(
يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ( 32 )
وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 33 )
واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا ( 34 ) )
هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ونساء الأمة تبع لهن في ذلك ، فقال مخاطبا لنساء النبي [ صلى الله عليه وسلم ] بأنهن إذا اتقين الله كما أمرهن ، فإنه لا يشبههن أحد من النساء ، ولا يلحقهن في الفضيلة
[ ص: 409 ] والمنزلة ، ثم قال : (
فلا تخضعن بالقول )
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي وغيره : يعني بذلك ترقيق الكلام إذا خاطبن الرجال; ولهذا قال : (
فيطمع الذي في قلبه مرض ) أي : دغل ، (
وقلن قولا معروفا ) : قال
ابن زيد : قولا حسنا جميلا معروفا في الخير
ومعنى هذا : أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم ، أي :
لا تخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها
وقوله : (
وقرن في بيوتكن ) أي : الزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة ومن الحوائج الشرعية الصلاة في المسجد بشرطه ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822522 " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، وليخرجن وهن تفلات " وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822261 " وبيوتهن خير لهن "
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13863الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا
حميد بن مسعدة حدثنا
أبو رجاء الكلبي ،
روح بن المسيب ثقة ، حدثنا
ثابت البناني عن
أنس ، رضي الله عنه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825904جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : يا رسول الله ، ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله تعالى ، فما لنا عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قعد - أو كلمة نحوها - منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله "
ثم قال : لا نعلم رواه عن
ثابت إلا
روح بن المسيب ، وهو رجل من أهل
البصرة مشهور
وقال
البزار أيضا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، حدثنا
عمرو بن عاصم ، حدثنا
همام ، عن
قتادة ، عن
مورق ، عن
أبي الأحوص ، عن
عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825905 " إن المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان ، وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها "
ورواه
الترمذي ، عن
بندار ، عن
عمرو بن عاصم ، به نحوه
وروى
البزار بإسناده المتقدم ،
وأبو داود أيضا ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822523 " صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها ، وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها " وهذا إسناد جيد
[ ص: 410 ] وقوله تعالى : (
ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) قال
مجاهد : كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال ، فذلك تبرج الجاهلية
وقال
قتادة : (
ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) يقول : إذا خرجتن من بيوتكن - وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج - فنهى الله عن ذلك
وقال
مقاتل بن حيان : (
ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) والتبرج : أنها تلقي الخمار على رأسها ، ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ، ويبدو ذلك كله منها ، وذلك التبرج ، ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج وقال
ابن جرير : حدثني
ابن زهير ، حدثنا
موسى بن إسماعيل ، حدثنا
داود - يعني ابن أبي الفرات - حدثنا
علي بن أحمر ، عن
عكرمة عن
ابن عباس قال : تلا هذه الآية : (
ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) قال : كانت فيما بين
نوح وإدريس ، وكانت ألف سنة ، وإن بطنين من ولد
آدم كان أحدهما يسكن السهل ، والآخر يسكن الجبل وكان رجال الجبل صباحا وفي النساء دمامة وكان نساء السهل صباحا وفي الرجال دمامة ، وإن إبليس أتى رجلا من أهل السهل في صورة غلام ، فآجر نفسه منه ، فكان يخدمه واتخذ إبليس شيئا مثل الذي يزمر فيه الرعاء ، فجاء فيه بصوت لم يسمع الناس مثله ، فبلغ ذلك من حوله ، فانتابوهم يسمعون إليه ، واتخذوا عيدا يجتمعون إليه في السنة ، فيتبرج النساء للرجال قال : ويتزين الرجال لهن ، وإن رجلا من أهل الجبل هجم عليهم في عيدهم ذلك ، فرأى النساء وصباحتهن ، فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك ، فتحولوا إليهن ، فنزلوا معهن وظهرت الفاحشة فيهن ، فهو قوله تعالى : (
ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى )
وقوله : (
وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله ) ، نهاهن أولا عن الشر ثم أمرهن بالخير ، من إقامة الصلاة - وهي : عبادة الله ، وحده لا شريك له - وإيتاء الزكاة ، وهي : الإحسان إلى المخلوقين ، (
وأطعن الله ورسوله ) ، وهذا من باب عطف العام على الخاص وقوله : (
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) : وهذا نص في دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في أهل البيت هاهنا; لأنهن سبب نزول هذه الآية ، وسبب النزول داخل فيه قولا واحدا ، إما وحده على قول أو مع غيره على الصحيح
وروى
ابن جرير : عن
عكرمة أنه كان ينادي في السوق : (
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، وهكذا روى
ابن أبي حاتم قال :
حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16610علي بن حرب الموصلي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن الحباب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15719حسين بن واقد ، عن
