[ ص: 563 ] بسم الله الرحمن الرحيم ( يس ( 1 )
والقرآن الحكيم ( 2 )
إنك لمن المرسلين ( 3 )
على صراط مستقيم ( 4 )
تنزيل العزيز الرحيم ( 5 )
لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ( 6 )
لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ( 7 ) ) .
قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول " سورة البقرة " ، وروي عن
ابن عباس وعكرمة ، والضحاك ، والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة أن " يس " بمعنى : يا إنسان .
وقال
سعيد بن جبير : هو كذلك في لغة
الحبشة .
وقال
مالك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم : هو اسم من أسماء الله تعالى .
(
والقرآن الحكيم ) أي : المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
( إنك ) يا محمد (
لمن المرسلين على صراط مستقيم ) أي : على منهج ودين قويم ، وشرع مستقيم .
(
تنزيل العزيز الرحيم ) أي : هذا الصراط والمنهج والدين الذي جئت به منزل من رب العزة ، الرحيم بعباده المؤمنين ، كما قال تعالى : (
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ) [ الشورى : 52 ، 53 ] .
وقوله تعالى : (
لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ) يعني بهم
العرب ; فإنه ما أتاهم من نذير من قبله . وذكرهم وحدهم لا ينفي من عداهم [ كما زعمه بعض
النصارى ] ، كما أن ذكر بعض الأفراد لا ينفي العموم . وقد تقدم ذكر الآيات والأحاديث المتواترة في عموم بعثته ، صلوات الله وسلامه عليه ، عند قوله تعالى : (
قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ) [ الأعراف : 158 ] .
قوله : (
لقد حق القول على أكثرهم ) : قال
ابن جرير : لقد وجب العذاب على أكثرهم بأن [ الله قد ] حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون ، (
فهم لا يؤمنون ) بالله ، ولا يصدقون رسله .