[ ص: 581 ] (
ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ( 48 )
ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ( 49 )
فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ( 50 ) )
يخبر تعالى عن
استبعاد الكفرة لقيام الساعة في قولهم : (
متى هذا الوعد [ إن كنتم صادقين ] ) ؟ (
يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ) [ الشورى : 18 ] ، قال الله تعالى : (
ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ) أي : ما ينتظرون إلا صيحة واحدة ، وهذه - والله أعلم - نفخة الفزع ، ينفخ في الصور نفخة الفزع ، والناس في أسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم ، فبينما هم كذلك إذ أمر الله تعالى
إسرافيل فنفخ في الصور نفخة يطولها ويمدها ، فلا يبقى أحد على وجه الأرض إلا أصغى ليتا ، ورفع ليتا - وهي صفحة العنق - يتسمع الصوت من قبل السماء . ثم يساق الموجودون من الناس إلى محشر القيامة بالنار ، تحيط بهم من جوانبهم ; ولهذا قال : (
فلا يستطيعون توصية ) أي : على ما يملكونه ، الأمر أهم من ذلك ، (
ولا إلى أهلهم يرجعون ) .
وقد وردت هاهنا آثار وأحاديث ذكرناها في موضع آخر ثم يكون بعد هذا نفخة الصعق ، التي تموت بها الأحياء كلهم ما عدا الحي القيوم ، ثم بعد ذلك نفخة البعث .