يزيد النحوي ، عن
عكرمة عن
ابن عباس في قوله : (
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ) قال : نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة
[ ص: 411 ] وقال
عكرمة : من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
فإن كان المراد أنهن كن سبب النزول دون غيرهن فصحيح ، وإن أريد أنهن المراد فقط دون غيرهن ، ففي هذا نظر; فإنه قد وردت أحاديث تدل على أن المراد أعم من ذلك :
الحديث الأول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عفان ، حدثنا
حماد ، أخبرنا
علي بن زيد ، عن
أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822524إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : " الصلاة يا أهل البيت ، ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
ورواه
الترمذي ، عن
عبد بن حميد ، عن
عفان به وقال : حسن غريب
حديث آخر : قال
ابن جرير : حدثنا
ابن وكيع ، حدثنا
أبو نعيم ، حدثنا
يونس بن أبي إسحاق ، أخبرني
أبو داود ، عن
أبي الحمراء قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822525رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ] إذا طلع الفجر ، جاء إلى باب علي وفاطمة فقال : " الصلاة الصلاة ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) أبو داود الأعمى هو :
نفيع بن الحارث ، كذاب
حديث آخر : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد أيضا : حدثنا
محمد بن مصعب ، حدثنا
الأوزاعي ، حدثنا
شداد أبو عمار قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822526دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم ، فذكروا عليا ، رضي الله عنه ، فلما قاموا قال لي : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله الله عليه وسلم ؟ قلت : بلى قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت : توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه علي وحسن وحسين ، آخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل ، فأدنى عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف عليهم ثوبه - أو قال : كساءه - ثم تلا هذه الآية : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق " ، وقد رواه
أبو جعفر بن جرير عن
عبد الكريم بن أبي عمير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن
أبي عمرو الأوزاعي بسنده نحوه - زاد في آخره : قال
واثلة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822527فقلت : وأنا يا رسول الله - صلى الله عليك - من أهلك ؟ قال : " وأنت من أهلي " قال واثلة : إنها من أرجى ما أرتجي
ثم رواه أيضا عن
عبد الأعلى بن واصل ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12180الفضل بن دكين ، عن
عبد السلام بن حرب ، عن
كلثوم المحاربي ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=825906عن شداد أبي عمار قال : إني لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا عليا [ ص: 412 ] فشتموه ، فلما قاموا قال : اجلس حتى أخبرك عن الذي شتموه ، إني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء علي وفاطمة وحسن وحسين فألقى صلى الله عليه وسلم عليهم كساء له ، ثم قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قلت : يا رسول الله ، وأنا ؟ قال : " وأنت " قال : فوالله إنها لأوثق عملي عندي
حديث آخر : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16421عبد الله بن نمير ، حدثنا
عبد الملك بن أبي سليمان ، عن
عطاء بن أبي رباح ، حدثني من
nindex.php?page=hadith&LINKID=822528سمع أم سلمة تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيتها ، فأتته فاطمة ، رضي الله عنها ، ببرمة فيها خزيرة ، فدخلت بها عليه فقال لها : " ادعي زوجك وابنيك " قالت : فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه ، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة ، وهو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري ، قالت : وأنا في الحجرة أصلي ، فأنزل الله ، عز وجل ، هذه الآية : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قالت : فأخذ فضل الكساء فغطاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ، ثم قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " ، قالت : فأدخلت رأسي البيت ، فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ؟ فقال : " إنك إلى خير ، إنك إلى خير "
في إسناده من لم يسم ، وهو شيخ
عطاء ، وبقية رجاله ثقات
طريق أخرى : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
محمد بن جعفر ، حدثنا
عوف ، عن
أبي المعدل ، عن
عطية الطفاوي ، عن أبيه;
nindex.php?page=hadith&LINKID=822529أن أم سلمة حدثته قالت : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما إذ قال الخادم : إن فاطمة وعليا بالسدة قالت : فقال لي : " قومي فتنحي عن أهل بيتي " قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريبا ، فدخل علي وفاطمة ، ومعهما الحسن والحسين ، وهما صبيان صغيران ، فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما ، واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى ، وقبل فاطمة وقبل عليا ، وأغدق عليهم خميصة سوداء وقال : " اللهم ، إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي " قالت : فقلت : وأنا يا رسول الله ؟ صلى الله عليك قال : " وأنت "
طريق أخرى : قال
ابن جرير : حدثنا
أبو كريب ، حدثنا [
الحسن بن عطية ، حدثنا ]
nindex.php?page=showalam&ids=16796فضيل بن مرزوق ، عن
عطية ، عن
