(
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ( 31 )
قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ( 32 ) )
هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله ، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر ، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=820315من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ولهذا قال : (
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) أي : يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه ، وهو محبته إياكم ، وهو أعظم من الأول ، كما قال بعض الحكماء العلماء : ليس الشأن أن تحب ، إنما الشأن أن تحب ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية ، فقال : (
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) .
وقد قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14714علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى عن
عبد الأعلى بن أعين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير ، عن
عروة ، عن
عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" وهل الدين إلا الحب والبغض ؟ قال الله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) قال
أبو زرعة : عبد الأعلى هذا منكر الحديث .
ثم قال : (
ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) أي : باتباعكم للرسول صلى الله عليه وسلم يحصل لكم هذا كله ببركة سفارته .
ثم قال آمرا لكل أحد من خاص وعام : (
قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا ) أي : خالفوا عن أمره (
فإن الله لا يحب الكافرين ) فدل على أن مخالفته في الطريقة كفر ، والله لا يحب من اتصف بذلك ، وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب لله ويتقرب إليه ، حتى يتابع الرسول النبي الأمي خاتم الرسل ، ورسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس الذي لو كان الأنبياء - بل المرسلون ، بل أولو العزم منهم - في زمانه لما وسعهم إلا اتباعه ، والدخول في طاعته ، واتباع شريعته ، كما سيأتي تقريره عند قوله : (
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ) الآية [ آل عمران : 31 ] [ إن شاء الله تعالى ] .
[ ص: 33 ]