(
هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب ( 49 )
جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ( 50 )
متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب ( 51 )
وعندهم قاصرات الطرف أتراب ( 52 )
هذا ما توعدون ليوم الحساب ( 53 )
إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ( 54 ) )
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في [ الدار ] الآخرة (
لحسن مآب ) وهو : المرجع والمنقلب . ثم فسره بقوله : (
جنات عدن ) أي : جنات إقامة مفتحة لهم الأبواب .
والألف واللام هنا بمعنى الإضافة كأنه يقول : " مفتحة لهم أبوابها " أي : إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها .
قال
ابن أبي حاتم : حدثنا
محمد بن ثواب الهباري حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16421عبد الله بن نمير ، حدثنا
عبد الله بن مسلم - يعني : ابن هرمز - عن
ابن سابط عن
عبد الله بن عمرو [ رضي الله عنهما ] قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826019إن في الجنة قصرا يقال له : " عدن " حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف حبرة لا يدخله - أو : لا يسكنه - إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عدل " .
وقد ورد في [ ذكر ] أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة .
وقوله : (
متكئين فيها ) قيل : متربعين فيها على سرر تحت الحجال (
يدعون فيها بفاكهة كثيرة )
[ ص: 78 ] أي : مهما طلبوا وجدوا وحضر كما أرادوا . ) وشراب ) أي : من أي أنواعه شاءوا أتتهم به الخدام (
بأكواب وأباريق وكأس من معين ) [ الواقعة : 18 ]
(
وعندهم قاصرات الطرف ) أي : عن غير أزواجهن فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن ) أتراب ) أي : متساويات في السن والعمر . هذا معنى قول
ابن عباس ،
ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
(
هذا ما توعدون ليوم الحساب ) أي : هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة التي وعدها لعباده المتقين التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار .
ثم أخبر عن الجنة أنه لا فراغ لها ولا انقضاء ولا زوال ولا انتهاء فقال : (
إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) كقوله تعالى : (
ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) [ النحل : 96 ] وكقوله (
عطاء غير مجذوذ ) [ هود : 108 ] وكقوله (
لهم أجر غير ممنون ) [ فصلت : 8 ] أي : غير مقطوع وكقوله : (
أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ) [ الرعد : 35 ] والآيات في هذا كثيرة جدا .