(
إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم ( 34 )
أفنجعل المسلمين كالمجرمين ( 35 )
ما لكم كيف تحكمون ( 36 )
أم لكم كتاب فيه تدرسون ( 37 )
إن لكم فيه لما تخيرون ( 38 )
أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون ( 39 )
سلهم أيهم بذلك زعيم ( 40 )
أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين ( 41 ) )
[ ص: 198 ]
لما ذكر الله تعالى حال أهل الجنة الدنيوية ، وما أصابهم فيها من النقمة حين عصوا الله ، عز وجل ، وخالفوا أمره ، بين أن
لمن اتقاه وأطاعه في الدار الآخرة جنات النعيم التي لا تبيد ولا تفرغ ولا ينقضي نعيمها .
ثم قال : (
أفنجعل المسلمين كالمجرمين ) ؟ أي : أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء ؟ كلا ورب الأرض والسماء ; ولهذا قال (
ما لكم كيف تحكمون ) ! أي : كيف تظنون ذلك ؟ .
ثم قال : (
أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون ) يقول : أفبأيديكم كتاب منزل من السماء تدرسونه ، وتحفظونه ، وتتداولونه بنقل الخلف عن السلف ، متضمن حكما مؤكدا كما تدعونه ؟ (
إن لكم فيه لما تخيرون أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون ) أي : أمعكم عهود منا ومواثيق مؤكدة ، (
إن لكم لما تحكمون ) أي : إنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون ، (
سلهم أيهم بذلك زعيم ) ؟ أي : قل لهم : من هو المتضمن المتكفل بهذا ؟
(
أم لهم شركاء ) أي : من الأصنام والأنداد (
فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين )