[ ص: 408 ] (
يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ( 30 )
ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما ( 31 ) )
يقول تعالى واعظا نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، اللاتي اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ، واستقر أمرهن تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخبرهن بحكمهن [ وتخصيصهن ] دون سائر النساء ، بأن من يأت منهن بفاحشة مبينة - قال
ابن عباس : وهي النشوز وسوء الخلق وعلى كل تقدير فهو شرط ، والشرط لا يقتضي الوقوع كقوله تعالى : (
ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ) [ الزمر : 65 ] ، وكقوله : (
ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ) [ الأنعام : 88 ] ، (
قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) [ الزخرف : 81 ] ، (
لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار ) [ الزمر : 4 ] ، فلما كانت محلتهن رفيعة ، ناسب أن يجعل الذنب لو وقع منهن مغلظا ، صيانة لجنابهن وحجابهن الرفيع; ولهذا قال : (
من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين )
قال
مالك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : (
يضاعف لها العذاب ضعفين ) قال : في الدنيا والآخرة
وعن
ابن أبي نجيح [ عن
مجاهد ] مثله
(
وكان ذلك على الله يسيرا ) أي : سهلا هينا
ثم ذكر عدله وفضله في قوله : (
ومن يقنت منكن لله ورسوله ) أي : يطع الله ورسوله ويستجب (
نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما ) أي : في الجنة ، فإنهن في منازل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في أعلى عليين ، فوق منازل جميع الخلائق ، في الوسيلة التي هي أقرب منازل الجنة إلى العرش