[ ص: 459 ] تفسير سورة إذا زلزلت وهي مكية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أبو عبد الرحمن ، حدثنا
سعيد ، حدثنا
عياش بن عباس ، عن
عيسى بن هلال الصدفي ، عن
عبد الله بن عمرو قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824197أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أقرئني يا رسول الله . قال له : " اقرأ ثلاثا من ذات الر " . فقال له الرجل : كبر سني واستد قلبي ، وغلظ لساني . قال : " فاقرأ من ذات حم " ، فقال مثل مقالته الأولى . فقال : " اقرأ ثلاثا من المسبحات " ، فقال مثل مقالته . فقال الرجل : ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة . فأقرأه : " إذا زلزلت الأرض زلزالها " حتى إذا فرغ منها قال الرجل : والذي بعثك بالحق ، لا أزيد عليها أبدا . ثم أدبر الرجل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفلح الرويجل! أفلح الرويجل! " ثم قال : " علي به " . فجاءه فقال له : " أمرت بيوم الأضحى جعله الله عيدا لهذه الأمة " . فقال له الرجل : أرأيت إن لم أجد إلا منيحة أنثى فأضحي بها ؟ قال : " لا ، ولكنك تأخذ من شعرك ، وتقلم أظفارك ، وتقص شاربك ، وتحلق عانتك ، فذاك تمام أضحيتك عند الله عز وجل " .
وأخرجه
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث
أبي عبد الرحمن المقرئ به .
وقال
الترمذي : حدثنا
محمد بن موسى الحرشي البصري : حدثنا
الحسن بن سلم بن صالح العجلي ، حدثنا
ثابت البناني ، عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824198 " من قرأ " إذا زلزلت " عدلت له بنصف القرآن " . ثم قال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=14114الحسن بن سلم .
وقد رواه
البزار ، عن
محمد بن موسى الحرشي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14114الحسن بن سلم ، عن
ثابت ، عن
أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824199 " " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن ، و " إذا زلزلت " تعدل ربع القرآن " . هذا لفظه .
وقال
الترمذي أيضا : حدثنا
علي بن حجر ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، حدثنا
يمان بن المغيرة العنزي ، حدثنا
عطاء ، عن
ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=824200 " " إذا زلزلت " تعدل نصف القرآن ، و " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن ، و " قل يا أيها الكافرون " تعدل ربع القرآن " . ثم قال : غريب ، لا نعرفه إلا من حديث
يمان بن المغيرة [ ص: 460 ]
وقال أيضا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16580عقبة بن مكرم العمي البصري ، حدثني
ابن أبي فديك ، أخبرني
سلمة بن وردان ، عن
أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824201 " هل تزوجت يا فلان ؟ " قال : لا والله يا رسول الله ، ولا عندي ما أتزوج ؟! قال : " أليس معك " قل هو الله أحد " ؟ " . قال : بلى . قال : " ثلث القرآن " . قال : " أليس معك " إذا جاء نصر الله والفتح " ؟ " . قال : بلى . قال : " ربع القرآن " . قال : " أليس معك " قل يا أيها الكافرون " ؟ " . قال : بلى . قال : " ربع القرآن " . قال : " أليس معك " إذا زلزلت الأرض " ؟ " . قال : بلى . قال : " ربع القرآن " تزوج ، [ تزوج ] . ثم قال : هذا حديث حسن .
تفرد بهن ثلاثتهن
الترمذي لم يروهن غيره من أصحاب الكتب .
بسم الله الرحمن الرحيم
(
إذا زلزلت الأرض زلزالها ( 1 )
وأخرجت الأرض أثقالها ( 2 )
وقال الإنسان ما لها ( 3 )
يومئذ تحدث أخبارها ( 4 )
بأن ربك أوحى لها ( 5 )
يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم ( 6 )
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ( 7 )
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ( 8 ) )
قال
ابن عباس : (
إذا زلزلت الأرض زلزالها ) أي : تحركت من أسفلها . (
وأخرجت الأرض أثقالها ) يعني : ألقت ما فيها من الموتى . قاله غير واحد من السلف . وهذه كقوله تعالى : (
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ) [ الحج : 1 ] وكقوله (
وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت ) [ الانشقاق : 3 ، 4 ] .
وقال
مسلم في صحيحه : حدثنا
واصل بن عبد الأعلى ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17011محمد بن فضيل ، عن أبيه ، عن
أبي حازم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824202 " تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة ، فيجيء القاتل فيقول : في هذا قتلت ، ويجيء القاطع فيقول : في هذا قطعت رحمي ، ويجيء السارق فيقول : في هذا قطعت يدي ، ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا " .
وقوله : (
وقال الإنسان ما لها ) أي : استنكر أمرها بعد ما كانت قارة ساكنة ثابتة ، وهو مستقر على ظهرها ، أي : تقلبت الحال ، فصارت متحركة مضطربة ، قد جاءها من أمر الله ما قد أعد لها من الزلزال الذي لا محيد لها عنه ، ثم ألقت ما في بطنها من الأموات من الأولين والآخرين ، وحينئذ استنكر الناس أمرها وتبدلت الأرض غير الأرض والسموات ، وبرزوا لله الواحد القهار .
وقوله : (
يومئذ تحدث أخبارها ) أي : تحدث بما عمل العاملون على ظهرها .
[ ص: 461 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
إبراهيم ، حدثنا
ابن المبارك - وقال
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397وأبو عبد الرحمن النسائي ، واللفظ له : حدثنا
سويد بن نصر ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله - هو ابن المبارك - ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15986سعيد بن أبي أيوب ، عن
يحيى بن أبي سليمان ، عن
سعيد المقبري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824203قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : ( يومئذ تحدث أخبارها ) قال : " أتدرون ما أخبارها ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، أن تقول : عمل كذا وكذا ، يوم كذا وكذا ، فهذه أخبارها " .
ثم قال
الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .
وفي معجم
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث
ابن لهيعة : حدثني
الحارث بن يزيد - سمع
ربيعة الجرشي - : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3501533 " تحفظوا من الأرض ، فإنها أمكم ، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرا ، إلا وهي مخبرة " .
وقوله : (
بأن ربك أوحى لها ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : أوحى لها وأوحى إليها ، ووحى لها ووحى إليها : واحد وكذا قال
ابن عباس : (
أوحى لها ) أي : أوحى إليها .
والظاهر أن هذا مضمن [ بمعنى ] أذن لها .
وقال
شبيب بن بشر ، عن
عكرمة عن
ابن عباس : (
يومئذ تحدث أخبارها ) قال : قال لها ربها : قولي ، فقالت .
وقال
مجاهد : (
أوحى لها ) أي : أمرها . وقال
القرظي : أمرها أن تنشق عنهم .
وقوله : (
يومئذ يصدر الناس أشتاتا ) أي : يرجعون عن مواقف الحساب (
أشتاتا ) أي : أنواعا وأصنافا ، ما بين شقي وسعيد ، مأمور به إلى الجنة ، ومأمور به إلى النار .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : يتصدعون أشتاتا فلا يجتمعون آخر ما عليهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
أشتاتا ) فرقا .
وقوله تعالى : (
ليروا أعمالهم ) أي : ليعملوا ويجازوا بما عملوه في الدنيا ، من خير وشر . ولهذا قال : (
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
إسماعيل بن عبد الله ، حدثني
مالك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح السمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824204 " الخيل لثلاثة : لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر ; فأما الذي له أجر ، فرجل ربطها في سبيل الله فأطال طيلها في مرج أو روضة ، فما أصابت في طيلها ذلك في المرج والروضة كان له حسنات ، ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو [ ص: 462 ] شرفين ، كانت آثارها وأرواثها حسنات له ، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقي به كان ذلك حسنات له ، وهي لذلك الرجل أجر . ورجل ربطها تغنيا وتعففا ، ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها ، فهي له ستر . ورجل ربطها فخرا ورئاء ونواء ، فهي على ذلك وزر " . فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر ، فقال : " ما أنزل الله فيها شيئا إلا هذه الآية الفاذة الجامعة : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) .
ورواه
مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، أخبرنا
جرير بن حازم ، حدثنا
الحسن nindex.php?page=hadith&LINKID=824205عن صعصعة بن معاوية - عم الفرزدق - : أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) قال : حسبي ! لا أبالي ألا أسمع غيرها .
وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في التفسير ، عن
إبراهيم بن يونس بن محمد المؤدب ، عن أبيه ، عن
جرير بن حازم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري قال : حدثنا
صعصعة عم الفرزدق ، فذكره .
وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن
عدي مرفوعا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824206 " اتقوا النار ولو بشق تمرة ، ولو بكلمة طيبة " وفي الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824207 " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط " وفي الصحيح أيضا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824208 " يا نساء المؤمنات ، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة " يعني : ظلفها . وفي الحديث الآخر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824209 " ردوا السائل ولو بظلف محرق " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثنا
كثير بن زيد ، عن
المطلب بن عبد الله ، عن
عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824210 " يا عائشة ، استتري من النار ولو بشق تمرة ، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان " . تفرد به
أحمد .
وروي عن
عائشة أنها تصدقت بعنبة ، وقالت : كم فيها من مثقال ذرة .
وقال
أحمد : حدثنا
أبو عامر ، حدثنا
سعيد بن مسلم ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16281عامر بن عبد الله بن الزبير ،
[ ص: 463 ] حدثني
عوف بن الحارث بن الطفيل : أن
عائشة أخبرته : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824009 " يا عائشة ، إياك ومحقرات الذنوب ، فإن لها من الله طالبا " .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، من حديث
سعيد بن مسلم بن بانك به .
وقال
ابن جرير : حدثني
أبو الخطاب الحساني ، حدثنا
الهيثم بن الربيع ، حدثنا
سماك بن عطية ، عن
أيوب ، عن
أبي قلابة nindex.php?page=hadith&LINKID=826745عن أنس قال : كان أبو بكر يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) فرفع أبو بكر يده وقال : يا رسول الله ، إني أجزى بما عملت من مثقال ذرة من شر ؟ فقال : " يا أبا بكر ، ما رأيت في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر ويدخر الله لك مثاقيل ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة " .
ورواه
ابن أبي حاتم ، عن أبيه [ عن ]
أبي الخطاب به . ثم قال
ابن جرير :
حدثنا
ابن بشار ، حدثنا
عبد الوهاب ، حدثنا
أيوب قال : في كتاب
أبي قلابة ، عن
أبي إدريس : أن
أبا بكر كان يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكره .
ورواه أيضا عن
يعقوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ، عن
أيوب ، عن
أبي قلابة : أن
أبا بكر ، وذكره .
طريق أخرى : قال
ابن جرير : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا
ابن وهب ، أخبرني
حيي بن عبد الله ، عن
أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826746لما نزلت : ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، قاعد ، فبكى حين أنزلت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يبكيك يا أبا بكر ؟ " . قال : يبكيني هذه السورة . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم ، لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم " .
حديث آخر : قال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو زرعة وعلي بن عبد الرحمن بن [ محمد بن ] المغيرة - المعروف بعلان المصري - ، قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16704عمرو بن خالد الحراني ، حدثنا
ابن لهيعة ، أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار nindex.php?page=hadith&LINKID=826747عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري قال : لما أنزلت : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) قلت : يا رسول الله ، إني لراء عملي ؟ قال : " نعم " . قلت : تلك الكبار الكبار ؟ قال : " نعم " . قلت : الصغار الصغار ؟ قال : " نعم " . قلت : واثكل أمي . قال : " أبشر يا أبا سعيد ; فإن الحسنة بعشر أمثالها - يعني إلى [ ص: 464 ] سبعمائة ضعف - ويضاعف الله لمن يشاء ، والسيئة بمثلها أو يغفر الله ، ولن ينجو أحد منكم بعمله " . قلت : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة " قال
أبو زرعة : لم يرو هذا غير
ابن لهيعة .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو زرعة ، حدثنا
يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني
ابن لهيعة ، حدثني
عطاء بن دينار ، عن
سعيد بن جبير في قوله تعالى : (
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) وذلك لما نزلت هذه الآية : (
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) [ الإنسان : 8 ] ، كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل الذي أعطوه ، فيجيء المسكين إلى أبوابهم فيستقلون أن يعطوه التمرة والكسرة والجوزة ونحو ذلك ، فيردونه ويقولون : ما هذا بشيء . إنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه . وكان آخرون يرون أنهم لا يلامون على الذنب اليسير : الكذبة والنظرة والغيبة وأشباه ذلك ، يقولون : إنما وعد الله النار على الكبائر . فرغبهم في القليل من الخير أن يعملوه ، فإنه يوشك أن يكثر ، وحذرهم اليسير من الشر ، فإنه يوشك أن يكثر ، فنزلت : (
فمن يعمل مثقال ذرة ) يعني : وزن أصغر النمل (
خيرا يره ) يعني : في كتابه ، ويسره ذلك . قال : يكتب لكل بر وفاجر بكل سيئة سيئة واحدة . وبكل حسنة عشر حسنات ، فإذا كان يوم القيامة ضاعف الله حسنات المؤمنين أيضا ، بكل واحدة عشر ، ويمحو عنه بكل حسنة عشر سيئات ، فمن زادت حسناته على سيئاته مثقال ذرة دخل الجنة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
سليمان بن داود ، حدثنا
عمران ، عن
قتادة ، عن
عبد ربه ، عن
أبي عياض ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824211 " إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه " . وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة ، فحضر صنيع القوم ، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود ، والرجل يجيء بالعود ، حتى جمعوا سوادا ، وأججوا نارا ، وأنضجوا ما قذفوا فيها .
[ آخر تفسير سورة " إذا زلزلت " ] [ ولله الحمد والمنة ]