المجلس ، وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون بعد المغرب إلى العشاء ، فنزلت هذه الآية : (
تتجافى جنوبهم عن المضاجع ) .
ثم قال : لا نعلم روى
أسلم عن
بلال سواه ، وليس له طريق عن
بلال غير هذه الطريق .
وقوله : (
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) أي : فلا يعلم أحد عظمة ما أخفى الله لهم في الجنات من النعيم المقيم ، واللذات التي لم يطلع على مثلها أحد ، لما أخفوا أعمالهم أخفى الله لهم من الثواب ، جزاء وفاقا; فإن الجزاء من جنس العمل .
قال الحسن [ البصري ] : أخفى قوم عملهم فأخفى الله لهم ما لم تر عين ، ولم يخطر على قلب بشر . رواه ابن أبي حاتم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قوله : (
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) الآية : حدثنا علي بن
[ ص: 366 ] عبد الله ، حدثنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822461 " قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " . قال أبو هريرة : فاقرءوا إن شئتم : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) .
قال : وحدثنا
سفيان ، حدثنا
أبو الزناد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال الله مثله . قيل
لسفيان : رواية ؟ قال : فأي شيء ؟ .
ورواه
مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي من حديث
سفيان بن عيينة ، به . وقال
الترمذي : حسن صحيح .
ثم قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
إسحاق بن نصر ، حدثنا
أبو أسامة ، عن
الأعمش ، حدثنا
أبو صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822462 " يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ذخرا من بله ما أطلعتم عليه " ، ثم قرأ : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) .
قال
أبو معاوية ، عن
الأعمش ، عن
أبي صالح ، قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : " قرات أعين " . انفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من هذا الوجه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عبد الرزاق ، حدثنا
معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822463 " إن الله تعالى قال : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " .
أخرجاه في الصحيحين من رواية
عبد الرزاق . ورواه
الترمذي في التفسير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ، من حديث
عبد الرحيم بن سليمان ، عن
محمد بن عمرو ، عن
أبي سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله . ثم قال
الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
وقال
حماد بن سلمة ، عن
ثابت ، عن
أبي رافع ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال
حماد : أحسبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822464 " من يدخل الجنة ينعم لا يبأس ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " .
[ ص: 367 ] رواه
مسلم من حديث
حماد بن سلمة به .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
هارون ، حدثنا
ابن وهب ، حدثني
أبو صخر ، أن
أبا حازم حدثه قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي ، رضي الله عنه ، يقول : شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة ، حتى انتهى ، ثم قال في آخر حديثه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822465 " فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " ، ثم قرأ هذه الآية : (
تتجافى جنوبهم عن المضاجع [ يدعون ربهم خوفا وطمعا ] ) ، إلى قوله : ( يعملون ) .
وأخرجه
مسلم في صحيحه عن
هارون بن معروف ،
وهارون بن سعيد ، كلاهما عن
ابن وهب ، به .
وقال
ابن جرير : حدثني
العباس بن أبي طالب ، حدثنا
معلى بن أسد ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16012سلام بن أبي مطيع ، عن
قتادة ، عن
عقبة بن عبد الغافر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يروي عن ربه ، عز وجل ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822463 " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " . لم يخرجوه .
وقال
مسلم أيضا في صحيحه : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14771ابن أبي عمر وغيره ، حدثنا
سفيان ، حدثنا
مطرف بن طريف وعبد الملك بن سعيد ، سمعا
الشعبي يخبر عن
المغيرة بن شعبة قال : سمعته على المنبر - يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822466 " سأل موسى ، عليه السلام ربه عز وجل : ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال : هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة . فيقول : أي رب ، كيف وقد نزل الناس منازلهم ، وأخذوا أخذاتهم ؟ فيقال له : أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول : رضيت رب . فيقول : لك ذلك ، ومثله ، ومثله ، ومثله ، ومثله ، فقال في الخامسة : رضيت رب . فيقول : هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك . فيقول : رضيت رب . قال : رب ، فأعلاهم منزلة ؟ قال : أولئك الذين أردت ، غرست كرامتهم بيدي ، وختمت عليها ، فلم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب بشر " ، قال : ومصداقه من كتاب الله : (
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) .
ورواه
الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14771ابن أبي عمر ، وقال : حسن صحيح ، قال : ورواه بعضهم عن
الشعبي ، عن
المغيرة ولم يرفعه ، والمرفوع أصح .
[ ص: 368 ] قال
ابن أبي حاتم : حدثنا
جعفر بن منير المدائني ، حدثنا
أبو بدر شجاع بن الوليد ، حدثنا
زياد بن خيثمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16933محمد بن جحادة ، عن
عامر بن عبد الواحد قال : بلغني أن الرجل من أهل الجنة يمكث في مكانه سبعين سنة ، ثم يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه ، فتقول له : قد أنى لك أن يكون لنا منك نصيب ؟ فيقول : من أنت ؟ فتقول : أنا من المزيد . فيمكث معها سبعين سنة ، ثم يلتفت فإذا هو بامرأة أحسن مما كان فيه ، فتقول له : قد أنى لك أن يكون لنا منك نصيب ، فيقول : من أنت ؟ فتقول : أنا التي قال الله : (
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) .
وقال
ابن لهيعة : حدثني
عطاء بن دينار ، عن
سعيد بن جبير قال : تدخل عليهم الملائكة في مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات ، معهم التحف من الله من جنات عدن ما ليس في جناتهم ، وذلك قوله : (
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) ، ويخبرون أن الله عنهم راض .
وقال
ابن جرير : حدثنا
سهل بن موسى الرازي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو ، عن
أبي اليمان الهوزني - أو غيره - قال : الجنة مائة درجة ، أولها درجة فضة وأرضها فضة ، ومساكنها فضة ، [ وآنيتها فضة ] وترابها المسك . والثانية ذهب ، وأرضها ذهب ، ومساكنها ذهب ، وآنيتها ذهب ، وترابها المسك . والثالثة لؤلؤ ، وأرضها لؤلؤ ، ومساكنها اللؤلؤ ، وآنيتها اللؤلؤ ، وترابها المسك . وسبع وتسعون بعد ذلك ، ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر . ثم تلا هذه الآية : (
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )
وقال
ابن جرير : حدثني
يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا
معتمر بن سليمان ، عن
الحكم بن أبان ، عن
الغطريف ، عن
جابر بن زيد ، عن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، عن
الروح الأمين قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825894 " يؤتى بحسنات العبد وسيئاته ، ينقص بعضها من بعض ، فإن بقيت حسنة [ واحدة ] وسع الله له في الجنة " ، قال : فدخلت على " يزداد " فحدث بمثل هذا الحديث ، قال : فقلت : فأين ذهبت الحسنة ؟ قال : (
أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ) [ الأحقاف : 16 ] . قلت : قوله تعالى : (
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) ، قال : العبد يعمل سرا أسره إلى الله ، لم يعلم به الناس ، فأسر الله له يوم القيامة قرة أعين .