أبي سعيد ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=825907عن أم سلمة ; أن هذه الآية نزلت في بيتها : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قالت : وأنا جالسة على باب البيت فقلت : يا رسول [ ص: 413 ] الله ، ألست من أهل البيت ؟ فقال : " إنك إلى خير ، أنت من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم " قالت : وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، رضي الله عنهم
طريق أخرى : رواه
ابن جرير أيضا ، عن
أبي كريب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
عبد الحميد بن بهرام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
أم سلمة بنحوه
طريق أخرى : قال
ابن جرير : حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
خالد بن مخلد ، حدثني
موسى بن يعقوب ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17227هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، عن
عبد الله بن وهب بن زمعة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825908أخبرتني أم سلمة ، رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع فاطمة والحسن والحسين ، ثم أدخلهم تحت ثوبه ، ثم جأر إلى الله ، عز وجل ، ثم قال : " هؤلاء أهل بيتي " قالت أم سلمة : فقلت : يا رسول الله ، أدخلني معهم فقال : " أنت من أهلي "
طريق أخرى : رواه
ابن جرير أيضا ، عن
أحمد بن محمد الطوسي ، عن
عبد الرحمن بن صالح ، عن
محمد بن سليمان الأصبهاني ، عن
يحيى بن عبيد المكي ، عن
عطاء ، عن
عمر بن أبي سلمة ، عن أمه بنحو ذلك
طريق أخرى : قال
ابن جرير : حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
مصعب بن المقدام ، حدثنا
سعيد بن زربي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=822530عن أم سلمة قالت : جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحملها على طبق ، فوضعتها بين يديه فقال : " أين ابن عمك وابناك ؟ " فقالت : في البيت فقال : " ادعيهم " فجاءت إلى علي فقالت : أجب رسول الله أنت وابناك قالت أم سلمة : فلما رآهم مقبلين مد يده إلى كساء كان على المنامة ، فمده وبسطه ، وأجلسهم عليه ، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله ، فضمه فوق رؤوسهم ، وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ، عز وجل ، فقال : " اللهم ، هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا "
طريق أخرى : قال
ابن جرير : حدثنا
ابن حميد ، حدثنا
عبد الله بن عبد القدوس ، عن
الأعمش ، nindex.php?page=hadith&LINKID=825909عن حكيم بن سعد قال : ذكرنا nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب عند أم سلمة ، فقالت : في بيتي نزلت : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قالت أم سلمة : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيتي فقال : " لا تأذني لأحد " فجاءت فاطمة فلم أستطع أن أحجبها عن أبيها ثم جاء الحسن فلم أستطع أن أحجبه عن أمه وجده ، ثم جاء الحسين فلم أستطع أن أحجبه ، ثم جاء علي فلم أستطع أن أحجبه ، فاجتمعوا فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء كان عليه ، ثم قال : " هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط قالت : فقلت : يا رسول الله ، وأنا ؟ قالت : فوالله ما أنعم ، وقال : " إنك إلى خير "
حديث آخر : قال
ابن جرير ، حدثنا
ابن وكيع ، حدثنا
محمد بن بشر عن
زكريا ، عن
مصعب بن شيبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10941صفية بنت شيبة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822531قالت عائشة ، رضي الله عنها : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات [ ص: 414 ] غداة ، وعليه مرط مرحل من شعر أسود ، فجاء الحسن فأدخله معه ، ثم جاء الحسين فأدخله معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها معه ، ثم جاء علي فأدخله معه ، ثم قال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
ورواه
مسلم عن
أبي بكر بن أبي شيبة عن
محمد بن بشر ، به
طريق أخرى : قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15972سريج بن يونس أبو الحارث ، حدثنا
محمد بن يزيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14835العوام - يعني : ابن حوشب - عن عم له قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822532دخلت مع أبي على عائشة ، فسألتها عن علي ، رضي الله عنه ، فقالت ، رضي الله عنها : تسألني عن رجل كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت تحته ابنته وأحب الناس إليه ؟ لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فألقى عليهم ثوبا فقال : " اللهم ، هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت : فدنوت منه فقلت : يا رسول الله ، وأنا من أهل بيتك ؟ فقال : " تنحي ، فإنك على خير "
حديث آخر : قال
ابن جرير حدثنا
المثنى ، حدثنا
بكر بن يحيى بن زبان العنزي ، حدثنا
مندل ، عن
الأعمش ، عن
عطية ، عن
أبي سعيد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822534قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نزلت هذه الآية في خمسة : في ، وفي علي ، وحسن ، وحسين ، وفاطمة : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
قد تقدم أن
nindex.php?page=showalam&ids=16796فضيل بن مرزوق رواه عن
عطية ، عن
أبي سعيد ، عن
أم سلمة ، كما تقدم
وروى
ابن أبي حاتم من حديث
هارون بن سعد العجلي ، عن
عطية ، عن
أبي سعيد موقوفا ، فالله أعلم
حديث آخر : قال
ابن جرير : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166ابن المثنى ، حدثنا
أبو بكر الحنفي ، حدثنا
بكير بن مسمار قال : سمعت
عامر بن سعد قال : قال
سعد :
nindex.php?page=hadith&LINKID=825910قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزل عليه الوحي ، فأخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ، ثم قال : " رب ، هؤلاء أهلي وأهل بيتي "
