[ ص: 363 ] تفسير سورة البروج وهي مكية
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد حدثنا
عبد الصمد حدثنا
رزيق بن أبي سلمى حدثنا
أبو المهزم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=3501519أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج والسماء والطارق
وقال
أحمد حدثنا
أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا
حماد بن عباد السدوسي سمعت
أبا المهزم يحدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=3501520أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ بالسماوات في العشاء تفرد به
أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
(
والسماء ذات البروج ( 1 )
واليوم الموعود ( 2 )
وشاهد ومشهود ( 3 )
قتل أصحاب الأخدود ( 4 )
النار ذات الوقود ( 5 )
إذ هم عليها قعود ( 6 )
وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ( 7 )
وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ( 8 )
الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ( 9 )
إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ( 10 ) )
يقسم الله بالسماء وبروجها وهي النجوم العظام كما تقدم بيان ذلك في قوله (
تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ) الفرقان : 61
قال
ابن عباس ومجاهد والضحاك والحسن وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي البروج النجوم وعن
مجاهد أيضا : البروج التي فيها الحرس
وقال
يحيى بن رافع البروج قصور في السماء وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو (
والسماء ذات البروج ) الخلق الحسن
واختار
ابن جرير أنها منازل الشمس والقمر وهي اثنا عشر برجا تسير الشمس في كل واحد منها شهرا ويسير القمر في كل واحد يومين وثلثا فذلك ثمانية وعشرون منزلة ويستسر ليلتين
[ ص: 364 ]
وقوله (
واليوم الموعود وشاهد ومشهود ) اختلف المفسرون في ذلك وقد قال
ابن أبي حاتم حدثنا
عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله يعني ابن موسى حدثنا
موسى بن عبيدة عن
أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس الأنصاري عن
عبد الله بن رافع عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501521 ) واليوم الموعود ) يوم القيامة ( وشاهد ) يوم الجمعة وما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه ولا يستعيذ فيها من شر إلا أعاذه ، " ومشهود يوم عرفة .
وهكذا روى هذا الحديث
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة من طرق عن
موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف الحديث وقد روي موقوفا على
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وهو أشبه
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد حدثنا
محمد حدثنا
شعبة سمعت
علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان عن
عمار مولى بني هاشم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أما
علي فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأما
يونس فلم يعد
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة أنه قال في هذه الآية (
وشاهد ومشهود ) قال يعني الشاهد يوم الجمعة ويوم مشهود يوم القيامة .
وقال
أحمد أيضا : حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن
يونس سمعت
عمارا مولى بني هاشم يحدث عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وأنه قال في هذه الآية (
وشاهد ومشهود ) قال الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة .
وقد روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال اليوم الموعود يوم القيامة وكذلك قال
الحسن وقتادة وابن زيد ولم أرهم يختلفون في ذلك ولله الحمد
ثم قال
ابن جرير حدثنا
محمد بن عوف حدثنا
محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي ، حدثنا
ضمضم بن زرعة عن
شريح بن عبيد عن
أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501522اليوم الموعود يوم القيامة وإن الشاهد يوم الجمعة وإن المشهود يوم عرفة ويوم الجمعة ذخره الله لنا "
ثم قال
ابن جرير حدثنا
سهل بن موسى الرازي حدثنا
ابن أبي فديك عن
ابن حرملة عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501523إن سيد الأيام يوم الجمعة وهو الشاهد والمشهود يوم عرفة " [ ص: 365 ]
وهذا مرسل من مراسيل
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ثم قال
ابن جرير
حدثنا
أبو كريب حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن
شعبة عن
علي بن زيد عن
يوسف المكي عن
ابن عباس قال الشاهد هو
محمد صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم القيامة ثم قرأ (
ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ) هود : 103
وحدثنا
ابن حميد حدثنا
جرير عن
مغيرة عن
شباك قال سأل رجل
الحسن بن علي عن (
وشاهد ومشهود ) قال سألت أحدا قبلي قال نعم ، سألت
ابن عمر وابن الزبير فقالا يوم الذبح ويوم الجمعة فقال لا ولكن الشاهد
محمد صلى الله عليه وسلم ثم قرأ (
فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) النساء : 41 والمشهود يوم القيامة ثم قرأ (
ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ) .
وهكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن
ابن حرملة عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : ( ومشهود ) يوم القيامة .
وقال
مجاهد وعكرمة والضحاك الشاهد ابن آدم والمشهود يوم القيامة
وعن
عكرمة أيضا الشاهد
محمد صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم الجمعة
وقال
علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس الشاهد الله والمشهود يوم القيامة
وقال
ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا
سفيان عن
أبي يحيى القتات عن
مجاهد عن
ابن عباس (
وشاهد ومشهود ) قال الشاهد الإنسان . والمشهود يوم الجمعة هكذا رواه
ابن أبي حاتم
وقال
ابن جرير حدثنا
ابن حميد حدثنا
مهران عن
سفيان عن
ابن أبي نجيح عن
مجاهد عن
ابن عباس (
وشاهد ومشهود ) الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم القيامة
وبه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان - هو الثوري عن
مغيرة عن
إبراهيم قال يوم الذبح ويوم عرفة يعني الشاهد والمشهود
قال
ابن جرير وقال آخرون المشهود يوم الجمعة ورووا في ذلك ما حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن حدثني عمي
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب أخبرني
عمرو بن الحارث عن
سعيد بن أبي هلال عن
زيد بن أيمن عن
nindex.php?page=showalam&ids=16294عبادة بن نسي عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501524أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة "
وعن
سعيد بن جبير الشاهد : الله وتلا (
وكفى بالله شهيدا ) النساء 79 ] والمشهود
[ ص: 366 ] نحن حكاه
البغوي وقال الأكثرون على أن الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة
وقوله (
قتل أصحاب الأخدود ) أي لعن أصحاب الأخدود وجمعه : أخاديد وهي الحفير في الأرض وهذا خبر عن قوم من الكفار عمدوا إلى من عندهم من المؤمنين بالله عز وجل فقهروهم وأرادوهم أن يرجعوا عن دينهم فأبوا عليهم فحفروا لهم في الأرض أخدودا وأججوا فيه نارا وأعدوا لها وقودا يسعرونها به ثم أرادوهم فلم يقبلوا منهم فقذفوهم فيها ولهذا قال تعالى (
قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ) أي مشاهدون لما يفعل بأولئك المؤمنين
قال الله تعالى (
وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) أي وما كان لهم عندهم ذنب إلا إيمانهم بالله العزيز الذي لا يضام من لاذ بجنابه المنيع الحميد في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره وإن كان قد قدر على عباده هؤلاء هذا الذي وقع بهم بأيدي الكفار به فهو العزيز الحميد وإن خفي سبب ذلك على كثير من الناس
ثم قال (
الذي له ملك السماوات والأرض ) من تمام الصفة أنه المالك لجميع السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما (
والله على كل شيء شهيد ) أي لا يغيب عنه شيء في جميع السماوات والأرض ولا تخفى عليه خافية
وقد اختلف أهل التفسير في أهل هذه القصة من هم فعن
علي رضي الله عنه أنهم
أهل فارس حين أراد ملكهم تحليل تزويج المحارم فامتنع عليه علماؤهم فعمد إلى حفر أخدود فقذف فيه من أنكر عليه منهم واستمر فيهم تحليل المحارم إلى اليوم
وعنه أنهم كانوا قوما
باليمن اقتتل مؤمنوهم ومشركوهم فغلب مؤمنوهم على كفارهم ثم اقتتلوا فغلب الكفار المؤمنين فخدوا لهم الأخاديد وأحرقوهم فيها
وعنه أنهم كانوا من أهل الحبشة واحدهم حبشي
وقال
العوفي عن
ابن عباس (
قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود ) قال ناس من
بني إسرائيل خدوا أخدودا في الأرض ثم أوقدوا فيه نارا ثم أقاموا على ذلك الأخدود رجالا ونساء فعرضوا عليها وزعموا أنه
دانيال وأصحابه
وهكذا قال
الضحاك بن مزاحم وقيل غير ذلك وقد قال الإمام
أحمد
حدثنا
عفان حدثنا
حماد بن سلمة عن
ثابت عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501525كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر الساحر قال للملك إني قد كبرت سني وحضر أجلي فادفع إلي غلاما لأعلمه السحر فدفع إليه غلاما فكان يعلمه السحر وكان بين الساحر وبين الملك راهب فأتى الغلام على الراهب فسمع من كلامه فأعجبه نحوه وكلامه وكان إذا أتى الساحر ضربه وقال ما حبسك وإذا أتى أهله ضربوه [ ص: 367 ] وقالوا ما حبسك فشكا ذلك إلى الراهب ، فقال إذا أراد الساحر أن يضربك فقل حبسني أهلي وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل حبسني الساحر
قال فبينما هو ذات يوم إذ أتى على دابة فظيعة عظيمة قد حبست الناس فلا يستطيعون أن يجوزوا ، فقال اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر قال فأخذ حجرا فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس ورماها فقتلها ومضى الناس فأخبر الراهب بذلك فقال أي بني أنت أفضل مني وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص وسائر الأدواء ويشفيهم وكان جليس للملك فعمي فسمع به فأتاه بهدايا كثيرة فقال اشفني ولك ما هاهنا أجمع فقال ما أنا أشفي أحدا إنما يشفي الله عز وجل فإن آمنت به دعوت الله فشفاك فآمن فدعا الله فشفاه ثم أتى الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس فقال له الملك يا فلان من رد عليك بصرك فقال ربي فقال أنا ؟ قال لا ربي وربك الله قال ولك رب غيري قال : نعم ربي وربك الله فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فبعث إليه فقال أي بني بلغ من سحرك أن تبرئ الأكمه والأبرص وهذه الأدواء قال ما أشفي أنا أحدا إنما يشفي الله عز وجل قال أنا قال لا . قال أولك رب غيري قال ربي وربك الله فأخذه أيضا بالعذاب فلم يزل به حتى دل على الراهب فأتى بالراهب فقال ارجع عن دينك ، فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه وقال للأعمى ارجع عن دينك ، فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه إلى الأرض وقال للغلام ارجع عن دينك ، فأبى فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا وقال إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه من فوقه فذهبوا به فلما علوا به الجبل قال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فدهدهوا أجمعون وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله فبعث به مع نفر في قرقور فقال إذا لججتم به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فغرقوه في البحر فلججوا به البحر فقال الغلام اللهم اكفنيهم بما شئت فغرقوا أجمعون وجاء الغلام حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله ثم قال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به فإن أنت فعلت ما آمرك به قتلتني وإلا فإنك لا تستطيع قتلي قال وما هو ؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد ثم تصلبني على جذع وتأخذ سهما من كنانتي ثم قل : باسم الله رب الغلام فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني . ففعل ووضع السهم في كبد قوسه ثم رماه وقال باسم الله رب الغلام فوقع السهم في صدغه فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات فقال الناس آمنا برب الغلام . فقيل للملك أرأيت ما كنت تحذر فقد - والله نزل بك قد آمن الناس كلهم فأمر بأفواه السكك فخدت فيها الأخاديد وأضرمت فيها النيران ، وقال من رجع عن دينه فدعوه وإلا فأقحموه فيها قال فكانوا يتعادون فيها ويتدافعون فجاءت امرأة بابن لها ترضعه فكأنها تقاعست أن تقع في النار فقال الصبي اصبري يا أماه فإنك على الحق [ ص: 368 ]
وهكذا رواه
مسلم في آخر الصحيح عن
هدبة بن خالد عن
حماد بن سلمة به نحوه ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
أحمد بن سليمان عن
عفان عن
حماد بن سلمة ومن طريق
حماد بن زيد كلاهما عن
ثابت به واختصروا أوله وقد جوده الإمام
أبو عيسى الترمذي فرواه في تفسير هذه السورة عن
محمود بن غيلان وعبد بن حميد المعنى واحد قالا أخبرنا
عبد الرزاق عن
معمر عن
ثابت البناني عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
صهيب قال
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501526كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر همس والهمس في قول بعضهم تحريك شفتيه كأنه يتكلم فقيل له : إنك يا رسول الله إذا صليت العصر همست ؟ قال إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته فقال من يقوم لهؤلاء فأوحى الله إليه أن خيرهم بين أن أنتقم منهم وبين أن أسلط عليهم عدوهم فاختاروا النقمة فسلط عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا قال وكان إذا حدث بهذا الحديث حدث بهذا الحديث الآخر قال كان ملك من الملوك وكان لذلك الملك كاهن تكهن له فقال الكاهن انظروا لي غلاما فهما أو قال فطنا لقنا فأعلمه علمي هذا فذكر القصة بتمامها وقال في آخره يقول الله عز وجل (
قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود ) حتى بلغ (
العزيز الحميد ) قال فأما الغلام فإنه دفن قال فيذكر أنه أخرج في زمان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وإصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل ثم قال
الترمذي حسن غريب .
