(
تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ( 6 )
ويل لكل أفاك أثيم ( 7 )
يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم ( 8 )
وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ( 9 )
من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم ( 10 )
هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم ( 11 ) )
[ ص: 265 ]
يقول تعالى : هذه آيات الله - يعني القرآن بما فيه من الحجج والبينات - (
نتلوها عليك بالحق ) أي : متضمنة الحق من الحق ، فإذا كانوا لا يؤمنون بها ولا ينقادون لها ، فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ؟ !
ثم قال : (
ويل لكل أفاك أثيم ) أي أفاك في قوله كذاب ، حلاف مهين أثيم في فعله وقيله كافر بآيات الله ; ولهذا قال : (
يسمع آيات الله تتلى عليه ) أي : تقرأ عليه (
ثم يصر ) أي : على كفره وجحوده استكبارا وعنادا (
كأن لم يسمعها ) أي : كأنه ما سمعها ، (
فبشره بعذاب أليم ) [ أي ] فأخبره أن له عند الله يوم القيامة عذابا أليما موجعا .
(
وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا ) أي : إذا حفظ شيئا من القرآن كفر به واتخذه سخريا وهزوا ، (
أولئك لهم عذاب مهين ) أي : في مقابلة ما استهان بالقرآن واستهزأ به ; ولهذا روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر قال : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو .
ثم فسر العذاب الحاصل له يوم معاده فقال : (
من ورائهم جهنم ) أي : كل من اتصف بذلك سيصيرون إلى جهنم يوم القيامة ، (
ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ) أي : لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم ، (
ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ) أي : ولا تغني عنهم الآلهة التي عبدوها من دون الله شيئا ، (
ولهم عذاب عظيم )
ثم قال تعالى : (
هذا هدى ) يعني القرآن (
والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم ) وهو المؤلم الموجع .