حديث آخر : وقال
مسلم في صحيحه : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب ،
وشجاع بن مخلد جميعا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية - قال
زهير : حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم ، حدثني
أبو حيان ، حدثني
يزيد بن حيان قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501333انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم ، فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا [ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ] ; حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا ابن أخي ، والله لقد [ ص: 415 ] كبرت سني ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا فلا تكلفونيه ثم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطيبا بماء يدعى خما - بين مكة والمدينة - فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال : " أما بعد ، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ، وأولهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : " وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي " ثلاثا فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال : ومن هم ؟ قال هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم
ثم رواه عن
محمد بن بكار بن الريان ، عن
حسان بن إبراهيم ، عن
سعيد بن مسروق ، عن
يزيد بن حيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=68زيد بن أرقم ، فذكر الحديث بنحو ما تقدم ، وفيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501334فقلنا له : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا وايم الله ، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده
هكذا وقع في هذه الرواية ، والأولى أولى ، والأخذ بها أحرى وهذه الثانية تحتمل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث الذي رواه ، إنما المراد بهم آله الذين حرموا الصدقة ، أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط ، بل هم مع آله ، وهذا الاحتمال أرجح; جمعا بينها وبين الرواية التي قبلها ، وجمعا أيضا بين القرآن والأحاديث المتقدمة إن صحت ، فإن في بعض أسانيدها نظرا ، والله أعلم ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى : (
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ، فإن سياق الكلام معهن; ولهذا قال تعالى بعد هذا كله : (
واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) أي : اعملن بما ينزل الله على رسوله في بيوتكن من الكتاب والسنة قاله
قتادة وغير واحد ، واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس ، أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة [ الصديقة ] بنت الصديق أولاهن بهذه النعمة ، وأحظاهن بهذه الغنيمة ، وأخصهن من هذه الرحمة العميمة ، فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها ، كما نص على ذلك صلوات الله وسلامه عليه قال بعض العلماء ، رحمه الله : لأنه لم يتزوج بكرا سواها ، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه ، فناسب أن تخصص بهذه المزية ، وأن تفرد بهذه الرتبة العلية ولكن إذا كان أزواجه من أهل
[ ص: 416 ] بيته ، فقرابته أحق بهذه التسمية ، كما تقدم في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822537 " وأهل بيتي أحق " وهذا يشبه ما ثبت في صحيح
مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن
المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم ، فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822538 " هو مسجدي هذا " فهذا من هذا القبيل; فإن الآية إنما نزلت في مسجد قباء ، كما ورد في الأحاديث الأخر ولكن إذا كان ذاك أسس على التقوى من أول يوم ، فمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بتسميته بذلك ، والله أعلم
وقد قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
أبو الوليد ، حدثنا
أبو عوانة ، عن
حصين بن عبد الرحمن ، عن
أبي جميلة قال : إن
الحسن بن علي استخلف حين قتل
علي ، رضي الله عنهما قال : فبينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل فطعنه بخنجر وزعم
حصين أنه بلغه أن الذي طعنه رجل من
بني أسد ،
وحسن ساجد قال : فيزعمون أن الطعنة وقعت في وركه ، فمرض منها أشهرا ، ثم برأ فقعد على المنبر ، فقال : يا أهل
العراق ، اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذي قال الله : (
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قال : فما زال يقولها حتى ما بقي أحد من أهل المسجد إلا وهو يحن بكاء
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
أبي الديلم قال : قال
علي بن الحسين لرجل من أهل
الشام : أما قرأت في الأحزاب : (
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ؟ قال : نعم ، ولأنتم هم ؟ قال : نعم
وقوله : (
إن الله كان لطيفا خبيرا ) أي : بلطفه بكن بلغتن هذه المنزلة ، وبخبرته بكن وأنكن أهل لذلك ، أعطاكن ذلك وخصكن بذلك
قال
ابن جرير ، رحمه الله : واذكرن نعمة الله عليكن بأن جعلكن في بيوت تتلى فيها آيات الله والحكمة ، فاشكرن الله على ذلك واحمدنه
(
إن الله كان لطيفا خبيرا ) أي : ذا لطف بكن ، إذ جعلكن في البيوت التي تتلى فيها آياته والحكمة وهي السنة ، خبيرا بكن إذ اختاركن لرسوله أزواجا
وقال
قتادة : (
واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) قال : يمتن عليهن بذلك رواه
ابن جرير
وقال
عطية العوفي في قوله : (
إن الله كان لطيفا خبيرا ) يعني : لطيف باستخراجها ، خبير بموضعها رواه
ابن أبي حاتم ، ثم قال : وكذا روى
الربيع بن أنس ، عن
قتادة