[ ص: 480 ] (
إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ( 58 ) ( 57 ) )
يقول تعالى : متهددا ومتوعدا من آذاه ، بمخالفة أوامره وارتكاب زواجره وإصراره على ذلك ، وأذى رسوله بعيب أو تنقص ، عياذا بالله من ذلك .
قال
عكرمة في قوله : (
إن الذين يؤذون الله ورسوله ) : نزلت في المصورين .
وفي الصحيحين ، من حديث
سفيان بن عيينة ، عن
الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822642 " يقول الله ، عز وجل : يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر ، وأنا الدهر ، أقلب ليله ونهاره " .
ومعنى هذا : أن الجاهلية كانوا
يقولون : يا خيبة الدهر ، فعل بنا كذا وكذا . فيسندون أفعال الله تعالى إلى الدهر ، ويسبونه ، وإنما الفاعل لذلك هو الله ، عز وجل ، فنهى عن ذلك . هكذا قرره
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأبو عبيد وغيرهما من العلماء ، رحمهم الله .
وقال
العوفي ، عن
ابن عباس في قوله : (
يؤذون الله ورسوله ) : نزلت في الذين طعنوا [ على النبي صلى الله عليه وسلم ] في تزويجه
nindex.php?page=showalam&ids=199صفية بنت حيي بن أخطب .
والظاهر أن الآية عامة في كل من آذاه بشيء ، ومن آذاه فقد آذى الله ، ومن أطاعه فقد أطاع الله ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد :
حدثنا
يونس ، حدثنا
إبراهيم بن سعد ، عن
عبيدة بن أبي رائطة الحذاء التميمي ، عن
عبد الرحمن [ بن زياد ] ، عن
عبد الله بن المغفل المزني قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822643 " الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه " .
وقد رواه
الترمذي من حديث
عبيدة بن أبي رائطة ، عن
عبد الرحمن بن زياد ، عن
عبد الله بن المغفل ، به . ثم قال : وهذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه
وقوله : (
والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ) أي : ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه ، (
فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) وهذا هو البهت البين أن يحكى أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه ، على سبيل العيب والتنقص لهم ، ومن أكثر من يدخل في هذا الوعيد الكفرة بالله ورسوله ، ثم الرافضة الذين يتنقصون الصحابة ويعيبونهم بما قد برأهم الله منه ، ويصفونهم بنقيض ما أخبر الله عنهم; فإن الله ، عز وجل ، قد أخبر أنه قد رضي عن المهاجرين
[ ص: 481 ] والأنصار ومدحهم ، وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبونهم ويتنقصونهم ، ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبدا ، فهم في الحقيقة منكوسو القلوب يذمون الممدوحين ، ويمدحون المذمومين .
وقال
أبو داود : حدثنا
القعنبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16379عبد العزيز - يعني ابن محمد - عن
العلاء ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=822644قيل : يا رسول الله ، ما الغيبة ؟ قال : " ذكرك أخاك بما يكره " . قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " .
وهكذا رواه
الترمذي ، عن
قتيبة ، عن
الدراوردي ، به . قال : حسن صحيح .
وقد قال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أحمد بن سلمة ، حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
معاوية بن هشام ، عن
عمار بن أنس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ، عن
عائشة ، قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " أي الربا أربى عند الله ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : "أربى الربا عند الله استحلال عرض امرئ مسلم " ، ثم قرأ : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ) .