وهذا السياق ليس فيه صراحة أن سياق هذه القصة من كلام النبي صلى الله عليه وسلم قال شيخنا الحافظ
أبو الحجاج المزي فيحتمل أن يكون من كلام
صهيب الرومي فإنه كان عنده علم من أخبار
النصارى والله أعلم
وقد أورد
محمد بن إسحاق بن يسار هذه القصة في السيرة بسياق آخر فيها مخالفة لما تقدم فقال حدثني
يزيد بن زياد عن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي وحدثني أيضا بعض أهل نجران عن أهلها أن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأوثان وكان في قرية من قراها قريبا من
نجران ونجران هي القرية العظمى التي إليها جماع أهل تلك البلاد ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر فلما نزلها فيمون ولم يسموه لي بالاسم الذي سماه
ابن منبه قالوا رجل نزلها ابتنى خيمة بين
نجران وبين تلك القرية التي فيها الساحر وجعل
أهل نجران يرسلون غلمانهم إلى ذلك الساحر يعلمهم السحر فبعث
الثامر ابنه
عبد الله بن الثامر مع غلمان
أهل نجران فكان إذا مر بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى من عبادته وصلاته فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم فوحد الله وعبده وجعل يسأله عن شرائع الإسلام حتى إذا فقه فيه جعل يسأله عن الاسم الأعظم وكان يعلمه فكتمه إياه وقال له يا ابن أخي إنك لن تحمله أخشى ضعفك عنه
والثامر أبو عبد الله لا يظن إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان فلما رأى عبد الله أن صاحبه قد ضن به عنه وتخوف ضعفه فيه عمد إلى أقداح فجمعها ثم لم يبق لله اسما يعلمه إلا كتبه في قدح
[ ص: 369 ] وكل اسم في قدح حتى إذا أحصاها أوقد نارا ثم جعل يقذفها فيها قدحا قدحا حتى إذا مر بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه فوثب القدح حتى خرج منها لم يضره شيء فأخذه ثم أتى به صاحبه فأخبره أنه قد علم الاسم الأعظم الذي كتمه فقال وما هو : قال هو كذا وكذا قال وكيف علمته فأخبره بما صنع قال أي ابن أخي قد أصبته فأمسك على نفسك وما أظن أن تفعل
فجعل
عبد الله بن الثامر إذا دخل
نجران لم يلق أحدا به ضر إلا قال يا
عبد الله أتوحد الله وتدخل في ديني وأدعو الله لك فيعافيك مما أنت فيه من البلاء فيقول : نعم فيوحد الله ويسلم فيدعو الله له فيشفى حتى لم يبق
بنجران أحد به ضر إلا أتاه فاتبعه على أمره ودعا له فعوفي حتى رفع شأنه إلى ملك
نجران فدعاه فقال له أفسدت علي أهل قريتي وخالفت ديني ودين آبائي لأمثلن بك . قال لا تقدر على ذلك . قال فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل فيطرح على رأسه فيقع إلى الأرض ما به بأس وجعل يبعث به إلى مياه
نجران بحور لا يلقى فيها شيء إلا هلك فيلقى به فيها فيخرج ليس به بأس فلما غلبه قال له
عبد الله بن الثامر إنك والله لا تقدر على قتلي حتى توحد الله فتؤمن بما آمنت به فإنك إن فعلت سلطت علي فقتلتني قال فوحد الله ذلك الملك وشهد شهادة
عبد الله بن الثامر ثم ضربه بعصا في يده فشجه شجة غير كبيرة فقتله وهلك الملك مكانه واستجمع أهل نجران على دين
عبد الله بن الثامر وكان على ما جاء به
عيسى ابن مريم عليه السلام من الإنجيل وحكمه ثم أصابهم ما أصاب أهل دينهم من الأحداث فمن هنالك كان أصل دين النصرانية
بنجران
قال
ابن إسحاق فهذا حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي وبعض أهل نجران عن
عبد الله بن الثامر والله أعلم أي ذلك كان
قال فسار إليهم
ذو نواس بجنده فدعاهم إلى اليهودية وخيرهم بين ذلك أو القتل فاختاروا القتل فخد الأخدود فحرق بالنار وقتل بالسيف ومثل بهم حتى قتل منهم قريبا من عشرين ألفا ففي
ذي نواس وجنده أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم (
قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد ) .
هكذا ذكر
محمد بن إسحاق في السيرة أن الذي قتل أصحاب الأخدود هو
ذو نواس واسمه :
زرعة ويسمى في زمان مملكته
بيوسف وهو
ابن تبان أسعد أبي كرب وهو
تبع الذي غزا
المدينة وكسى
الكعبة واستصحب معه حبرين من
يهود المدينة فكان تهود من تهود من
أهل اليمن على يديهما كما ذكره
ابن إسحاق مبسوطا ، فقتل
ذو نواس في غداة واحدة في الأخدود عشرين ألفا ولم ينج منهم سوى رجل واحد يقال له
دوس ذو ثعلبان ذهب فارسا وطردوا وراءه فلم يقدر عليه فذهب إلى
قيصر ملك الشام فكتب إلى
النجاشي ملك
الحبشة فأرسل معه جيشا من نصارى الحبشة يقدمهم
أرياط وأبرهة فاستنقذوا
اليمن من أيدي اليهود وذهب
ذو نواس هاربا
[ ص: 370 ] فلجج في البحر فغرق واستمر ملك
الحبشة في أيدي
النصارى سبعين سنة ثم استنقذه
سيف بن ذي يزن الحميري من أيدي
النصارى لما استجاش بكسرى ملك
الفرس فأرسل معه من في السجون وكانوا قريبا من سبعمائة ففتح بهم
اليمن ورجع الملك إلى
حمير وسنذكر طرفا من ذلك إن شاء الله في تفسير سورة (
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل )
وقال
ابن إسحاق وحدثني
عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أنه حدث أن رجلا من
أهل نجران كان في زمان
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب حفر خربة من خرب
نجران لبعض حاجته ، فوجد
عبد الله بن الثامر تحت دفن فيها قاعدا واضعا يده على ضربة في رأسه ممسكا عليها بيده فإذا أخذت يده عنها ثعبت دما وإذا أرسلت يده ردت عليها فأمسكت دمها وفي يده خاتم مكتوب فيه ربي الله فكتب فيه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب يخبره بأمره فكتب
عمر إليهم أن أقروه على حاله وردوا عليه الدفن الذي كان عليه ففعلوا .
وقد قال
أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا رحمه الله : حدثنا
أبو بلال الأشعري حدثنا
إبراهيم بن محمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=166عبد الله بن جعفر بن أبي طالب حدثني بعض أهل العلم أن
أبا موسى لما افتتح
أصبهان وجد حائطا من حيطان المدينة قد سقط فبناه فسقط ثم بناه فسقط فقيل له إن تحته رجلا صالحا فحفر الأساس فوجد فيه رجلا قائما معه سيف فيه مكتوب : أنا
الحارث بن مضاض نقمت على أصحاب الأخدود فاستخرجه
أبو موسى وبنى الحائط فثبت
قلت : هو
الحارث بن مضاض بن عمرو بن مضاض بن عمرو الجرهمي أحد ملوك
جرهم الذين ولوا أمر
الكعبة بعد ولد
نبت بن إسماعيل بن إبراهيم وولد
الحارث هذا هو
عمرو بن الحارث بن مضاض هو آخر ملوك
جرهم بمكة لما أخرجتهم
خزاعة وأجلوهم إلى
اليمن وهو القائل في شعره الذي قال
ابن هشام إنه أول شعر قاله العرب :
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر بلى نحن كنا أهلها فأبادنا
صروف الليالي والجدود العواثر
وهذا يقتضي أن هذه القصة كانت قديما بعد زمان
إسماعيل عليه السلام بقرب من خمسمائة سنة أو نحوها وما ذكره
ابن إسحاق يقتضي أن قصتهم كانت في زمان الفترة التي بين
عيسى ومحمد عليهما من الله السلام وهو أشبه والله أعلم
وقد يحتمل أن ذلك قد وقع في العالم كثيرا كما قال
ابن أبي حاتم
حدثنا أبي حدثنا
أبو اليمان أخبرنا
صفوان عن
عبد الرحمن بن جبير قال كانت الأخدود في
اليمن زمان
تبع وفي
القسطنطينية زمان
قسطنطين حين صرف
النصارى قبلتهم عن دين
المسيح والتوحيد فاتخذوا أتونا وألقي فيه
النصارى الذين كانوا على دين
المسيح والتوحيد وفي
العراق في أرض
بابل بختنصر الذي وضع الصنم وأمر الناس أن يسجدوا له فامتنع
دانيال وصاحباه
[ ص: 271 ] عزريا وميشائيل فأوقد لهم أتونا وألقى فيه الحطب والنار ثم ألقاهما فيه فجعلها الله عليهما بردا وسلاما وأنقذهما منها وألقى فيها الذين بغوا عليه وهم تسعة رهط فأكلتهم النار
وقال
أسباط عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في قوله (
قتل أصحاب الأخدود ) قال : كانت الأخدود ثلاثة : خد
بالعراق وخد
بالشام وخد
باليمن رواه
ابن أبي حاتم
وعن
مقاتل قال كانت الأخدود ثلاثة واحدة
بنجران باليمن والأخرى
بالشام والأخرى
بفارس أما التي
بالشام فهو
أنطنانوس الرومي وأما التي
بفارس فهو
بختنصر وأما التي بأرض العرب فهو
يوسف ذو نواس فأما التي
بفارس والشام فلم ينزل الله فيهم قرآنا وأنزل في التي كانت
بنجران
وقال
ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثنا
عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع هو ابن أنس في قوله (
قتل أصحاب الأخدود ) قال سمعنا أنهم كانوا قوما في زمان الفترة فلما رأوا ما وقع في الناس من الفتنة والشر وصاروا أحزابا ، (
كل حزب بما لديهم فرحون ) المؤمنون 53 الروم : 32 اعتزلوا إلى قرية سكنوها وأقاموا على عبادة الله (
مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ) البينة : 5 وكان هذا أمرهم حتى سمع بهم جبار من الجبارين وحدث حديثهم فأرسل إليهم فأمرهم أن يعبدوا الأوثان التي اتخذوا وأنهم أبوا عليه كلهم وقالوا لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له فقال لهم إن لم تعبدوا هذه الآلهة التي عبدت فإني قاتلكم فأبوا عليه فخد أخدودا من نار وقال لهم الجبار ووقفهم عليها اختاروا هذه أو الذي نحن فيه فقالوا هذه أحب إلينا وفيهم نساء وذرية ففزعت الذرية فقالوا لهم لا نار من بعد اليوم فوقعوا فيها فقبضت أرواحهم من قبل أن يمسهم حرها وخرجت النار من مكانها فأحاطت بالجبارين فأحرقهم الله بها ففي ذلك أنزل الله عز وجل (
قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد )
ورواه
ابن جرير حدثت عن
عمار عن
عبد الله بن أبي جعفر به نحوه .
وقوله (
إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) أي حرقوا قاله
ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=396وابن أبزى
( ثم لم يتوبوا ) أي لم يقلعوا عما فعلوا ويندموا على ما أسلفوا
(
فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق ) وذلك أن الجزاء من جنس العمل قال الحسن البصري انظروا إلى هذا الكرم والجود قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة
[ ص: 372 ]