(
وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ( 27 )
في سدر مخضود ( 28 )
وطلح منضود ( 29 )
وظل ممدود ( 30 )
وماء مسكوب ( 31 )
وفاكهة كثيرة ( 32 )
لا مقطوعة ولا ممنوعة ( 33 )
وفرش مرفوعة ( 34 )
إنا أنشأناهن إنشاء ( 35 )
فجعلناهن أبكارا ( 36 )
عربا أترابا ( 37 )
لأصحاب اليمين ( 38 )
ثلة من الأولين ( 39 )
وثلة من الآخرين ( 40 ) ) .
لما ذكر تعالى مآل السابقين - وهم المقربون - عطف عليهم بذكر أصحاب اليمين - وهم الأبرار - كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=17188ميمون بن مهران : أصحاب اليمين منزلة دون المقربين ، فقال : (
وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ) أي : أي شيء أصحاب اليمين ؟ وما حالهم ؟ وكيف مآلهم ؟ ثم فسر ذلك فقال : (
في سدر مخضود ) . قال
ابن عباس ،
وعكرمة ،
ومجاهد ،
وأبو الأحوص ،
وقسامة بن زهير ،
والسفر بن نسير ،
والحسن ،
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16456وعبد الله بن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ،
وأبو حرزة ، وغيرهم : هو الذي لا شوك فيه . وعن
ابن عباس : هو الموقر بالثمر . وهو رواية عن
عكرمة ،
ومجاهد ، وكذا قال
قتادة أيضا : كنا نحدث أنه الموقر الذي لا شوك فيه .
والظاهر أن المراد هذا وهذا فإن سدر الدنيا كثير الشوك قليل الثمر ، وفي الآخرة على عكس من هذا لا شوك فيه ، وفيه الثمر الكثير الذي قد أثقل أصله ، كما قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=15386أبو بكر بن سلمان النجاد .
حدثنا
محمد بن محمد هو البغوي ، حدثني
حمزة بن عباس ، حدثنا
عبد الله بن عثمان ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16027سليم بن عامر ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826256كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون : إن الله لينفعنا بالأعراب ومسائلهم ; قال : أقبل أعرابي يوما فقال : يا رسول الله ، ذكر الله في الجنة شجرة تؤذي صاحبها ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وما هي ؟ " . قال : السدر ، فإن له شوكا موذيا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أليس الله يقول : ( في سدر مخضود ) ، خضد الله شوكه ، فجعل مكان كل شوكة ثمرة ، فإنها لتنبت ثمرا تفتق الثمرة منها عن اثنين وسبعين لونا من طعام ، ما فيها لون يشبه الآخر " .
طريق أخرى : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11939أبو بكر بن أبي داود : حدثنا
محمد بن المصفى ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14656محمد بن المبارك ، حدثنا
يحيى بن حمزة ، حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد ، حدثني
حبيب بن عبيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=240عتبة بن عبد السلمي [ ص: 526 ] قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826257كنت جالسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أعرابي فقال : يا رسول الله ، أسمعك تذكر في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكا منها ؟ يعني : الطلح ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود ، فيها سبعون لونا من الطعام ، لا يشبه لون آخر " .
وقوله : (
وطلح منضود ) : الطلح : شجر عظام يكون
بأرض الحجاز ، من شجر العضاة ، واحدته طلحة ، وهو شجر كثير الشوك ، وأنشد
ابن جرير لبعض الحداة :
بشرها دليلها وقالا غدا ترين الطلح والجبالا
وقال
مجاهد : ( منضود ) أي : متراكم الثمر ، يذكر بذلك
قريشا ; لأنهم كانوا يعجبون من وج ، وظلاله من طلح وسدر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ( منضود ) : مصفوف . قال
ابن عباس : يشبه طلح الدنيا ، ولكن له ثمر أحلى من العسل .
قال
الجوهري : والطلح لغة في الطلع .
قلت : وقد روى
ابن أبي حاتم من حديث
الحسن بن سعد ، عن شيخ من
همدان قال : سمعت
عليا يقول : هذا الحرف في (
وطلح منضود ) قال : طلع منضود ، فعلى هذا يكون هذا من صفة السدر ، فكأنه وصفه بأنه مخضود وهو الذي لا شوك له ، وأن طلعه منضود ، وهو كثرة ثمره ، والله أعلم .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا
أبو معاوية ، عن
إدريس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11937جعفر بن إياس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن
أبي سعيد : (
وطلح منضود ) قال : الموز . قال : وروي عن
ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ،
والحسن ،
وعكرمة ،
وقسامة بن زهير ،
وقتادة ،
وأبي حزرة ، مثل ذلك ، وبه قال
مجاهد وابن زيد - وزاد فقال :
أهل اليمن يسمون الموز الطلح . ولم يحك
ابن جرير غير هذا القول .
وقوله : (
وظل ممدود ) : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
علي بن عبد الله ، حدثنا
سفيان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824045إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، اقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) .
ورواه
مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13724الأعرج ، به .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
سريج ، حدثنا
فليح ، عن
هلال بن علي ، عن
عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824046إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، اقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) .
[ ص: 527 ] وكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن
محمد بن سنان ، عن
فليح به ، وكذا رواه
عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن
همام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة . وكذا رواه
حماد بن سلمة ، عن
محمد بن زياد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=showalam&ids=15124، والليث بن سعد ، عن
سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وعوف ، عن
ابن سيرين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة [ به ] .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا
شعبة ، سمعت
أبا الضحاك يحدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824047إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين ، أو مائة سنة ، هي شجرة الخلد " .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أحمد بن سنان ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، عن
محمد بن عمرو ، عن
أبي سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن رسول الله قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824045في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها ، واقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) .
إسناده جيد ، ولم يخرجوه . وهكذا رواه
ابن جرير ، عن
أبي كريب ، عن
عبدة وعبد الرحيم ، عن
محمد بن عمرو ، به . وقد رواه
الترمذي ، من حديث
عبد الرحيم بن سليمان ، به .
وقال
ابن جرير : حدثنا
ابن حميد ، حدثنا
مهران ، حدثنا
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
زياد - مولى
بني مخزوم - عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824048إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، اقرءوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) . فبلغ ذلك
كعبا فقال : صدق ، والذي أنزل التوراة على
موسى والفرقان على
محمد ، لو أن رجلا ركب حقة أو جذعة ، ثم دار حول تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هرما ، إن الله غرسها بيده ونفخ فيها من روحه ، وإن أفنانها لمن وراء سور الجنة ، وما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة .
وقال الحافظ
أبو يعلى الموصلي : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16921محمد بن منهال الضرير ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، عن
سعد بن أبي عروبة ، عن
قتادة ، عن
أنس ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=824049عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قول الله عز وجل : ( وظل ممدود ) ، قال : " في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها " .
وكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن
روح بن عبد المؤمن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، وهكذا رواه
أبو داود [ ص: 528 ] الطيالسي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16687عمران بن داور القطان ، عن
قتادة به . وكذا رواه
معمر ،
وأبو هلال ، عن
قتادة ، به . وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم من حديث
أبي سعيد nindex.php?page=showalam&ids=31وسهل بن سعد ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824050إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها " .
فهذا حديث ثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل متواتر مقطوع بصحته عند أئمة الحديث النقاد ، لتعدد طرقه ، وقوة أسانيده ، وثقة رجاله .
وقد قال الإمام
أبو جعفر بن جرير : حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
أبو بكر ، حدثنا
أبو حصين قال : كنا على باب في موضع ، ومعنا
أبو صالح وشقيق - يعني : الضبي - فحدث
أبو صالح قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قال : إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما . قال أبو صالح : أتكذب أبا هريرة ؟ قال : ما أكذب أبا هريرة ، ولكني أكذبك أنت . فشق ذلك على القراء يومئذ .
قلت : فقد أبطل من يكذب بهذا الحديث ، مع ثبوته وصحته ورفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
وقال
الترمذي : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا
زياد بن الحسن بن الفرات القزاز ، عن أبيه ، عن جده ، عن
أبي حازم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824051ما في الجنة شجرة إلا ساقها من ذهب " . ثم قال : حسن غريب .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
الحسن بن أبي الربيع ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14797أبو عامر العقدي ، عن
زمعة بن صالح ، عن
سلمة بن وهرام ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال : الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في نواحيها مائة عام . قال : فيخرج إليها أهل الجنة ; أهل الغرف وغيرهم ، فيتحدثون في ظلها . قال : فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا ، فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا .
هذا أثر غريب وإسناده جيد قوي حسن .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا
ابن يمان ، حدثنا
سفيان ، حدثنا
أبو إسحاق ، عن
عمرو بن ميمون في قوله : (
وظل ممدود ) قال : سبعون ألف سنة . وكذا رواه
ابن جرير ، عن
بندار ، عن
ابن مهدي ، عن
سفيان ، مثله . ثم قال
ابن جرير : حدثنا
ابن حميد ، حدثنا
مهران ، عن
سفيان ، عن
أبي إسحاق ، عن
عمرو بن ميمون : (
وظل ممدود ) قال : خمسمائة ألف سنة .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا
حصين بن نافع ، عن
الحسن في قول الله تعالى : (
وظل ممدود ) قال : في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها .
[ ص: 529 ] وقال
عوف عن
الحسن : بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824052إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها " . رواه
ابن جرير .
وقال
شبيب عن
عكرمة ، عن
ابن عباس : في الجنة شجر لا يحمل ، يستظل به . رواه
ابن أبي حاتم .
وقال
الضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ،
وأبو حرزة في قوله : (
وظل ممدود ) لا ينقطع ، ليس فيها شمس ولا حر ، مثل قبل طلوع الفجر .
وقال
ابن مسعود : الجنة سجسج ، كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس .
وقد تقدمت الآيات كقوله : (
وندخلهم ظلا ظليلا ) [ النساء : 57 ] ، وقوله : (
أكلها دائم وظلها ) [ الرعد : 35 ] ، وقوله : (
في ظلال وعيون ) [ المرسلات : 41 ] إلى غير ذلك من الآيات .
وقوله : (
وماء مسكوب ) قال
الثوري : [ يعني ] يجري في غير أخدود .
وقد تقدم الكلام عند تفسير قوله تعالى : (
فيها أنهار من ماء غير آسن ) الآية [
محمد : 15 ] ، بما أغنى عن إعادته هاهنا .
وقوله : (
وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ) أي : وعندهم من الفواكه الكثيرة المتنوعة في الألوان ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، (
كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ) [ البقرة : 25 ] أي : يشبه الشكل الشكل ، ولكن الطعم غير الطعم . وفي الصحيحين في ذكر سدرة المنتهى قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824053 " فإذا ورقها كآذان الفيلة ونبقها مثل قلال هجر " .
وفيهما أيضا من حديث
مالك ، عن
زيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824054خسفت الشمس ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه ، فذكر الصلاة . وفيه : قالوا : يا رسول الله ، رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ، ثم رأيناك تكعكعت . قال : " إني رأيت الجنة ، فتناولت منها عنقودا ، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا " .
وقال الحافظ
أبو يعلى : حدثنا
أبو خيثمة ، حدثنا
عبد الله بن جعفر ، حدثنا
عبيد الله ، حدثنا
ابن عقيل ، عن
جابر قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826258بينا نحن في صلاة الظهر ، إذ تقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدمنا معه ، ثم تناول شيئا ليأخذه ثم تأخر ، فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب : يا رسول الله ، صنعت اليوم [ ص: 530 ] في الصلاة شيئا ما كنت تصنعه ؟ قال : " إنه عرضت علي الجنة ، وما فيها من الزهرة والنضرة ، فتناولت منها قطفا من عنب لآتيكم به ، فحيل بيني وبينه ، ولو أتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه " .
وروى
مسلم ، من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن
جابر ، نحوه .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
علي بن بحر ، حدثنا
هشام بن يوسف ، أخبرنا
معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير ، عن
عامر بن زيد البكالي : أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=240عتبة بن عبد السلمي يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824055جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الحوض وذكر الجنة ، ثم قال الأعرابي : فيها فاكهة ؟ قال : " نعم ، وفيها شجرة تدعى طوبى " فذكر شيئا لا أدري ما هو ، قال : أي شجر أرضنا تشبه ؟ قال : " ليست تشبه شيئا من شجر أرضك " . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أتيت الشام ؟ " قال : لا . قال : " تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة ، تنبت على ساق واحد ، وينفرش أعلاها " . قال : ما عظم أصلها ؟ قال : " لو ارتحلت جذعة من إبل أهلك ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتها هرما " . قال : فيها عنب ؟ قال : " نعم " . قال : فما عظم العنقود ؟ قال : " مسيرة شهر للغراب الأبقع ، ولا يفتر " . قال : فما عظم الحبة ؟ قال : " هل ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيما ؟ " قال : نعم . قال : " فسلخ إهابه فأعطاه أمك ، فقال : اتخذي لنا منه دلوا ؟ " قال : نعم . قال الأعرابي : فإن تلك الحبة لتشبعني وأهل بيتي ؟ قال : " نعم وعامة عشيرتك " .
وقوله : (
لا مقطوعة ولا ممنوعة ) أي : لا تنقطع شتاء ولا صيفا ، بل أكلها دائم مستمر أبدا ، مهما طلبوا وجدوا ، لا يمتنع عليهم بقدرة الله شيء .
قال
قتادة : لا يمنعهم من تناولها عود ولا شوك ولا بعد . وقد تقدم في الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826259إذا تناول الرجل الثمرة عادت مكانها أخرى " .
وقوله : (
وفرش مرفوعة ) أي : عالية وطيئة ناعمة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13948وأبو عيسى الترمذي : حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13172رشدين بن سعد ، عن
عمرو بن الحارث ، عن
دراج ، عن
أبي الهيثم ، عن
أبي سعيد ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=824056عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ( وفرش مرفوعة ) قال : " ارتفاعها كما بين السماء والأرض ، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام " .
ثم قال
الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه ، إلا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13172رشدين بن سعد . قال : وقال بعض أهل العلم : معنى هذا الحديث : ارتفاع الفرش في الدرجات ، وبعد ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض .
[ ص: 531 ] هكذا قال : إنه لا يعرف هذا إلا من رواية
رشدين بن سعد ، وهو المصري ، وهو ضعيف . وهكذا رواه
أبو جعفر بن جرير ، عن
أبي كريب ، عن
رشدين . ثم رواه هو
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ، كلاهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، عن
ابن وهب ، عن
عمرو بن الحارث ، فذكره . وكذا رواه
ابن أبي حاتم أيضا عن
نعيم بن حماد ، عن
ابن وهب . وأخرجه
الضياء في صفة الجنة من حديث
حرملة عن بن وهب ، به مثله . ورواه الإمام
أحمد عن
حسن بن موسى ، عن
ابن لهيعة ، حدثنا
دراج ، فذكره .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا
أبو معاوية ، عن
جويبر ، عن
أبي سهل - يعني : كثير بن زياد - عن
الحسن : : (
وفرش مرفوعة ) قال : ارتفاع فراش الرجل من أهل الجنة مسيرة ثمانين سنة .
وقوله : (
إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ) جرى الضمير على غير مذكور . لكن لما دل السياق ، وهو ذكر الفرش على النساء اللاتي يضاجعن فيها ، اكتفى بذلك عن ذكرهن ، وعاد الضمير عليهن ، كما في قوله : (
إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ) [ ص : 31 ، 32 ] يعني : الشمس ، على المشهور من قول المفسرين .
قال
الأخفش في قوله : (
إنا أنشأناهن إنشاء ) أضمرهن ولم يذكرهن قبل ذلك . وقال
أبو عبيدة : ذكرن في قوله : (
وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ) [ الواقعة : 22 ، 23 ] .
فقوله : (
إنا أنشأناهن ) أي : أعدناهن في النشأة الآخرة بعدما كن عجائز رمصا ، صرن أبكارا عربا ، أي : بعد الثيوبة عدن أبكارا عربا ، أي : متحببات إلى أزواجهن بالحلاوة والظرافة والملاحة .
وقال بعضهم : (
عربا ) أي : غنجات .
قال
موسى بن عبيدة الربذي ، عن
يزيد الرقاشي ، عن
أنس بن مالك قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824057قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنا أنشأناهن إنشاء ) قال : " نساء عجائز كن في الدنيا عمشا رمصا " . رواه
الترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم . ثم قال
الترمذي : غريب
، وموسى ويزيد ضعيفان .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
محمد بن عوف الحمصي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم - يعني : ابن أبي إياس - حدثنا
شيبان ، عن
جابر ، عن
يزيد بن مرة ، عن
سلمة بن يزيد قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826260سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في قوله : ( إنا أنشأناهن إنشاء ) يعني : " الثيب والأبكار اللاتي كن في الدنيا " .
[ ص: 532 ] وقال
عبد بن حميد : حدثنا
مصعب بن المقدام ، حدثنا
المبارك بن فضالة ، عن
الحسن قال :
أتت عجوز فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة . فقال : " يا أم فلان ، إن الجنة لا تدخلها عجوز " . قال : فولت تبكي ، قال : " أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز ، إن الله تعالى يقول : ( إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا )
وهكذا رواه
الترمذي في الشمائل عن
عبد بن حميد .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14687أبو القاسم الطبراني : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15556بكر بن سهل الدمياطي ، حدثنا
عمرو بن هاشم البيروتي ، حدثنا
سليمان بن أبي كريمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، عن
الحسن ، عن أمه ، عن
أم سلمة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826262قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله : ( وحور عين ) [ الواقعة : 22 ] ، قال : " حور : بيض ، عين : ضخام العيون ، شفر الحوراء بمنزلة جناح النسر " . قلت : أخبرني عن قوله : ( كأمثال اللؤلؤ المكنون ) [ الواقعة : 23 ] ، قال : " صفاؤهن صفاء الدر الذي في الأصداف ، الذي لم تمسه الأيدي " . قلت : أخبرني عن قوله : ( فيهن خيرات حسان ) [ الرحمن : 70 ] . قال : " خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه " . قلت : أخبرني عن قوله : ( كأنهن بيض مكنون ) [ الصافات : 49 ] ، قال : " رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر ، وهو : الغرقئ " . قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قوله : ( عربا أترابا ) . قال : " هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا ، خلقهن الله بعد الكبر ، فجعلهن عذارى عربا متعشقات محببات ، أترابا على ميلاد واحد " . قلت : يا رسول الله ، نساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟ قال : " بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين ، كفضل الظهارة على البطانة " . قلت : يا رسول الله ، وبم ذاك ؟ قال : " بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل ، ألبس الله وجوههن النور ، وأجسادهن الحرير ، بيض الألوان ، خضر الثياب ، صفر الحلي ، مجامرهن الدر ، وأمشاطهن الذهب ، يقلن : نحن الخالدات فلا نموت أبدا ، ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا ، طوبى لمن كنا له وكان لنا " . قلت : يا رسول الله ، المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ، ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها ، من يكون زوجها ؟قال : " يا أم سلمة ، إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا ، فتقول : يا رب ، إن هذا كان أحسن خلقا معي فزوجنيه ، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " .
وفي حديث الصور الطويل المشهور أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشفع للمؤمنين كلهم في دخول الجنة فيقول الله : قد شفعتك وأذنت لهم في دخولها . فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826263والذي بعثني بالحق ، ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم ، [ ص: 533 ] فيدخل الرجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة ، سبعين مما ينشئ الله ، وثنتين من ولد آدم لهما فضل على من أنشأ الله ، بعبادتهما الله في الدنيا ، يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة ، على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ ، عليه سبعون زوجا من سندس وإستبرق وإنه ليضع يده بين كتفيها ، ثم ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها ، وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت ، كبده لها مرآة - يعني : وكبدها له مرآة - فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله ، ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء ، ما يفتر ذكره ، ولا تشتكي قبلها إلا أنه لا مني ولا منية ، فبينما هو كذلك إذ نودي : إنا قد عرفنا أنك لا تمل ولا تمل ، إلا أن لك أزواجا غيرها ، فيخرج ، فيأتيهن واحدة واحدة ، كلما جاء واحدة قالت : والله ما في الجنة شيء أحسن منك ، وما في الجنة شيء أحب إلي منك " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب : أخبرني
عمرو بن الحارث ، عن
دراج ، عن
ابن حجيرة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال له : أنطأ في الجنة ؟ قال : " نعم ، والذي نفسي بيده دحما دحما ، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : حدثنا
إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي ، حدثنا
محمد بن عبد الملك الدقيق الواسطي ، حدثنا
معلى بن عبد الرحمن الواسطي ، حدثنا
شريك ، عن
عاصم الأحول ، عن
أبي المتوكل ، عن
أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826265 " إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا " . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي : حدثنا
عمران ، عن
قتادة ، عن
أنس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824058يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا في النساء " . قلت : يا رسول الله ، ويطيق ذلك ؟ قال : " يعطى قوة مائة " .
ورواه
الترمذي من حديث
أبي داود وقال : صحيح غريب .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14687أبو القاسم الطبراني من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14129حسين بن علي الجعفي ، عن
زائدة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826266قيل : يا رسول الله ، هل نصل إلى نسائنا في الجنة ؟ قال : " إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء " .
قال الحافظ
أبو عبد الله المقدسي : هذا الحديث عندي على شرط الصحيح ، والله أعلم .
وقوله : ( عربا ) قال
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس : يعني متحببات إلى أزواجهن ، ألم تر إلى الناقة الضبعة ، هي كذلك .
وقال
الضحاك ، عن
ابن عباس : العرب : العواشق لأزواجهن ، وأزواجهن لهن عاشقون . وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=147عبد الله بن سرجس ، ومجاهد ،
وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية ،
nindex.php?page=showalam&ids=17298ويحيى بن أبي كثير ،
وعطية ،
[ ص: 534 ] والحسن ،
وقتادة ،
والضحاك ، وغيرهم .
وقال
ثور بن زيد ، عن
عكرمة قال : سئل
ابن عباس عن قوله : ( عربا ) قال : هي الملقة لزوجها .
وقال
شعبة ، عن
سماك ، عن
عكرمة : هي الغنجة .
وقال
الأجلح بن عبد الله ، عن
عكرمة : هي الشكلة .
وقال
صالح بن حيان ، عن
عبد الله بن بريدة في قوله : ( عربا ) قال : الشكلة بلغة أهل مكة ، والغنجة بلغة أهل المدينة .
وقال
تميم بن حذلم : هي حسن التبعل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، وابنه
عبد الرحمن : العرب : حسنات الكلام .
وقال
ابن أبي حاتم : ذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16066سهل بن عثمان العسكري : حدثنا
أبو علي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15639جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( عربا ) قال : " كلامهن عربي " .
وقوله : ( أترابا ) قال
الضحاك ، عن
ابن عباس يعني : في سن واحدة ، ثلاث وثلاثين سنة .
وقال
مجاهد : الأتراب : المستويات . وفي رواية عنه : الأمثال . وقال
عطية : الأقران . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ( أترابا ) أي : في الأخلاق ، المتواخيات بينهن ، ليس بينهن تباغض ولا تحاسد ، يعني : لا كما كن ضرائر [ في الدنيا ] ضرائر متعاديات .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا
أبو أسامة ، عن
عبد الله بن الكهف ، عن
الحسن ومحمد : (
عربا أترابا ) قالا : المستويات الأسنان ، يأتلفن جميعا ، ويلعبن جميعا .
وقد روى
أبو عيسى الترمذي ، عن
أحمد بن منيع ، عن
أبي معاوية ، عن
عبد الرحمن بن إسحاق ، عن
النعمان بن سعد ، عن
علي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824059إن في الجنة لمجتمعا للحور العين ، يرفعن أصواتا لم تسمع الخلائق بمثلها ، يقلن : نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن كان لنا وكنا له " . ثم قال : هذا حديث غريب .
وقال الحافظ
أبو يعلى : حدثنا
أبو خيثمة ، حدثنا
إسماعيل بن عمر ، حدثنا
ابن أبي ذئب ، عن فلان بن عبد الله بن رافع ، عن بعض ولد
أنس بن مالك ، عن
أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826267إن الحور العين ليغنين في الجنة ، يقلن نحن خيرات حسان ، خبئنا لأزواج كرام " .
[ ص: 535 ] قلت :
إسماعيل بن عمر هذا هو أبو المنذر الواسطي أحد الثقات الأثبات . وقد روى هذا الحديث الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=15863عبد الرحيم بن إبراهيم الملقب بدحيم ، عن
ابن أبي فديك ، عن
ابن أبي ذئب ، عن
عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع ، عن
ابن لأنس ، عن
أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826268إن الحور العين يغنين في الجنة : نحن الجوار الحسان ، خلقنا لأزواج كرام " .
وقوله : (
لأصحاب اليمين ) أي : خلقنا لأصحاب اليمين ، أو : ادخرن لأصحاب اليمين ، أو : زوجن لأصحاب اليمين . والأظهر أنه متعلق بقوله : (
إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين ) فتقديره : أنشأناهن لأصحاب اليمين . وهذا توجيه
ابن جرير .
روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12032أبي سليمان الداراني - رحمه الله - قال : صليت ليلة ، ثم جلست أدعو ، وكان البرد شديدا ، فجعلت أدعو بيد واحدة ، فأخذتني عيني فنمت ، فرأيت حوراء لم ير مثلها وهي تقول : يا أبا سليمان ، أتدعو بيد واحدة وأنا أغذى لك في النعيم من خمسمائة سنة !
قلت : ويحتمل أن يكون قوله : (
لأصحاب اليمين ) متعلقا بما قبله ، وهو قوله : (
أترابا لأصحاب اليمين ) أي : في أسنانهم . كما جاء في الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم ، من حديث
جرير ، عن
عمارة بن القعقاع ، عن
أبي زرعة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=822815أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب دري في السماء إضاءة ، لا يبولون ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ولا يتمخطون ، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة ، وأزواجهم الحور العين ، أخلاقهم على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعا في السماء " .
وقال الإمام
أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون وعفان قالا حدثنا
حماد بن سلمة - وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، واللفظ له من حديث
حماد بن سلمة - عن
nindex.php?page=showalam&ids=16621علي بن زيد بن جدعان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824060 " يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين ، أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين ، وهم على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع " .
وروى
الترمذي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي ، عن
عمران القطان ، عن
قتادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
عبد الرحمن بن غنم ، عن
معاذ بن جبل ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824061يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين ، أو ثلاث وثلاثين سنة " . ثم قال : حسن غريب
[ ص: 536 ] وقال
ابن وهب : أخبرنا
عمرو بن الحارث أن
دراجا أبا السمح حدثه عن
أبي الهيثم ، عن
أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=824062من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير ، يردون بني ثلاث وثلاثين في الجنة ، لا يزيدون عليها أبدا ، وكذلك أهل النار " .
ورواه
الترمذي عن
سويد بن نصر ، عن
ابن المبارك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13172رشدين بن سعد ، عن
عمرو بن الحارث ، به
وقال
أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا
القاسم بن هاشم ، حدثنا
صفوان بن صالح ، حدثنا
رواد بن الجراح العسقلاني ، حدثنا
الأوزاعي ، عن
هارون بن رئاب ، عن
أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعا بذراع الملك ! على حسن يوسف ، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة ، وعلى لسان محمد ، جرد مرد مكحلون " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11939أبو بكر بن أبي داود : حدثنا
محمود بن خالد وعباس بن الوليد قالا : " حدثنا
عمر عن
الأوزاعي ، عن
هارون بن رئاب ، عن
أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826269يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين ، جردا مردا مكحلين ، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها ، لا تبلى ثيابهم ، ولا يفنى شبابهم " .
وقوله : (
ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) أي : جماعة من الأولين وجماعة من الآخرين .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
المنذر بن شاذان ، حدثنا
محمد بن بكار ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15991سعيد بن بشير ، عن
قتادة ، عن
الحسن ، عن
عمران بن حصين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود - قال : وكان بعضهم يأخذ عن بعض - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826270أكرينا ذات ليلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم غدونا عليه ، فقال : " عرضت علي الأنبياء وأتباعها بأممها ، فيمر علي النبي ، والنبي في العصابة ، والنبي في الثلاثة ، والنبي ليس معه أحد - وتلا قتادة هذه الآية : ( أليس منكم رجل رشيد ) [ هود : 78 ] - قال : حتى مر علي موسى بن عمران في كبكبة من بني إسرائيل " . قال : " قلت : ربي من هذا ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل " . قال : " قلت : رب فأين أمتي ؟ قال : انظر عن يمينك في الظراب . قال : " فإذا وجوه الرجال " . قال : " قال : أرضيت ؟ " قال : قلت : " قد رضيت ، رب " . قال : انظر إلى الأفق عن يسارك فإذا وجوه الرجال . قال : أرضيت ؟ قلت : " رضيت ، رب " . قال : فإن مع هؤلاء سبعين ألفا ، يدخلون الجنة بغير حساب " . قال : وأنشأ nindex.php?page=showalam&ids=5735عكاشة بن محصن من بني أسد - قال سعيد : وكان بدريا - قال : يا نبي الله ، ادع الله أن يجعلني منهم . قال : فقال : " اللهم اجعله منهم " . قال : أنشأ رجل آخر ، قال : يا نبي الله ، ادع الله [ ص: 537 ] أن يجعلني منهم . فقال : " سبقك بها عكاشة " قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فإن استطعتم - فداكم أبي وأمي - أن تكونوا من أصحاب السبعين فافعلوا وإلا فكونوا من أصحاب الظراب ، وإلا فكونوا من أصحاب الأفق ، فإني قد رأيت ناسا كثيرا قد تأشبوا حوله " . ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة " . فكبرنا ، ثم قال : " إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة " . قال : فكبرنا ، قال : " إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " . قال : فكبرنا . ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) قال : فقلنا بيننا : من هؤلاء السبعون ألفا ؟ فقلنا : هم الذين ولدوا في الإسلام ، ولم يشركوا . قال : فبلغه ذلك فقال : " بل هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون " .
وكذا رواه
ابن جرير من طريقين آخرين عن
قتادة ، به نحوه . وهذا الحديث له طرق كثيرة من غير هذا الوجه في الصحاح وغيرها .
وقال
ابن جرير : حدثنا
ابن حميد ، حدثنا
مهران ، حدثنا
سفيان ، عن
أبان بن أبي عياش ، عن
سعيد بن جبير ،
عن ابن عباس : ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هما جميعا من أمتي " .