[ ص: 60 ] (
وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ( 21 )
إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط ( 22 )
إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب ( 23 )
قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ( 24 )
فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ( 25 ) )
قد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه ، ولكن روى
ابن أبي حاتم هنا حديثا لا يصح سنده ; لأنه من رواية
يزيد الرقاشي عن
أنس ويزيد - وإن كان من الصالحين - لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة . فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة وأن يرد علمها إلى الله - عز وجل - فإن القرآن حق وما تضمن فهو حق أيضا .
وقوله : (
[ إذ دخلوا على داود ] ففزع منهم ) إنما كان ذلك لأنه كان في محرابه ، وهو أشرف مكان في داره وكان قد أمر ألا يدخل عليه أحد ذلك اليوم فلم يشعر إلا بشخصين قد تسورا عليه المحراب أي : احتاطا به يسألانه عن شأنهما .
وقوله : (
وعزني في الخطاب ) أي : غلبني يقال : عز يعز : إذا قهر وغلب .
وقوله : (
وظن داود أنما فتناه ) قال
علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس : أي اختبرناه .
وقوله : (
وخر راكعا ) أي : ساجدا ) وأناب ) ويحتمل أنه ركع أولا ثم سجد بعد ذلك وقد ذكر أنه استمر ساجدا أربعين صباحا ، (
فغفرنا له ذلك ) أي : ما كان منه مما يقال فيه : إن حسنات الأبرار سيئات المقربين .
وقد اختلف الأئمة رضي الله عنهم في
سجدة " ص " هل هي من عزائم السجود ؟ على قولين الجديد من مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله أنها ليست من عزائم السجود بل هي سجدة شكر . والدليل على ذلك ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد حيث قال :
حدثنا
إسماعيل - وهو
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية - عن
أيوب عن
ابن عباس أنه قال في السجود في " ص " :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822749ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي في تفسيره من حديث
أيوب به وقال
الترمذي : حسن صحيح .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا عند تفسير هذه الآية : أخبرني
إبراهيم بن الحسن - هو المقسمي - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد عن
عمرو بن ذر عن أبيه عن
سعيد بن جبير عن
ابن عباس ، رضي الله عنهما
nindex.php?page=hadith&LINKID=822750أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في " ص " وقال : " سجدها داود - عليه السلام - توبة ونسجدها شكرا " .
تفرد بروايته
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ورجال إسناده كلهم ثقات وقد أخبرني شيخنا
الحافظ أبو الحجاج المزي قراءة عليه وأنا أسمع :
[ ص: 61 ]
أخبرنا
أبو إسحاق المدرجي أخبرنا
زاهر بن أبي طاهر الثقفي أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15913زاهر بن طاهر الشحامي ، أخبرنا
أبو سعيد الكنجروذي أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=11797الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ أخبرنا
أبو العباس السراج حدثنا
هارون بن عبد الله حدثنا
محمد بن يزيد بن خنيس عن
الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد قال : قال لي
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : يا
حسن حدثني جدك
عبيد الله بن أبي يزيد عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822751جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إني رأيت فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة فقرأت السجدة فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي فسمعتها تقول وهي ساجدة : اللهم اكتب لي بها عندك أجرا واجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها وزرا واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود .
قال ابن عباس : فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قام فقرأ السجدة ثم سجد فسمعته يقول وهو ساجد كما حكى الرجل من كلام الشجرة
رواه
الترمذي عن
قتيبة nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن
أبي بكر بن خلاد كلاهما عن
محمد بن يزيد بن خنيس نحوه وقال
الترمذي : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عند تفسيرها أيضا : حدثنا
محمد بن عبد الله حدثنا
محمد بن عبيد الطنافسي عن العوام قال : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا عن سجدة " ص " فقال : سألت
ابن عباس : من أين سجدت ؟ فقال : أوما تقرأ : (
ومن ذريته داود وسليمان ) [ الأنعام : 84 ] (
أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) [ الأنعام : 90 ] فكان
داود - عليه السلام - ممن أمر نبيكم - صلى الله عليه وسلم - أن يقتدي به فسجدها
داود - عليه السلام - فسجدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عفان حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع حدثنا
حميد حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر - هو ابن عبد الله المزني - أنه أخبره
nindex.php?page=hadith&LINKID=822752أن nindex.php?page=showalam&ids=44أبا سعيد الخدري رأى رؤيا أنه يكتب " ص " فلما بلغ إلى التي يسجد بها رأى الدواة والقلم وكل شيء بحضرته انقلب ساجدا قال : فقصها على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يزل يسجد بها بعد . تفرد به
[ الإمام ] أحمد
وقال
أبو داود : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح حدثنا
ابن وهب أخبرني
عمرو بن الحارث عن
سعيد بن أبي هلال عن
عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري رضي
[ ص: 62 ] الله عنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=822753قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر " ص " فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود ، فقال : " إنما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم " . فنزل وسجد وسجدوا . تفرد به
أبو داود وإسناده على شرط الصحيح .
وقوله : (
وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) أي : وإن له يوم القيامة لقربة يقربه الله - عز وجل - بها وحسن مرجع وهو الدرجات العاليات في الجنة لتوبته وعدله التام في ملكه كما جاء في الصحيح : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=822754المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يقسطون في أهليهم وما ولوا "
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17294يحيى بن آدم ، حدثنا
فضيل عن
عطية عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=822755إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلسا إمام عادل وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابا إمام جائر " . ورواه
الترمذي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16796فضيل - وهو ابن مرزوق الأغر - عن
عطية به وقال : لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو زرعة ، حدثنا
عبد الله بن أبي زياد حدثنا
سيار ، حدثنا
جعفر بن سليمان : سمعت
مالك بن دينار في قوله : (
وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب ) قال : يقام
داود يوم القيامة عند ساق العرش ثم يقول : يا
داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في الدنيا . فيقول : وكيف وقد سلبته ؟ فيقول : إني أرده عليك اليوم . قال : فيرفع
داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنان .